الثلاثاء ٢٢ آذار (مارس) ٢٠١١
بقلم عدلة شداد خشيبون

إليكِ ....في يومكِ

نوّر اللّوز أماه... هذه هي الأيّام التي بها أبدأ أجمع أفكاري لأخطّ لك بطاقة معايدة تلائم عطاءك وروحك ، بعد أن أغلف هديتي المتواضعة وأهديك إياها في هذا اليوم الرّائع .
سنوات عديدة مرّت وبطاقتي مختفية تحت جُنح ظّلام حزين. أجل نوّر اللّوز أماه هي أولى بشائر شهر العطاء، أجل نوّر اللّوز أماه هي بداية الرّبيع.

لبست حلتها البيضاء طبيعتنا، فاحت رائهة زهور ربيعنا. ولكن هناك شيء ينقصنا
ينقصنا أن نصافحك يدًا بيد، ينقصنا أن نقترب منك لتلامس شفاهنا خدّك النقي الطّاهر.
أماه أبكيك منذ تلك اللحظة التي أعلنوا فيها انتقالك الأبدي وهي بعيدة أماه وبعْدَها بكيت كثيرًا ولأسباب عديدة،ولكن ثراك وحده ما زال طريًّا رطبًا .

أماه في شهر العطاء دعيني أمدّ يديّ للسّماء لتكوّن علامة استفهام كبيرة.

لماذا؟؟

ومنها تتفرع كميّات هائلة من هذه العلامات

لماذا يصمت صغارنا فجأة ؟؟

لماذا لا يتابعون ابتساماتهم ؟؟ لماذا يكتئبون في جيل صغير ؟؟

لماذا يكتب أحدهم بطاقة تهنئة يقول بها:

أنا مكتئب ولا أعرف السّبب هل لك أماه أن تعيدي ابتسامتي ؟

لماذا تصمت الأمهات أمام هذا السّؤال ؟؟

لماذا لا تحقق فرحتها بهذا اليوم أمام خضّم من أسئلة بريئة صارخة وهادفة
أمّاه يا نبع العطاء لماذا بموتك جفّ نبع المحبّة لماذا الآهات تتسابق عندي
لماذا كلّ الملاجئ أقفلت أبوابها ؟؟

أمّي حبيبتي أحبك اليوم وغدًا كما الأمس وقبله

أشتاقك أماه ليتني ليتني استطعت أن أشترك بحديث صديقاتي عندما تداولن عن الهدايا التي سوف يقدمنها لأمهاتهنّ في هذا اليوم، فاراني أتجاهل السّؤال وأخفي دمعتي وانسحب من جمعة جميلة سعيدة.

وأذهب راكضة مثل الصّغار أنقد بائع الورد عددًا من الشّواقل مقابل باقة ورد يرطبها ويجففها دمعي المنسكب، وتغمرها رائحة بخور تذكرني بناقوس الكنيسة الحزين الذي ما انفك يدقّ في أذني، وصوت الكهنة يقول فليطوب ذكراها فليطوّب ذكراها

الراحة الأبديّة أعطها يارب ونورك الدائم فليشرق عليها...

إلى كلّ الأمهات

أنتنّ الرّبيع

والرّبيع لا ربيع يحتويه إلا بأريجكنّ

فكلّ يومّ وأنتنّ بألف خير

وإلى كلّ الابناء تباركوا بأمهاتكم فهنّ... ظلَّ الله على الأرض


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى