السبت ٢٦ آذار (مارس) ٢٠١١
بقلم علي أبو مريحيل

نصوص قصيرة «من يوميات الحرب»

يمهل الموت ولا يهمل

نحمد الله في كل يوم نستيقظ فيه على فاجعة لم تصبنا!
نهنئ من يعود إلينا بنصف أطرافه (سالماً) من الموت!
ونودع من يودّ أن يقطع شارعاً لقضاء حاجة ملحة!
ونقدم النصيحة لشاب يتباهى بقضاء حاجتين في يوم واحد!
(لا تسلم الجرة في كل مرة) .. يمهل الموت ولا يهمل!

في حضرة العاصفة

نقاوم بقدرتنا على التخيل .. بحاستنا السادسة ْ!
هذا الطريق لا يفضي إلى المقبرة، إلا إذا استطال ظلك
إلى أبعد من قامة الخوف الذي يرافقك!
وهذه النافذة لا تطل على الموت، ما دام الجنود
منهمكين ـ على بعد نافذتين ـ في حل الرؤوس المتقاطعة!
مطر، مطر .. غيمة واحدة تكفي لتشييع الشهداء
فالطائرات تخشى أن تحلق مثلنا .. في حضرة العاصفة!

دلالة

أن تحمل نعشاً في جنازة تعثرت بها في طريق عودتك
إلى ما ينتظرك من دمار وخراب
دون أن تعلم أن صاحب النعش الذي تحمله .. أخوك أو أبوك
لا يعني شيئاً بقدر ما يعني أنك فلسطيني حتى النخاع
فاقرأ على روحك الفاتحة!

نبوءة

إذا قرأت (الفاتحة) على روحك سلفاً
عشر مرات في اليوم لأن عشرين موتاً
ضلوا الطريق إلى قبرك المفتوح كعورة بارزة
فاعلم أن ميتة فلسطينية في انتظارك
تؤجلك وتخجل منك لأنك مثلها .. فلسطيني!

عظم الله صمتكم

يتيماً بلا كفين أشد بهما على صمودي الأسطوري
عارياً بلا لحم يغطي ما تهشم من عظامي
حافياً بلا قدمين .. حائراً أسير في جنازة العروبة
لمن أقدم العزاء ؟ ولا أخوة لي ولا أصدقاء!!

لا فرق!

من مرفأ الألم في جرحي الجديد، تقلع أشرعة الحنين
إلى صوتك الذي ينقض الوضوء ويبطل الصيام!
في انتظار ما قد يسفر القدر عن غياب
لا يليق بعاشق يكره الانتظار
أتيمم برماد الذكريات، أصبر ولا أفطر رغم سقوطي
كي أحافظ على طعم الحرمان في شفتي
عما قليل ستمطر السماء على عطشي المدنس بالغياب
بغارة عشقية أو جوية .. لا فرق!

أنا وآخر هداياك

قد يفسرُ هبوط قلبي إلى الأرض السابعة
على إثر غارة عبثية قلعت أثاث البيت
وانقلعت، بعد أن فصّلت من خوفي أكفاناً
لمن سيموتون من بعدي إلى يوم القيامة!
ولكن ما لا يفسر هو اندفاعي اللامسبوق
إلى صندوقي الصغير لأطمئن على شالك الأحمر!

27_12_2008

سأغضّ الطرف عما سقط من شَعري خوفاً
وسأغفر لكل طائرة تأرجحت على أحبالي العصبية
لكني لم ولن أغفر لهذا التوقيت الحربي
الذي جاء في يوم كنت سأطرز فيه
أشهى ما خلق الله من شفاه !

لو قُدِّر لي

لو قدر لي أن أعود إلى جسدي الذي سيقدَّم عما قليل
وليمة فاخرة على مائدة التراب
لو قدر لي ألا أكون فلسطينياً منحازاً إلى ما يتاح لي
من ماء وهواء تحت هذه السماء
لو قدر لي ألا أسير على شارع الموت في تمام الساعة
الثانية بعد منتصف القصف العشوائي
لو قدر لي أن أتأخر قليلاً قبل كتابة البيت الأخير
من قصيدتي الأخيرة
لكنت سأقطف لحبيبتي من ذات البستان .. الزهرة ذاتها

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى