الاثنين ١١ نيسان (أبريل) ٢٠١١
بقلم نادية بيروك

الصفعة

كان أحمد ولدا متقلب المزاج، شاذ الطباع، كثيرالصراخ... لم تكن آمنة هي الأخرى في حالة تسمح لها باحتمال هذا العفريت الصغير. فموعد المحاكمة يقترب وعليها أن تصل في الوقت المحدد وإلا فقدت كل شيء. كان أحمد يركض داخل الممر ويلقي ببقايا الشكلاطة في كل جانب. كانت آمنة تحاول تهدأته وهي تبحث في حقيبتها اليدوية عن بقية الأ وراق. فجأة تنهارالصناديق

ويصبح الممر موحلا بزيت الزيتون. يتقدم أحدهم وهو يرغي ويشتم:- أهذ ابنك؟

 أجل سيدي! أنا آسفة٠

كم ثمن هذه الصناديق؟-

خذي ابنك من هنا وارحلي. لا أريد منك شيئا٠-

كان أحمد قد جر أحد الصناديق فاختل توازنها وانهارت تباعا٠

آمنة لم تكن تستطيع المشي من الخجل. نظرت شزرا إلى ابنها وتابعت المسير٠

إقتربا من ممرالراجلين فهرع أحمد على غير هدى وسط صفير السيارات ووسط صراخ أمه٠ عندما بلغ الطرف الآخر من الطريق، كان قلب والدته قد انخلع من مكانه وشعرت أن روحها تصعد إلى السماء رويدا، رويدا٠

عندما أصبح أحمد على مقربة منها صفعته صفعة قوية وهل تولول وتصرخ:
أتريد أن تموت؟ ماذا فعلت؟-

كانت شرطية المرور تتابع ماحدث. إنتزعت الطفل في غضب وطلبت الطوارئ٠

في ظرف دقيقة كانت آمنة متهمة بتعنيف طفلها ومهددة بإبعاده عنها إلى الأبد. فالقوانين هنا تحمي الطفل وترعى حقوقه ولا تسمح بضربه تحت أي ظرف من الظروف. كانت آمنة مذهولة من هول ما حدث، ففي لحظة وجدت نفسها تفقد قضيتها وابنها بسبب صفعة٠


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى