الاثنين ١١ نيسان (أبريل) ٢٠١١
بقلم أحمد مظهر سعدو

يوم جميل للموت

 اختلف المترجمون حول ترجمة عنوان كتاب ألماني للكاتبة الطبيبة ((هايكه جروس)) فبين (موت يوم جميــــــل) أو (يوم جميل للموت) راح الكتّاب والمترجمون يفندون الفرق والمحتوى، ويمرون على المعنى المجازي، والفكري لهذا الكتاب، وأهمية استبدال الموت من البدء إلى الخاتمة، دون أن يقفوا أمام الماهية الأنثروبولوجية للمعنى..

وأنا هنا بصدد أن أتوقف قليلاً أمام هذا العنوان، ولا أدري كيف استوقفني استحضار هذا الموت بمعناه الذي ورد، ولماذا الآن؟ أو لعلي أضمر في اللاشعور، أو العقل الباطن، غوصاً لا أتلمسه بين أصابعي المعرفية، لهذا الاستحضار، الذي أجزم أنه لو أتيح لي أن أمخر عبابه، فإن لآخر اليم نهاية، لابد من مطارحتها على المستوى الفكري، أو الإنساني أو حتى الماورائي، نعم إنه يوم جميل للموت بكل من ما للكلمة من معنى، وكم كان الموت بطعم الشهادة جميلاً، وفواحاً، وياسمينياً شآمياً في بعض مفاصل التاريخ، أو في هنيهات آنٍ آخر لا أدري مكنوناته..

ويتساءل المرء أحياناً.. هل يمكن أن يكون للموت جمالاً ما؟ أو هل من المعقول أن يموت اليوم الجميل ؟ ويستمر السؤال بمعناه الوجداني.. وهل يدرك جمال الموت إلا من يقبل نحوه، أو يمر ببرزخه، الذي يختلف عن برزخنا، نحن الذين ما زلنا أحياءً في زمن اشتهاء الموت.. ويصعد صوت من أقاصي برزخ آخر، أجمل من برزخنا، ليقول معارضاً قول الشعراء: فإن طعم الموت في أمر عظيم، ليس كطعم الموت ومعنى الموت في أمر وضيع..

وهل تستوي روح شهيد تصعد إلى بارئها من أجل هدفٍ سامٍِ وعالٍ، ومن أجل وطن مسجى، كروح آخر وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة، في أمر نفعي انتهازي وصولي على حساب الناس البسطاء.. والإجابة هنا سهلة وبسيطة، ولكن الكثير من أهل برزخنا لا يدركونها، أو أنهم يتجاهلون الاتكاء إليها، في مواجهة مصالحهم الزائفة والزائلة، في مواجهة مصلحة أمة ووطن، لابد من بشر ليسوا كالبشر، يضحون من أجله، ويعطرون ترابه برائحة دمهم العنبرية المقدسة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى