الخميس ١٤ نيسان (أبريل) ٢٠١١
بقلم إبراهيم قويدر

مع من نتحاور؟!

نسمع- نحن الليبيين والليبيات- هذه الأيام عن دعوات من هنا وهناك تطالب بإيقاف إطلاق النار والتحاور من أجل حقن الدماء.

مرة نسمعها من بعض المعلقين والمحللين العرب والأجانب، وتارة أخرى نستمع إليها من أصحاب المبادرات المختلفة مثل: مبادرة الاتحاد الإفريقي، والمبادرة التركية، وحتمًا ستكون لاحقًا دعوات أخرى تنادي بمثل ذلك، وقد يكون منهم من هو صادق في طرحه، وحتمًا منه من هو مغرر به، أو يقصد ذلك من أجل إعطاء فرصة للأسرة الحاكمة لالتقاط أنفاسها وإعادة تسليح نفسها للانقضاض فيما بعد على الثوار وتصفيتهم والانتقام من كل من تظاهر ضدهم أو طالب بتنحيتهم.

من هنا يبرز السؤال الكبير: مع من تريدون أن نتحاور؟!

هل تريدون منا أن نتحاور مع من أطلقوا النار على صدور أبنائنا العُزّل فى بنغازي مستعملين في ذلك الذخيرة التى تستعمل ضد الطائرات، ويوجهونها على أبنائنا العُزّل الذين خرجوا نتيجة الظلم والاستبداد والفساد دام 42 عامًا؟!

وهل المطلوب منا أن نتحاور مع من قتلوا أبناءنا فى البيضاء ودرنة وطبرق في انتفاضتهم الشعبية، هؤلاء الذين دخلوا وعبثوا بمدينتنا الباسلة أجدابيا، واعتدوا هناك على الأسر وقتلوا الأطفال وشردوا الأسر شرقًا؟!

هل نحن ملزمون أن نتحاور مع من استمر فى حصار ظالم على مصراتة المناضلة وقصفها بكل أنواع القنابل وقتل رجالها وأطفالها، واختطف نساءها ورجالها الأشاوس؟!

وهل علينا أن نقبل التحاور مع من هدم وأفنى مدينتينا الشامختين الزاوية وزوارة، وهدم مساجدها وذبح أبناءها، واعتدى بشكل إجرامي على الأسر فيها، بل تعدى ذلك بنبش قبور شهدائنا في الزاوية وإخراج جثثهم وسوى المقبرة بالأرض لإخفاء جريمته؟!

وهل لابد لنا أن نتحاور مع هؤلاء الجند الذين لا يخافون الله ويقصفون ويتعاملون مع السكان العزل في ككلة والقلعة والزنتان ويفرن وغريان مدن وقرى الجبل الغربى الأشم وشرد الأسر التي توجه أكثر من 2000 أسرة منهم إلى الأراضى التونسية ليعيشوا فى الخيم كلاجئين؟!
هل نحن مجبرون على التحاور مع من قتل وهدم وتجنى وتطاول على شبابنا الثائر فى طرابلس وكل المدن والقرى الليبية؟!

هل من العقل والمنطق أن يطلب منا التحاور مع من أمر جنوده بالاعتداء على بناتنا ونسائنا الشريفات العفيفات؟!

وهل نتحاور مع من قام باستجلاب المرتزقة من الكثير من الدول الإفريقية وبيلاروسيا والجزائر وصربيا ومن دول أخرى عديدة جنود وخبراء عسكريين؟!

هنا أقول لكل من يحاول التفكير في أن يطرح علينا من جديد مبدأ التحاور: تعالَ لترى هذه الحقائق، ومن بعدها ضع نفسك واقعيًّا فى مكاننا ثم احكم.

لا ياسادة، لا وألف لا.. لا حوار مع هذه الأسرة الظالمة وأتباعها الذين تلطخت أيديهم بدماء أبنائنا.
وختامًا أقول للاتحاد الإفريقي: أاوقفوا تجنيد مواطنيكم للحرب ضد الليبيين والاعتداء علينا في مدننا وقرانا المسالِمة قبل أن تأتوا إلينا وتطالبوننا بالحوار.

ولرئيس وزراء تركيا أقول: أتمنى أن لا يكون موقفك هذا هو من أجل استخدام قضيتنا العادلة في المساومة مع الدول الأوربية التي تقف ضد دخول بلادك للاتحاد الأوروبي، ومنها فرنسا وبريطانيا.

وختامًا ليعلم الجميع أنني من المنادين دائمًا بالحوار، وكتبت عن ذلك كثيرًا، بل قدمت تقارير حول الحوار الاجتماعي لحل مشاكل الفئات والطوائف الاجتماعية؛ لكن لا مفاوضات على المبادئ، والمبدأ يقول إن الشعب ثار ضد حاكمه، فيجب أن يرحل، والمنطق والعقل يفرضان علينا فى هذه الحالة أن لا حوار مع هؤلاء، ولا تسامح إلا بعد رحيلهم عن أرض الوطن، بعد ذلك فليتحاور الليبيون والليبيات مع بعضهم البعض- كما يشاءون- بكل حرية ومحبة وود، بعدها يتم الحوار المتبادل بين الشرق والغرب والجنوب والشمال، فنحن أسرة واحدة، لا ولن تنهار عوامل ترابطنا الاجتماعي مهما حاول الظلمة وتفننوا في ذلك.

وأخيرًا أقول: ويل للأمم من أنصاف الثورات.. وويل لمن ثاروا إن خمدت ثورتهم دون تحقيق مطالبهم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى