الأحد ١٧ نيسان (أبريل) ٢٠١١

شاعر العرب الأكبر لم يجد قبراً في وطنه

عدنان الاعسم

نشر الكاتب والمثقف العراقي المعروف زهير الدجيلي مادة تحت العنوان الرئيس اعلاه وجاء فيها "هو شاعر العرب وكان شاهدا على عصره... كالمتنبي سلفه الذي كان شاغل الدنيا في عصره، كان الجواهري ايضا مالئ الدنيا شعرا حتى اصبح ديوان العرب وقصيد العراق في زمنه.. فأينما يذكر العراق يذكر الجواهري.. فكلاهما وجهان لكتاب واحد.. كتاب العبقرية الشعرية في وطن المليون شاعر....كان محمد مهدي الجواهري على رأس قافلة الشعراء التي بدأت من مربد البصرة من أول القرن الهجري حتى نهاية القرن العشرين الميلادي، حيث ذوى الشعراء الكبار وذوى الوطن بعد ان فقدهم في المنافي واحداً تلو الآخر.. ولم يبق لشاعر العرب الكبير في العراق الذي عاش له، سوى قبر في دمشق وتمثال في كردستان.. أما العراق الذي قال فيه الكثير فلم يرد على سلامه بشيء:

سلامٌ على هضبات. العراق.
وشطـّـيه. والجُرف. والمنحنى
على النخل ذي السعفات. الطوال،
وشُمّ. الجبال .، تُشيعُ السَـنا
سلامٌ على نيّرات . العصور .
ودار. السلام .، مدار. الدُنى

... وقال الدجيلي في موضوعه الذي نشرته صحيفة القبس الكويتية (2011.4.15)... " لكن «ابا فرات» قضى غريبا في غربة أخذت نصف عمره.. ولم يستقر في دار السلام لأنها لم تعد دارا للسلام. ولا على هضبات العراق التي غناها بشعره، ولا على الجرف من دجلة الخير، ولا تحت سعفات نخل العراق التي كانت ظلال قصائده..".

كما نقل الكاتب ان جامعة الكوفة قد تذكرت الجواهري اخيراً في مهرجان حمل اسمه .. كما واقيم له مهرجان مماثل في بغداد قبل عامين ، وله ايضا قاعة يتيمة في مقر اتحاد الأدباء .... واضاف " وهذا كل شيء لشاعر كان عنوان العراق... اما متحفه ومركز وثائقه وتراثه والبومات صوره فلا وجود لها في بغداد... انما هناك بعض منها في الخارج. فإضافة لقبره في دمشق، له ايضا في براغ (جمهورية التشيك) مركز يحمل اسمه ويضم كل شيء عنه، ويحتفي به سنويا نخبة قليلة من ادباء العراق من محبيه المنفيين." وقد شملت الاحتفالية التي اقامتها جامعة الكوفة بحوثا ودراسات وذكريات عنه ومعرض صور واشرطة فيديو توثيقية، احتفالية أكدت كونه الرمز الوطني في القصيد العراقي والقامة الشعرية التي لاتزال قائمة في ديوان العرب."
... ثم يستعرض الدجيلي محطات من سيرة الجواهري ، ونبذا عن حياته وشعره "التي لايمكن اجمالها في صفحات او كتاب. انما هي سفر طويل من حياة مضنية ولكنها حياة مبدعة في الشعر والصحافة والأدب. أرخت قصائده حياة شعبه ونضاله الوطني في سبيل الحرية فكانت مصدر الهام لأجيال عديدة فكانت صوت الحرية الداوي في وجدان العراق:

أنا العراق، لساني قلبه، ودمي فراته، وكياني منه أشطارُ

ويتابع الكاتب " كان – الجواهري - من أبرز المؤسسين لاتحاد الأدباء العراقيين ونقابة الصحافيين العراقيين، بعد قيام الجمهورية – الاولى عام 1958 ... ع.أ- وانتخب أول رئيس لكل منهما. ووقف ضد انقلاب البعث الدموي في 8 شباط 1963، وترأس «حركة الدفاع عن الشعب العراقي» المناهضة له. وأصدرت سلطات الانقلاب قراراً بسحب الجنسية العراقية منه، ومصادرة أمواله المنقولة وغير المنقولة، هو وأولاده (ولم يكن، لا هو ولا أولاده، يملكون شيئاً ليصادر).وخلال حكم صدام استقر الجواهري في دمشق وعاش حياته شاعرا مناضلا مغتربا بينه وبين الوطن بريد قصائده. وخلال اقامته في سوريا صدرت مجموعاته الكاملة ومؤلفات عديدة عنه كما كتبت عنه بحوث ودراسات كثيرة ونال العديد من الدارسين شهادات جامعية عن شعر الجواهري وسيرته. وتوفي بعد معاناة من المرض في احد مشافي دمشق عام 1997... وفي عام 2000 أقيمت تكريماً له احتفالية ضخمة في إقليم كوردستان العراق بمناسبة الذكرى المئوية لميلاده وتم وضع تمثالين كبيرين له في مدينتي أربيل والسليمانية نفذهما النحات العراقي المغترب في سويسرا سليم عبدالله."

وفي ختام موضوعه كتب الدجيلي : ورغم هذه العرض الموجز لحياة شاعر العرب الأكبر فأن بحره الذي ضم جميع بحور الشعر بجزالة صورها وبديع أوصافها وثقافتها الوطنية مازال يحيط سيرة العراق الثقافية بكل معانيها الجميلة:

سلامٌ وما ظلَ روضٌ يفوحُ
وما ساقطتْ ورقَ الدوح . ريحُ
سيبقى ويبقى يدوي طموحُ
لنجم ٍ يضيءُ وفجر ٍ يلوحُ
عدنان الاعسم

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى