الثلاثاء ١٩ نيسان (أبريل) ٢٠١١
بقلم ضحى عبد الرؤوف المل

يا ابنتي....

يـــوم فرح كنت تنتظرينه، وثوباً أبيض اليوم ترتدينه، وعُمر جديد قد بدأ بنضوج، وعي ويقين!..يحملك على أكُف النور لتكوني زوجة راضية مرضية شاكرة لنعمائه، فلا تجعلي يا ابنتي أمسك حاضراً، واتركي الماضي البعيد، واجعليه خطوة لن تخطيها في معصية، ولن تجعليها نبراساً لحياة تضحك لك وتبكي...في هذا اليوم يحيا القلب، وتعمر الروح بالأمنيات، فتكون الأحلام خصبة لنزرع فيها مبادىء لحياة جديدة نمضي نحوها، فنعزز قدراتنا ونعبىء أرواحنا بالقناعة التي تجعلنا ترضى عن أي تصرف نتصرفه...

فكوني يا حبيبتي شجرة مُثمرة مِعطاء وحضناً دافئاً، لروح ستشارك روحك مسيرها ...
حافظي على طهارة الروح ولا تكوني كالنبتة الهزيلة التي لا جـذور لها؛ التي تلعب فيها ريح قاسية... كوني متأصلة في روحه كزهرة الريحان واكسبي ودَّه واحفظي سره ولا تَخجلي من حَلال استحققتيه بنعمة مِن الله ورضوانه، ورفرفي في أفاق الروح ولا تركني لأمور الدنيا الغرور فالتقوى تشع من القلوب الصادقة . احذري أن تكوني قاسية القلب مع من وهبتك زوجا عاشقا محباً لك، وكوني لأمه ابنة ، وكوني لأبيه يدَه التي تُداعب ابنه الصغير ،وكوني لجدته أماً قد تنجب لها ذُرية صالحة ...

يا ابنتي .....

حين ننظر حولًنا تزيغ الأبصار عن متعة دنيا زائلة، فلا تجعلي الضجر يتسلل قلبك فيتسرب الملل لروح من تُحبين وانظري لبياض أيام ارتديت فيها فستانك هذا وخطوة جعلتك تخرجين مِــن أحضاني لأحضان زوج كريم، ولا تهربي من واقع قد يكون ماثلا في أذهان الكثيرات.
إن الحُب كريح مَجنونة تُمزقنا أشلاء... إنما الحب نعمة من رب رحمن رحيم يحِبنا ونحبه، فنسعى لمرضاته على مر الأيام..

يا ابنتي ..

باكورة الأيام هي التي تومِض في صفحات أيامنا أفراحنا ،فاجعلي من المسرات حياتك... لا تنازعيه على ملكية هو يَملكها ، فلا ينازعك حق الأنوثة التي فُطرت عليها وتعطَّري بعطر المحبة والدفء والحنان واجعلي القوة بلسانك فاحفظيه .ولتكن دعواتك اللهم أشكو إليك اشتياقي لنبض قلبه وحبي له ووفائي، فاجعله مؤمنا بك واجمعنا يوم الجمع الأكبر معا احباء مــؤمنين

إلى ابنتي هدى عبدالله جواد في يوم زفافها وإلى كل إبنة تقرأ كلماتي...
أحبكن......


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى