الاثنين ٢ أيار (مايو) ٢٠١١
بقلم نادية بيروك

الكذب

أشد ماأكره: الكذب. أن نبني عالما من الوهم والوعود ونترك للناس المجال ليحلموا دون طائل.

أن تسكر الزوجة بكلمات زوجها الحانية، المطمئنة وأن تستيقظ على صوت عشيقته حين ترد على هاتفه الخلوي بمحض الصدفة.

أن يكبر الصغير في حضن أبوين محافظين وأن يدرك أن أمه كانت عاهرة رمته على قارعة الطريق.

أن نعيش داخل خندق الحق والباطل وأن نهلك ونحن نحاول فك لغز الحلال والحرام، ونكتشف أن الحق غلف بالباطل وأن الباطل أصبح حقا. إن الحياة أبسط من أن تحكمها قواعد قطعية، جازمة وأن الذين حكموا بحرمة الشيء، حللوه لأنفسهم وذويهم دون غيرهم، كأنهم آلهة وليس مجرد بشر خطائين...

أكره الكذب، ولو أننا تجنبناه لكنا خير الأمم وأصدقها. لكان لكلماتنا وقعا ومصداقية ولأصواتنا صدى وقوة. ولكننا عرفنا بالنفاق والتنصل من المسؤولية والعمل. نعتنا الصادق منا بالغبي والبليد وضيقنا عليه الخناق، وكافأنا من كان أكثر إفكا وأقدر على الوشاية والنكاية والنفاق...

أكره الكذب وأتحرى الصدق ما استطعت، لكني أفقد مع كل لحظة صدق صديقا حميما وأكسب عدوا جديدا. أعلم أن طريق الصدق ليست سهلة وأتمنى أن يحاول كل واحد منا أن يكون صادقا مع نفسه أولا قبل أن يصدق الناس. فالإنسان للإنسان قرين ولكنه أيضا خصم عتيد وعدو قوي الشكيمة، بالغ الفتك والتدمير...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى