الجمعة ٢٠ أيار (مايو) ٢٠١١

من اراد العفو،، فليطلبه من الله

طارت اخبار خلال الايام القليلة الماضية بل الساعات، عن انباء تفيد ان: الرئيس المخلوع سيصدر خطاباً يطلب فيه العفو والسماح بشرط أن يخلى سبيله وسبيل اسرته مع تنازله عن كافة الاموال والممتلكات التى سلبوها من مصر، وتلك المبادرة المراد بها التصالح مع الشعب المصري، حيث انه يطلب السماح من اهل الملاح، والعفو من شيم الكرام، وبما ان الشعب المصري كريم، كرم حاتم الطايء فربما تلقى تلك البمادرة العصماء صدى واسع بين افراد الشعب.

انقسام بين موافقة ومعارضة

وكالعادة عندما تنتشر اشاعة بسرعة الصاروخ عبر وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية بهذا الشكل، فاننا نجدها تلاقى صدى واسع اما بالمعارضة أو بالموافقة، وتبدأ حوارات التوك شو، وتنهال المداخلات في تلك البرامج،كأن يدخل احدهم ويقول حرام عليكم عفو عن مين؟ هوا مش كفاية اللي عمله.، ويدخل الاخر ويناقض كلام الاول وهلما جرا،واذا بنا امام غوغائية اعلامية ربما لا تنبثق من نبع الحقيقة وأهه كله أكل عيش، وتكون مجرد شائعات تطلق كبالون اختبار لمعرفة توجه الشعب وفي ماذا يفكر،وهل ارادته لازالت صلدة متينة ام اصابها بعض الخور من تسرب الاخبار السلبية عن المحاكمات ونتائجها على مدار الاسابيع القليلة الماضية؟.

لماذا في هذا التوقيت؟

ان المد السرطانى لهذا النظام البائد لم نجتثه كله من جذوره كاملاً، فلازال هناك اذرع خفيه تدير الامور من الداخل ومن الخارج، وتحرك اشخاص بعينهم كعرائس الماريونيت لتفجير بالونات اختبار كلما تأكد الوقت من قرب انتهاء المحاكمات أو حتى الاخذ باسباب العقاب النهائي على الافعال المشينة التى احدثت تآكل في جسد الامة ولبث المزيد من تشتيت الاذهان واضعاف الثقة في النفوس بل ولترويج افكار التشكيك في قدرة المجلس العسكري على الادارة ومجلس الوزراء على التنفيذ، ونبدأ من جديد مهزلة أخرى من الالتفاف حول الثورة بشكل آخر وبصورة اكثر تطوراً بحيث لا يصلح معها اي مضادات للخلايا السرطانية المتوحشة داخل جسد النسيج المصري ونمضى قدماً للخلف حيث ما قبل الثورة !!

بعد ان ثبت بالادلة القاطعة والدامغة انه كان هناك تخريب سافر لمقدرات هذا الوطن بل والتمثيل بجثته عياناً بياناً دون واعز اخلاقى أو ضمير انسانى، ينصح بالا يقوم من فعل بتلك الافعال، وبعد أن تكشفت الصور ووضحت من كل زواياها، كان لابد من تفجير البالونة لنرى ردة الفعل ؟ هل هي مع....او ضد؟
هل نكتفى بذلك ونترك الله يحاسب الجميع على افعاله، وننظر قدماً للامام، أم ننتظر الفرج وزوال اسباب التمارض التى يعانى منها المخلوع وحرمه حتى لا يعاقبوا على جرائمهم الشنعاء في حق هذا الشعب. وان لم نفعل ذلك اتهمنا بقسوة القلب وموت الضمير !!!

من يمتلك القدرة على العفو؟

السؤال الذي يطرح نفسه قبل ان نناقش مسألة العفو وهل من الممكن؟ أو ليس ممكناً، هو من يمتلك القدرة على العفو؟

 هل هم الثوار الذين قاموا بالثورة وتماسكوا حتى اسقطوا النظام وسقط منهم من سقط ما بين شهيدٍ أو جريحٍ؟.

 هل هم النخبة وأصحاب الاقلام الواعية والاحزاب السياسة والجماعات التحريرية التى ظهرت بعد ان اكتملت عناصر انجاح الثورة وتوالت على مدار شهور مضت؟

 هل هم كافة طوائف الشعب المغلوب على امره الذي وقف متفرجاً في البداية، وحائراً في الوسط، ومفكراً في آخر الخط؟

 ام كل هؤلاء سيشتركون معاً تحت قلب رجل واحد اما بالموافقة أو الرفض؟

رأي فى موضوع العفو ان طلب فعلا:

هل يعتقد احدٌ منا انه له قدرة فوق قدرة الله؟ وان له الحق في ان يقول انا أعفو عن ذلك أو لا أعفو، المسألة هنا ليست مناظرات كلامية وعبارت هلامية نطلقها اذا تمكنا من لغتنا للنيل من الاخر لاننا نجيد الكلام وهو لا يجيد، او لاننا ندرك ونفهم والاخر ليس أهلٌ لذلك.

اذا ما المسألة؟ المسألة من وجهة نظري، ان هناك شخص تعدى كل الخطوط الكونية الحمراء التى وضعها الله لعباده حتى لا يتخطوها ويتصرفواا كأن لم يخلق مثلهم في البلاد، لانه هو مالك الملك المتحكم في مصائر الخلق والمخلوقات.

ومن يختال بنفسه ويشعر لحظة واحدة انه أوتى من الملك مالم يؤتى لغيره عليه ان يستفيق لان العقاب آتٍ لا محالة، والله تعالى يملي لمن يصل لتلك الحالة الوقت الكافى حتى يأخذه ويردعه بل ويجعله عبرة لمن يعتبر، كي يستفيق الناس جميعاً، وقصة قارون وملكه - لم تكن غائبة عن الاذهان،وقصة ( وفرعون ذى الاوتاد )،، وغيرها من العبر والدروس لم يتعلمها اللامبارك وربما لم يقرأها من الاصل ليأخذ منها الدرس والعظة. (ان أخذ ربك لشديد ) ((وما ربك بظلام للعبيد )).

وانا كفرد من هذا الشعب ارفض العفو بل واتهمه بالخيانة العظمى على ما فعله بنا مبارك ونظامه على مدار ثلاثين عاماً، وهذه اسبابي وقناعاتى في رفض طلب العفو إن تأكد:
1.هل يجوز العفو عن راس نظام، قتل وسفك دماء اكثر من 800 شاب وجرح اكثر من 6000 مصري اصيبوا بعاهه مستديمة لانهم قاموا بثورة ضد الظلم والطغيان طالبين الحرية؟ يا كل مصري له ابن استشهد لاجلك هل ترضى ذلك؟

2.هل يجوز العفو عن من يسر وسهل واقر، اهدار كرامة المصريين في الداخل والخارج على مدار ثلاثين عاماً من الذل والقهر؟

3.هل يجوز العفو عن من قام هو ونظامه بالترويج لحمله التوريث لابنه وكأنه يريد ان يرث عزبة ابوة؟

4.هل يجوز العفو عن من غض بصره عن تزوير ارادة الشعب في الانتخابات البرلمانية بصورة فاضحة يندى لها جبين من لديه ذرة واحدة من شعور؟

5.هل يجوز العفو عن من قام ونظامه بحرق المصريين بقطار الصعيد وقتلهم في العبارات وحرقهم في الطائرات؟

6.هل يجوز العفو عن من ساعد في نشر الاوبئة والامراض المستعصية بين ابناء الوطن اطفال وشيوخ؟ قمح مسرطن، مبيدات مسرطنة، وما خفى كان اعظم!!

7.هل يجوز العفو عن من باع غاز مصر بابخث الاثمان من أجل حفنة من الدولارات كعمولة غير مشروعة؟

8.هل يجوز العفو عن من ترك الوطن تكية لكل ناهب وسارق ومحتال يعيث فيها الفساد ويطيح بالشرفاء داخل السجون؟

9.هل يجوز العفو عن اهدار كل مقدرات الوطن ونهبه وسلبه بالمتر والسنتى؟

10.هل يجوز العفو عن من سهل ونظامه الرذيلة والدعارة العلنية في القنوات الفضائية، واغلق القنوات التى تقول ربي الله؟؟

11.هل يجوز العفو عن الاضطهاد العام لكافة طوائف الشعب من مسلمين ومسيحين وبث روح الفرقة بينهم ومحاولة ضرب الامن المصري في مقتل بهم؟

12.ان كان كل هذا يجوز؟ فهل يجوز بعد 25 يناير وما اذرفت فيها من دماء ان نسمح بمثل تلك الشائعات ان تمرر بين افراد الشعب؟

اذا كنتم تريدونها ثورة من جديد؟ فأنتم تؤكدون النية على خرابها ودمار هذا الوطن، والان تظهر النفوس القبيحة لتعلو السطح وان تأكد ذلك فان القلب سيقطر دماً عليكِ يا أحب الاوطان ويا مسرى الاديان ويا ارض الكنانة، لكِ الله يا مصر..لكِِ الله يا مصر..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى