الأربعاء ٢٥ أيار (مايو) ٢٠١١

«الأرملة السوداء» لصبحي فحماوي

أحمد الخطيب

لفت الروائي صبحي فحماوي إلى أن روايته «الأرملة السوداء» الصادرة هذا الأسبوع عن "روايات الهلال" هي أول رواية عربية أردنية تدخل القارئ إلى أروقة محكمة الجنايات الكبرى في الأردن، لتصور ما يمور داخل أروقتها من قضايا وعذابات، إضافة إلى أنها ربما تكون الأولى التي تصور كيفية نشأة الحياة الحديثة في جبل النظيف، وتتدرج في شوارع وحواري وأزقة عمان، فتمر من تلاع العلي إلى الشميساني، ومن مخيم الوحدات إلى عبدون.

وقال الروائي فحماوي في الأمسية التي نظمها ملتقى إربد الثقافي، مساء أول من أمس، إنني لا أستطيع إيجاز هذه الرواية في شخص (شهريار) الذي رغم مهنته مدعياً عاماً في محكمة الجنايات الكبرى، التي تفجر أمامه قضايا اجتماعية مذهلة، إلا أنه يعيش في عزلة فكرية، ولكنه يختلف عن غيره بكونه يحمل في كروموسوماته الوراثية عقدة عدم تقبل شخصية المرأة. مضيفاً أن شهريار يصطدم بسلوكيات غير مقبولة لنساء كثيرات إلى أن يلتقي (شهرزاد) التي تغير كل مفاهيمه عن المرأة.

وأضاف لا أستطيع الإيجاز، لأن هذه الرواية من أية جهة تنظر إليها، فهي تعطيك شكلا مختلفا آخر، وتصور لك عوالم مدهشة أخرى ، منوها؛ وبرغم أن رواياتي السابقة تعرض حيوات شخصيات وبيئات مكانية، وعلاقات اجتماعية واقتصادية، وعذابات إنسانية وقضايا وطنية ظاهرة للعيان، فإن هذه الرواية تغوص في البعد الخامس " البعد الفكري "، إذ تتأمل تفكير الشخصيات الإنسانية المعقدة منذ ولادتها، وعلاقات هذه الكائنات المعقدة، بعضها ببعض، وتقدم معلومة جديدة، وتبقيك كقارئ في حالة من الدهشة الدرامية إلى أن تسقط الرواية من يدك عند الصفحة الأخيرة.

وحول الشخصية المعقدة قال في الأمسية التي أدارها الشاعر عبد الرحيم جداية، إن هذه الرواية تهدف التنوير على هذه الشخصيات بما يمتزج معها من زمان ومكان ورائحة وصوت وصورة، وتصوير أبعادها الخمسة، وفضح عريها، وعرضها أمام القارىء.

وأشار إلى أن القارىء يستطيع أن يعتبرها رواية وثائقية إذا شاهد ناسها وهم يلهثون متسلقين جبل الأشرفية المتعالي على الجميع بارتفاعاته الشاهقة، والمراقب من قبة مسجد أبو درويش على جبال عمان "السبعمائة"، وكأنه رأس ربة عمون الجميلة، الشامخ في مجابهة الريح والعواصف، بينما بطنها الولود ينتفخ حاملا بجبل النظيف، وهي تمدد رجليها العاريتين في ينابيع رأس العين الرقراقة، وسوف يمشي القارىء أيضاً من حديقة الوفاق والاتفاق إلى شارع الجاردنز، ويعرف لماذا سمي بهذا الاسم، وسيعيش معاناة الناس في زحمة سيارات شوارع عمان أينما ذهب، ويكتشف من هناك ملامح من شخصية المرأة، ومن شخصية الرجل، منوهاً أن القارىء سيضحك كثيرا، وسوف يحزن مشدوها، وهو يواصل القراءة، ثم يتألم وهو يشاهد تصرفات البشر المدهشة، ويقرأ السخرية التي تكاد تغص بها الرواية.

.( وكان الشاعر جداية قد قدم للمحاضرة قائلاً: نلتقي اليوم مع الروائي فحماوي في روايته الجديدة " الأرملة السوداء"، لنتعرف إلى فكره ورؤياه وتطلعاته، وخصوصية هذا العمل الجديد، منوها أن عنوان الرواية يحمل دلالات متعددة، منها: الدلالة الطبيعية حيث أنثى العنكبوت التي تأكل الذكر بعد أن يلقحها لتصبح أرملة سوداء، والدلالة الحياتية والاجتماعية، طبيعة تلك العلاقة المخالفة لكل النماذج الرومانسية في العالم، ومثل النحل الذي يطارد ذكر النحل بعد تلقيح الأنثى، والبعد السينمائي للأرملة السوداء والذي تمثل في العديد من الأفلام السينمائية التي تأخذ من صورة الأنثى الباحثة عن المال.

( يشار إلى أن الروائي فحماوي كان أصدر باقة من الروايات هي: (عذبة، الحب في زمن العولمة، حرمتان ومحرم، قصة عشق كنعانية، الإسكندرية 2050. هذا بالإضافة إلى خمس مجموعات قصص، وخمس مسرحيات، وكتب عنه النقاد العرب ثلاثة كتب نقدية صدرت عن "دار الحوار" السورية.)

أحمد الخطيب

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى