السبت ٢٣ تموز (يوليو) ٢٠١١
بقلم محمد أسعد قانصو

المرأة في الميدان...

آيات القرمزي نموذجا.

ليس جديداً على المرأة أن تثبت حضورها في معترك الحياة، وأن تسجل اسمها في سجل المعالي، فالتاريخ البشريّ يحفظ للأنوثة جليل عطائها، وتعتزّ صفحاته باسماء الكثيرات من اللواتي فرضن حقيقتهن على الوجود، فكنَّ الأمهات المربيات صاحبات الفضل في تنشئة أفذاذ الرجال، وكنَّ العالمات والأديبات، والشاعرات الملهمات، والمناضلات الثائرات، والشريكات الفاعلات في ساحات التمرّد والتغيير من أجل الحريّة والعدالة واختيار الشكل الجميل للوطن ..

شراكةٌ جديدةٌ وحضورٌ مشهودٌ للمرأة في هذه المرحلة الدقيقة التي يعيشها عالمنا العربي من خلال حراكه الشعبي العارم وثوراته الحقّة على سياسات التدجين ومصادرة العقول، شهادة حيّة تختزن كلَّ معاني التقدير والاحترام لذلك الموجود البشريّ الغني بالعقل والحكمة، والادراك والبصيرة، المتحسّس آلام الشعب وآماله بغدٍ أفضل وحياةٍ عزيزة،المتأهب بعزمٍ وإصرار للمواجهة، المستعد بجرأةٍ لتقديم التضحيات مهما غلت..

آيات القرمزي شابةٌ بحرينيةٌ في العشرين من العمر، شاعرةٌ وظفت موهبتها في ميدان الحرية إلى جانب شعبها الثائر، وترفّعت وارتفعت معها أبياتها عن بلاط الجور، وما أرادت العيش في قصور السلطان ولم تهوَ الرئاسة !.. فكانت صوتاً أنثوياً رائعاً ومدويّاً قض ّصداه مضاجع من تظاهروا بالصم، وتسلحوا بالصمت الوقح أمام آهات الجماهير الغاضبة.. وكعادتها أجهزة الأمن القمعي لم تتوانَ عن اعتقال الصوت بغية اسكاته بسياط الترويع والتعذيب، لتصبح آيات إلى جانب أخوتها وأخواتها معتقلةً سياسيةً ورمزاً من رموز ثورة شعب البحرين المجيدة !..

لكنَّ القضبان تضيق بالاحرار وتنكسر أمام شموخ عنفوانهم، وتأبى الشمس إلا أن تبارك خطوهم، لتعود آيات مع مآذن الصباح حرةً تزفّ على صهوة الوطن الجديد..

وهكذا تستمر مسيرة العطاء الذي لا يحدُّ لتضيف آيات القرمزي إلى متحف الخلود لوحة إباء توّجت بالغار!.

آيات القرمزي نموذجا.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى