الاثنين ١ آب (أغسطس) ٢٠١١

رفقا بالتيار السلفى

عبدالرحمن يوسف

لست من التيار السلفى، ولست من مناصريه، ولا أعتبر تسمية التيار نفسها تسمية دقيقة، فهم فى رأيى لا يمثلون السلف الصالح، بل يمثلون رأى بعض الخلف فى تفسير رأى السلف.

ولكنى لم أكن سعيدا بالتحريض على التيار السلفى الذى تجلى أكثر ما تجلى فى جمعة وحدة الصف (29 /7 /2011).

صحيح أن الحشد كان مستفزا، وصحيح أن القوم تجاوزوا حدودهم فى رفع شعارات لا تجمع، بل تفرق، ولكن ذلك لا يعنى أن تصل حدود الشطط فى الجانب المقابل إلى درجة المطالبة بالإقصاء والبتر.

قال البعض: لقد قفزوا على الثورة.

وهذا توصيف غير دقيق، وأنا شخصيا كنت أتوقع أن الساحة السياسية, إذا فتحت فمن الطبيعى أن نرى جميع أصحاب الأفكار يعملون من أجل نشر أفكارهم، من خلال العمل السياسى الحزبى، ومن خلال كل أشكال العمل العام ومن ضمنه حشد المظاهرات الكبرى.

قال البعض: هؤلاء القوم لا يمكن التعامل معهم إلا بطريقة مبارك، بتسليط أمن الدولة عليهم.

وهذا الكلام – والله – لا يقوله ثائر حق !

هذه الكلمة عار على من يقولها، وإن خروج السلفيين بهذا الشكل انتصار للثورة أولا، لأننا أثبتنا أن فتح أبواب التغيير السلمى، سوف يضمن لكل المصريين ألا يلجأ للعنف أحد.

يا معشر المصريين، ويا معشر الثوار، هناك جانب مضىء فى مشهد الجمعة الماضى، لا بد ألا نغفل عنه، فقد أقفلت بهذه المليونية صفحة التغيير بالعنف إلى الأبد، وهذا مكسب لمصر لا يقدر بثمن !

سوف يتطور التيار السلفى، وعلينا جميعا أن نساعد فى ذلك.

أما الذين يظنون أن التيار السلفى سيحكم مصر غدا، فأنا أقول لهم.. لا تقلقوا، لأن هذا التيار ليس بالحجم الذى تظنونه، ومليونية البارحة لم تكن لتنجح لولا أن القادمين إليها جاؤوا من حوالى عشرين محافظة.

وسيكون للحديث بقية بإذن الله

عبدالرحمن يوسف

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى