الثلاثاء ٢ آب (أغسطس) ٢٠١١

رمضان مختلف

عبدالرحمن يوسف

كل عام ومصر والأمة العربية والإسلامية بخير.

لرمضان طعمه الخاص فى كل مكان، ولكن لرمضان هذا العام طعم شديد الخصوصية.

أكاد أشعر برائحة السلف الصالح فى هذا الشهر، فنحن اليوم نستحضر بطولات رمضانية فى تاريخنا المصرى والعربى والإسلامى، كغزوة بدر، ومعركة عين جالوت.

إن ثورة يناير تجعلنا نحس بمعنى مختلف لكل ما اعتدنا عليه، فها هو رمضان - الذى اعتدنا عليه - يجعلنا فى اختبار التغيير، فهو يضعنا أمام أنفسنا مستحضرين قول الله عز وجل «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».

لابد أن نبدأ بالعمل الصالح فى هذا الشهر، ولكن بمعنى أعم من العمل الصالح، الذى اعتدنا عليه أيضا، ذلك العمل الصالح المختزل فى العبادات فقط.

إن العمل الصالح الذى يرضى الله اليوم، هو ما تحتاجه الأمة من الإصلاح فى كل المجالات، والإنسان المتدين حقا، والذى يطمح ويطمع فى رضا الله، هو ذلك المواطن الذى يعمل من أجل مجموع المواطنين، هو ذلك المواطن الذى يتجاهل كل غرائزه الأنانية، ويقوم بكل الفروض الكفائية، التى يتعامى عنها كثير من أصحاب التدين الشكلى.

إن هذا الشهر من الممكن أن يكون دفعة أخرى للأمام، بدلا من أن نقضيه أمام شاشات اللهو التليفزيونى السخيف، وبدلا من أن يضيع الشباب أوقاته فى مباريات كرة عقيمة لا معنى لها، من الممكن أن تحشد كل الطاقات من أجل العمل السياسى والاجتماعى، وعلى رأس هذه الأعمال التوعية السياسية بأهمية المشاركة فى تسيير دفة الحكم، وذلك من خلال أن يدلى المواطن بصوته فى كل الانتخابات، بدءا من المحليات والنقابات، ووصولا إلى انتخابات الرئاسة، وهذا أقل الواجبات.

كم أتمنى أن يكون رمضان دفعة للأمام، وأن تختفى مع رمضان المقبل موائد الرحمن، وأن يملك كل مواطن مصرى قوت يومه هو وعياله، وألا يضطر مصرى إلى أن يتسول إفطاره بأى شكل من الأشكال.

عبدالرحمن يوسف

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى