الأربعاء ١٧ آب (أغسطس) ٢٠١١

زكريا داوود عيسى... سلام عليك

مأمون شحادة

ما بين الماضي والحاضر ما زلنا نتذكر قصص الجدة الحنونة وهي تروي لنا قصة المستقبل، صولات وجولات في حنايا الموقف، وهبات نسيم الصباح تشرق شمساً دافئة تلتحف أجسادنا، وطاولة فطور مزينة بالزيت والزعتر.

ولكن الجدة كانت مصرة على قول درويش وهي تحيك خيوط الشمس وشاحاً لبرد الشتاء: وانت تعد فطورك فكر بغيرك.. لا تنسى قوت الحمام، وانت تحرر نفسك بالاستعارات، فكر بغيرك من فقدوا حقهم في الكلام.

زكريا داوود عيسى، عذراً منك، فلم يعد في مُقل العيون أي رحيق ترتشفه وجنات الصباح، ولم يعد في زنزانة السجان الا انت، فانت هنا وهم الهاربون، فنبرات صوتك تذكرني دائماً بصوت سميح شقير مغنياً: "اشتقت اليكم اشتقت وما أخرني الا حراس الطرق اليكم الى وطني".
زكريا... لن اقول كما قال درويش: سقط الحصان عن القصيدة، ولكني سأقول ان سجانك سقط مدرجاً بدم الحصان، فستبقى الحصان الاسود، من قبل ومن بعد، وستظل ايقونة نعلقها على صدورنا، وسام عز تكتحل به الأعين لترى نور الصباح.

سلام عليك وانت تعد نار الصباح، سلام عليك وانت تشعل لدرب الحرية الف شعلة، سلام عليك وانت تذكرني بقول كنفاني: "الانسان في نهاية الامر قضية".

نعم عزيزي زكريا، انت هنا وهم الهاربون، وما بين النظرية والتطبيق استطعت صوغ معادلة حقيقية، عناصرها " وطن وقضية، وشعب وحرية".

زكريا داوود عيسى: أسير فلسطيني من بلدة الخضر/ بيت لحم، حكم عليه بالسجن 16 عاماً، قضى منها 8 أعوام وهو ألان يرقد على سرير المرض بحالة خطرة.

مأمون شحادة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى