الخميس ٢٥ آب (أغسطس) ٢٠١١
أزهار الشعر تزين موائد

المقهى الثقافي العراقي في لندن

عبد جعفر

على وهج القصائد والعزف على ألة الفلوت، التقى زبائن المقهى الثقافي العراقي في لندن يوم31-7 مع الشاعر عدنان الصائغ والعازفة البريطانية نيكي هاينن، في أمسية رابعة في مبنى المقهى الجديد في شارع هارو. في البدء رحب الفنان فيصل لعيبي بزبائن المقهى وضيوفه الجدد السفير العراقي سميرالصميدعي في امريكا، والوجه الاعلامي عبد المنعم الاعسم، مفسحا لهم دخول حضرة الشعر وعالم الموسيقى.
افتتحت هاينن الأمسية في مقطوعة موسيقية مستوحاة من قصيدة للصائغ، ثم يأتي صوت الشاعرالرخيم ذو النبرة الواطئة وهو يتناغم مع صوت الفلوت ، مفتتحا قراءاته بقصيدة أبواب:

(أطرقُ باباً
أفتحهُ
لا أبصر إلا نفسي باباً
أفتحهُ
أدخلُ
لا شيء سوى بابٍ آخر
يا ربي
كمْ باباً يفصلني عني)

وما كاد الشاعر يتلمس فينا محنته، يلوح لنا بمرأى العراق كأنا نكتشفه ثانية، وفيها يصبح صوت الفلوت أنينا خافتا

(العراقُ الذي يبتعدْ
كلما اتسعتْ في المنافي خطاهْ
والعراقُ الذي يتئدْ
كلما انفتحتْ نصفُ نافذةٍ..
قلتُ: آهْ
والعراقُ الذي يرتعدْ
كلما مرَّ ظلٌّ
تخيلّتُ فوّهةً تترصدني،
أو متاهْ
والعراقُ الذي نفتقدْ
نصفُ تاريخه أغانٍ وكحلٌ..
ونصفٌ طغاهْ)

قرأ الشاعر أحزاننا قصائد من جديده وقديمه،كاشفا عذابات الماضي ووجع الحاضر أيضا

(النخيلُ الذي ظلّلتني طوالعُهُ
لمْ يعدْ منه غير بقايا تصاوير شاحبةٍ
ومصاطب فارغةٍ
وجذوع مشانق ترنو لأعناقنا الحالمةْ
والفراتُ الذي عمّدتني مواجعُهُ
لمْ يزلْ سادراً بأنينِ القرى الهائمةْ
……………
………..
أيهذا الغريبُ الذي لمْ يجدْ لحظةً مبهجهْ
كيف تغدو المنافي سجوناً بلا أسيجةْ)

وها هوالشاعر يعلن لزبائن المقهى وجعهم، وجعه، اي كل ما تعكسه مرآة الشعر في معاناة المبدع، الانسان العراقي، في سير الأمور بالمقلوب، حيث تسير الاشياء مخالفة لوهج الحياة وعندها يصبح صوت الفلوت كالنحيب.

(القصائدُ تتعفنُ في جيوبي
ولا أجد مَنْ ينشرها
الدموعُ تتيبسُ على شفتي
ولا أجد مَنْ يمسحها
راكلاً حياتي بقدمي من شارعٍ إلى شارعٍ
مثلما يركلُ الطفلُ كرتَهُ الصغيرةَ ضجراً منها
وأنا...
أتأملُ وجهي في المرايا المتعاكسة
وأعجبُ
كيف هرمتُ
بهذه العجالة)

الأمسية انتهت دون عجالة رغم حرارة الجو، والشاعر يلوح لنا

(وداعاً
نغادرهُ الوطنَ المرَّ،
لكنْ إلى أين؟
كلُّ المنافي أمرّ …)...........

ويذكر ان الصائغ -56- عاما له مساهمات في مهرجانات وامسيات عديدة في بريطانيا وخارجها وصدرت له العديد من الدواوين الشعرية منها: أنتظريني تحت نصب الحرية ، أغنيات على جسر الكوفة، العصافير لا تحب الرصاص، سماء في خوذة، مرايا لشعرها الطويل، غيمة الصمغ، تحت سماء غريبة، خرجتٌ من الحرب سهواً ( مختارات شعرية)، تكوينات، نشيد اوروك (قصيدة طويلة، صراخ بحجم وطن (مختارات شعرية)، تأبط منفى.

كما صدرت له مختارات شعرية بالانكليزية تحت عنوان ""The Deleted Part قام بترجمتها ستيفن واتس ومارغا بوركي. وكتابان في مجلد تحت عنوان "اشتراطات النص الجديد، ويليه، في حديقة النص" بـ 505 صفحة، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت.

عبد جعفر

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى