الأحد ٤ أيلول (سبتمبر) ٢٠١١
بقلم عدلة شداد خشيبون

نورس

النّار لا تنطفئ بالنّار، ولكلّ مشكلة حلّ يقابلها في الحجم يعاكسها في الأبطال، فلا تثيروا غضبي ولا تتهموني بالمشاغبة، فأنا أدرس قانون الانسانيّة، وأتتلمذ على يدّ خيرة الحكماء ونخبة لا بأس بها من الأنقياء.

بهذه الكلمات افتتحت صديقتي المنسية كلامها، وأردفت لا تتجاهلوا دموعي لا ولا صرخاتي بل أنظروني بعيون أطفالكم الجوعى ونسائكم العراة إلاّ من الطهارة والرزانة وطول الاناة، أسمعوني بآذان صغاركم حين يحجب نور الشمس ضوء الحقيقة.

أكاد أثمل من نبيذ معتّق لم يفسده هواء الجحيم لا ولم يبطله قانون السّبات العظيم.
في بيتنا حكمة أزليّة، لكل فرد فيه حريّة الرّاي وحرية التّعبير وحريّة التصفيق وحريّة النّقد وحريّة الفكر والحريّة الوحيدة التي لا يتمتع بها أفراد هذا البيت هي حريّة الاختلاء بالنّفس وتقييم الذّات وممارسة حريّة الطيران.

في دربنا دروب تقاسمنا خطواتنا فهل من سبيل لدرب بلا دروب؟؟

ضيعتي ضيعة هادئة متطورة حسب قانون السّير ففيها تتوّزع إشارات المرور هنا وهناك وهي تعيقني فحُلمي يتأخر وأملي يتبخّر

فهل من سبيل لدرب بلا مؤشر ضوئي أو بلا لافتة ممنوع الدّخول أو بلا حادث سير يعيق حركة المرور؟؟

في ضيعتي صخور جميلة تكوّنت منذ عهد بعيد محاطة بمياه بحر ومن يصغي إليها حتّمًا سيقول:

صمت صخركم صاخب
وهدير يمّكم عذاب.

في ضيعتي كروم عنب من كلّ الأنواع والألوان تستدعي فيروز حين تغنّي

"يا كرم العلالي عنقودك لنا
و يا حلو يا غالي شو بحبك أنا "
وبين جفنات العنب زقاق الخمر المعتّقة، فخمر زقّنا معتّق ومنه ثملنا يكون.
وبين هذا وذاك طفلة حالمة تغنّي أغاني الأحلام وتهمس:
حُلمي...عُنق مطوّق
أملي....طفل مقيّد
وبين الطوق والقيد
حُلم...و...أمل

تنتاب صديقتي موجة خوف من علقم حقيقة وشهد حُلم فتنتفض كعصفورة أصابها سهم فتتمتم:

من يا تُرى يقينا

ودروعنا باتت تخوننا

وتبكي عصفورتي الصّغيرة تبكي نورس الحلوة وتكتب على صخر أصمّ وكأنّها تعترف بتعجبها :
ما أروع دموع مآقينا!

فولاها لتحجرت نظراتنا بملح يؤذيها ويؤذينا.

ورمت صديقتي رسالتها في سلّة وألقت بها في بحر هائج مائج ولسان شريانها يقول:

حبّات شوق غربلتها
وحفنة حنين لملمتها
في سلّة مثقوبة وضعتها
وللبحر أودعت
سلتي
وخيبتي
رباه هل من دواء لقلق يُسهد الفكر والنّفس والرّوح.
ومررت ّ من هناك وكان ما كان
وهنا طويت الرّسالة وأعدتها للبحر
وطارت إذ ذاك نورس وبقيت في القلب نوارس تعلو وتهبط وكأنّها تصفق
وتمتمتُ بدوري معتذرة من كلّ نوارس الكون
عذرًا...

لا يُجدي التّصفيق في كلّ الحالات فبعضها يحتاج لجوقة موسيقيّة صاخبة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى