الاثنين ٢٦ أيلول (سبتمبر) ٢٠١١

والآن يندمل غيظي بين أكمامها

أحمد ختّاوي

(إلى روح الشهيدين محمود درويش وناجي العلي)

من سكب دفء الرمان والزيتون وبقايا «أثر الفراشة» [1] فوق ظهر الحمامة...فوق ظهر اليمامة...فوق ظهر الرمانة....حتى لا تطير الحمامة...اليمامة....حتى لا تبيض... حتى لا تحمّر وجنتي الرمانة، قالت العرب وارتوت من ظمإ التيه، أهي «يطير الحمام» [2]؟

قال درويش: لا

إذن لن يجدي تزاحم العاشقين لدرويش والضالعين في شؤون «أثر الفراشة» ... لن تجدي الصالونات ولا (تراكم) بعض القصائد في عُمان أو السودان، أو على مشارف أكمام الرمان؟... لن يتسع المدى منذ الآن ببهو السماء «ليطير الحمام» ويبيض بعض القصائد
قالت العرب والعجم وارتوت من هول السؤال

قال ناجي العلي: لا

أجابه أبو العلاء المعري: (أنا ضرير)

حيث قال درويش: نعم

قلت ُ: أنت الآن صديق

الشمس تتسع للمدى، للجميع....وبهو السماء موصد أمام أعين الناظرين، مسيّج بالدموع، مقفل بأغلال من حديد...

يحوم الحمام... حول البهو المسيّج بالدموع... تتفتق أكمام الرمان... تشيب السماء.. يشيب الرمان. والمكان...

يخلد السلم إلى الكسل... يميد ماء الرمان كما الأرض التي ارتوت من الاجرام... ومن (زق) الحمام.. للسلام... للسلام... للسلام

... وتحمرُّ أوجه وأعين الغربان... نطق ناجي العلي... قهقه المعري...

غضب درويش ثانية.

قلت لدرويش: الآن أنت مجددا صديقي.. تعال نصفّد الشياطين العالقة بأكمام الرمان، بعصير الزيتون، تعال نرشقها معا بحجارة من سجيل... في صحاري السماء حيث «يطير الحمام»
سرب الماء من الإناء ,طار «الحمام»

هكذا توهمت العرب وارتوت من التيه حتى الثمالة؟

ألزمني درويش الصمت، فما كان مني إلا أن رددت مجاملة: أنت الآن صديق...
بكى درويش...

قلت له: أسرب الماء من السماء لعلك تفتح أغلال الحديد وتكبل السماء حتى لا تحبل غيثا... وحتى لا تبيض...

قال: لا.

إذن لست صديق.

قال: شآبيب المطر الأول هي التي تفك الأغلال... شبق الغيم... أظافر ولحم السماء.
أين يطير الحمام، وأين تبيض الرمانة وتحمرّ و«السماء شتراء»؟ قلت:

أطلت بلقيس من رمسها، كانت «زينب» بنت القباني تناول أباها نزارا كأسا من الماء، بمشفاه بلندن، وكان «عبد الله الجفري» [3] يناوله حنانا، نطق نزار بعد الإغماء، قال: أنت عبد الله

قالت الأرض: البادئ أظلم، السن بالسن والعين بالعين والبادئ أظلم... وكحديث السماء في غسقها أخرج الشطأ زرعه، وأخرجت السماء ثانية دموعها.

كنت ُأتوسط أبا العلاء / ناجي العلي حين كان درويش يلوح من رمسه، وهو يطل كأكمام الرمان

(يطير الحمام

يحط الحمام

أعدني إلى الارض كي أستريح

فإني أحبك حتى التعب [4]

قال وهو يزفر: أعذرني، أحدثك الآن، والآن يندمل غيظي بين أكمامها...
تفتقت الرمانة، تحجرت في عيني تفاصيل الأسئلة... سافرت وإياه إلى
تفاصيل الإقالة.

أحمد ختّاوي

[1أثر الفراشة /قصيدة لدرويش

[2يطير الحمام /قصيدة لدرويش

[3عبد الله الجفري / أديب وروائي سعودي

[4مقطع من قصيدة / يطير الحمام/ لدرويش


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى