الأربعاء ١٩ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١١
بقلم بوعزة التايك

هي عصاي، قال الجلاد

ما هاته؟

هي عصاي يا بنيتي، قال الجلاد لطفلته وهي خارجة من الرحم، أهش بها على رواد هذا المعتقل الرائع الذي أعمل به منذ بلوغي سن الرشد.

هي عصاي أكسر بها جماجم المناضلين من أجل حياة أفضل وصدر رئيس خلية المظلومين وأسنان من يدافع عن المحرومين وقلم الشاعر الذي لا يهدأ له بال حتى تتغنى العنادل بقصيدته.

هي عصاي فماذا عساي أن أفعل؟ أأهش بها على غنم وغنائم مولى نعمتي أم على أزهار حدائق رئيسي الجنرال الذي لا يمل من حرق وأكل الأكباد؟

عصاي لا أعصى أوامرها ولا أوامر من أوصاني بها خيرا. بها أكسر عظام كل من قال لا لمصالحه ومصالح فلذات كبده وقصوره وبواخره .

أكسر بها مستقبل كل من بدأ الصلاة ولم يذكر اسم من علمني استعمالها للدود عن حوزة أراضي وضيعات زوجاته وأبنائه وأحفاده وأخواله وأعمامه.

هي عصاي يا بنيتي فلا تعصي له أمرا ولا ماضيا ولا مضارعا وﺇلا وجدت نفسي مرغما على تكسير دميتك وأحلام لعبك.

لا تعصي له أمرا ولا تقولي له لا أبدا. لا تزعجيه بطلباتك ومطالبك والحديث عن حقوقك لأنك لو فعلت لهويت عليك بعصاي ولدفنتك من دون الترحم عليك.

هي عصاي وأنت طفلتي وهو الواحد الأحد ولن أعصى له أمرا إلى أن يرث البلاد وما عليها من خيرات.

هي عصاي أهش بها على غنمه وشعبه ومصالحه ولي فيها ﻤﺁرب أخرى لا وقت لدي لشرحها لك لأني كما ترين مشغول بضرب أمك التي كان عليها أن تلد ذكرا ليرثني ويرث عصاي لكنها ولدت أنثى وليس الذكر كالأنثى، فالأنثى لا تحسن الضرب والجرح والقتل والتعذيب.

تحسن فقط تقبيل دميتها وأزهار الحياة.. وهذه جريمة لن يغفرها لي سيدي ومولاي مهما كسرت من جماجم وعظام وصدور وحيوات .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى