الثلاثاء ٣ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٦
بقلم صادق مجبل الموسوي

تراتيل دمعة أزلية لأزقة الرفاعي

لا نك من هكذا اديم خط سفر خلوده بوجوده الابدي .. لانك من ربى رتل العاشقون عليها وعزف! ت قياثرهم فوقها واصبحت أغنية الأرض للحب والشعر والنخيل لانك من ارض سومر ومن اديم ذي قار ومن تلك الازقة الراجغة في قضاء الرفاعي لذي قدم للوطن الشهداء وللابداع الاسماء التي لمعت في سماء العراق ولوحت بفضائه..لأنك الكلمة التي ينقصها النبض.. ولأنك الغاية.. بلا بداية.. ولأنك الحلم.. اسطورة من الماضي السحيق، ولأنك البلسم، المعتقل في أدراج الطبيب، لا يشفي، ولا يقوي على الحياة!

ولأنك نقطة الارتكاز لحياتي، لخيالي الشارد، وحروفي اللهفى للحنين، للأنين لدرب مشوار السنين!!

لذا ولغيره معه قررت أعلنت أن الكلمة بدونك مجاملة ساذجة، وأن الحب بدونك بحر غدار!!

ترى يا أكذوبة العمر المرير هل تدركين؟ هل سأجدك يوماً ما؟ بعد كل هذا العناء وهذا الشقاء وهذه الحرب الدامية بين الحب واللهب! تجتازين سورك الموهوم وتضمدين جرح العمر، وألم الحنين!

أحبك.. مساحة للدمع الآتي

أحبك.. تمثالاً أزلياً لكل أشجان الماضي.

أحبك.. أنغاماً وأغاني وأهازيج حزينة من أغاني الشعوب

أحبك.. نهراً أبدياً من الظمأ، من الاحتراق من الجفاف

أحبك.. كالضياع، كالغفلة، كلحظات اليأس التي تعيشيني بين الضياع والعقلة

أحبك.. مطراً غزيراً، جميلاً دافقاً، ونضارة أخاذة، وأنا وسطها بين الهشيم بين الموت

مطرك يا أيها الحب يسقي حولي ولا يسقيني، وجمالك يعصف برياح أشواقي رماداً لا جمر، ولا حتى حرارة حريق

ظمئي.. حرماني.. شقائي.. هي عنوان حبي لك.. وأحبك.. لآخر الرماد!

ارحلي عن جراحي، غادريها، أرجوك دعي لجرحي حرية- النزيف- والألم والحرقة والأنين، دعيها أرجوك يا معذبتي، فليس أشقى ولا أصعب ولا أمرّ من أن تعاني وتتألم ولا تقدرحتى أن تئن!
هكذا ألقاك دوماً، بلسماً حارقاً لجراحي، لا يشفي جراحي، ولا يترك لجراحي السكون!
إن بكيت أنا لا تنتظري لا تشفقي على مصاعبي، دعيني أبكي دمعاً، ودماً الى آخر العمر!!

فمأساتي فيك أبدية، خالدة، عميقة، لا يقدر مسحها، وتضميدها حتى، حب جديد!!
فدعيني- أتوسل إليكِ- أنزف حتى النهاية..

اليوم صرتي أقرب، صرتي أغرب، صرت لوحاً للطباشير، ينقش على صدره أعذب الشعر وأحلى الكلمات، وأصدق الوفاء، ولا يعي، لا يفهم ما المكتوب على صدره..!
صورة غبية، مسكينة، تستعجل مسح السبورة قبل انتهاء الحصة، وقبل فهم الدروس!
أما أنا فطالب بليد، يذهب للمدرسة، للحصة،للسبورة .. هكذا عشوائياً، ربما لأنه مغصوب، مهدد بالعقاب إن لم يذهب..!
وربما ليقال فلان يدرس.. فلان شاطر.. يحفظ الدرس عن ظهر قلب، يسمع بصوت لا يعي، لا يفهم كل ما حفظ، كالبغبغاء.. يحفظ ويسمع ولا شيء قبل ولا شيء بعد!!
سبورتك.. والطالب البليد، وضياع الأماني، واللهفة والحنان، كل شيء روتيني، تقاليد، لا يصح، ممنوع.. عيب..حرام! أصبحت اليوم أفشل مدرسة للحب والمحبين!

> غداً أموت.. بكل ما تعنيه الكلمة من دمار وحزن وقسوة هكذا ربما، أو الأعمار بيد الله، كله بإرادة الخالق.. وكأنما الموت موعد يلقيه عليك السكرتير أو دفتر مواعيدك.. هكذاوبكل بساطة!

غداً أو ربما بعد غدٍ.. تنتهي آخر علاقاتي بالأمل وبالفرح،وباللقاء المرير.. بالسهد وبالأحزان الطويلة.. غداً.. لن أجد أحداً بانتظاري على درب الرحيل وسيأتي الكل.. وسيرحل الكل.. وأنا وحيد في كآبتي ومصيري.. لن يقوى إنسان على الصمود في وجه إرادة الله.. هو وحده من يقدر وهو وحده نلجأ إليه عندما تضيق بنا الدنيا، ونعجز عن تحديد مصيرنا!
كم أغبط المؤمنين الصابرين..

وكم كنت بعيداً ومماطلاً وعاصياً.. أعصى من فرعون وأشد من هامان!!
إنني أنزف الآن.. أترقرق بانسياب الليل دون صمت ولا حتى أنين..
> أن يلقاك الشوق وينزف إليك الليل أحلى مواعيد.. ثم فجأة يتغير كل شيء وتجد نفسك على باب محطة الضباب، تحمل أشياء ولا تعرفها، وتنتظر قطاراً ولا تعرف إلى أين... وتهت في وسط ضياع كبير وحيداً.. بلا معنى ولا أي تبرير..!!

لماذا يحدث لي كل هذا ياترى؟ هل لأني الوحيد الذي أحببت و عانيت؟ وعندما آن لي أن أنتهي أو أن أشقى أو أن أستمر مثل ملايين البشر تقف دائرة الشمس والكون وتتحول أمامي وتحركاتي إلى شكوك وريبة ومغالطات لكي لا يكتشف المستور..!

أن أعاني بالفعل من كابوس اسمه الضياع والتيه واللاحقيقة، أتمرد أحاول أن أتمرد.. أثور.. أطلق صيحات طويلة لأجبر الوقت على الصمود، أسهر الليل.. أسابقه، أهزمه بكل جحافله وسباته.. ونومه اللذيذ.. استقبل في كل يوم صباح من لم ينام، من أسهر شعوره المريرة بالوحدة واللهفة والمعاناة وحتما قد يكون له انتهاء ... وسابقى انشده


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى