السبت ١٤ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٦
بقلم محمد دلة

أقانيم للسنة القادمة

وحين تنتحر الشمس المهملة في أتون دورانها

تتدلى كجروح متسخة الضفاف

في نرجسة اكتمالها

ينكسر العام كباب يتكوم في عينيه رماد العزلة

ينفجر مثقلا بخطايا الركض في مومياء الوقت

الجموع الخارجة للتو من مستنقعات الهوام

تنتشي بكرمة أحزانها

بأفراحها المضمدة بأقواس الفجاءة والخوف

وتكتحل الشمس بقيود ذهبية أخرى

لعلها, لعلها بقدرية مدار أخر تحطم هندسة عبوديتها

وتنطلق بجديلتين من البرتقال

ومر يول مدرسي خصب السهول والتلال

أسيرة حريتها المقفلة

قبل أن تتحد التقاويم في جنازة الشجرة

جاءكم مقنعا وجهي المتعدد الظلال

عاتبتكم كثيرا

كنت أميرا صولجانه العدم

وحراسه مجازر الندم

يسير في عمق النبوءة

ولكن بمشيئة أقداره

تزل به القدم

أطعت سجدت للطين والكرمة في مائدة الملك

فكفوا كلاب موتكن الضالة عني

ما زال في تجوالها العبثي أمل بانتشالي عاريا من بقع أللعنة

أنا جثة لا تصلح شاهدا على أي عصر

دمي محايد لا يصبغ شفاه حسناواتكم وبقاياي لا تصلح سمادا لسفانا التخمة

خلاياي لا تجيد سرك رقائق السليكون

في جوالاتكم أو أقماركم الصناعية

أنا نغم نشاز في صحاري محطاتكم الفضائية

اغسلوني من حاجتكم إلي

مسالم كخطى النمل مسطح كثغاء الماعز

فكفوا عن قتلي

سكان الأعالي

لا تطالهم شتائمي المحلقة

وحفا رو القبور لا تثير شهيتهم عناقيدي الباهتة

أنا لا شاهد ولا لافتة

أشيائي تتشابه حد الاستنساخ

يدي وأفكاري خارجة من عتمتي

وظلي له إشكال أخرى

لا حبيبات لي من بين حوريات بحركم الأسود

من يعلمني هجائية النهر مع عقارب الساعة

لأعقد حديبية جديدة مع الزمن الثلاثي الجرح والطعنة

من يعلمني أن اخرج روحي من رماد سفليتها لأنقذ بابل من سدوم خطاياها

وأعلن للمرأة المضرجة بالدمع أني أحب فتنتها مؤقتا

وساحبها حتى أتوحد في عنبرها بعد اكتمال المهمة

أيتها الأنظمة ذات المواسم والأعياد على مدار السنة

المحتفلة بالأولياء والقديسين

أيتها الأحزاب التي تمارس السفاح سرا وعلانية

المنتشية بسواد لعنتها

الناطقة رسميا باسم الشهداء والخبز والمنفيين

أيتها الجماهير المطايا

أيتها النساء السبايا

يا أقانيم العار

لم يبق منكم في ايقونات النور

غير أسمائكم المعتمة

وبقيت في ساحات وحدتي ثابتا

كتمثال الحرية لبصق معاركي المهزومة

وأراقب كالهدهد من منفاي تطوافكم في مدارات العبث

مثقلين بغبار الزيف

بعباءات حريتكم البلهاء كعورة الصمت الناتئة

حروفكم عمياء

وأسلحتكم

شبكاتكم

جوالاتكم

تحمل أوزارها وتقتلني فيكم


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى