الخميس ٢٤ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١١
بقلم بوعزة التايك

دمي حرام على الغزال

غاب الغزال ولم يعد يظهر له أثر في الغابة. من الناس من قال إنه لاشك وجد شريكة حياته التي كان يبحث عنها منذ ولد ومنهم من قال إنه سافر إلى غابة بعيدة لتتبع آثار السعادة ومنهم من قال إنه ذهب إلى المستشفى لإنقاذ أرواح رموز الجمال ومنهم من قال إنه يستريح تحت شجرة هادئة بعد أن فلت بأعجوبة من أنياب الأسد ورصاصات الصيادين. و بينما الناس يلوكون القيل والقال أتى طائر وهمس في أذني و قلبه يدق بعنق: إن الغزال يقرأ السلام و يطلب منك أن ترسل إليه بضع قطرات من دمك لأنه أصيب بسهم الغدر. ففتحت أكبر جرح، كانت حبيبتي قد تسببت لي فيه، وقلت له: أغرف ما تراه مناسباً لإنقاذ حياة الغزال و قل له بان يشفى بسرعة لأننا بحاجة إلى رؤية عينيه وقامته وطريقة مشيته. و غاب الطائر و لم يعد الغزال.

من الناس من قال إن الطائر وقع في فخ قبل الوصول إلى مكان الغزال ومنهم من قال إنه غير رأيه وطار بالدم نحو محبوبته التي يعرف الكل أنها تعاني من نزيف منذ ولادتها ومنهم من قال إنه غير مهنته وأصبح يمارس مهنة السمسرة في دماء الناس ومنهم من قال إنه لاشك أحس بعطش شديد ولم يجد ماء فشرب الدم و خجل من العودة.

وبينما الناس يجتهدون في إعطاء آرائهم و توقعاتهم، حط طائر أمامي و قلبه يكاد يخرج من صدره وقال لي :إن الطائر المعروف بسوء حظه يقرأك السلام ويطلب منك أن تزيده من كمية الدم لأن غزالا آخر أصيب بعد شفاء الغزال الأول. فسألته: وأين هو الغزال الأول؟ فأجابني أنه ما إن شفي حتى غادر إلى بلاد أخرى لأنه لا يريد أن يعيره سكان الغابة بالعيش بدم ليس دمه.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى