الثلاثاء ٦ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١١
بدون مؤاخذة
بقلم جميل السلحوت

شتم الأنبياء والأديان

بداية هذه العجالة ليست دفاعا عن الأديان أو الأنبياء-عليهم السلام-وليست دعوة للإيمان ولا دعوة للإلحاد" فمن شاء فليؤمن، ومن لم يشأ فهو حر فيما يعتقد" و(لا إكراه في الدين)....لكنها دعوة أخلاقية –ان جازت التسمية-في كيفية التعامل، مع التذكير بأن الدين الاسلامي يتعرض لحملة استعمارية شرسة، لا لكونه دينا، وانما لكونه يمثل الثقافة العربية، والعرب مستهدفون في أوطانهم من القوى الاستعمارية لأكثر من سبب، وان كان البترول يتصدر هذه الأسباب، ولا يغيب عن الذهن أن من يهاجمون الدين الاسلامي كانوا يعتبرونه قبل انهيار الاتحاد السوفييتي ومجموعة الدول الاشتراكية الجدار المنيع في التصدي لما أسموه"الخطر الشيوعي" وكانوا يدعمون حركات دينية اسلامية لمحاربة الاتحاد السوفييتي، وهم من دعموا تنظيم القاعدة لمحاربة السوفييت أثناء احتلالهم لأفغانستان، ثم انقلب السحر على الساحر.
وما مهاجمتهم للدين الاسلامي وللرسول محمد صلى الله عليه وسلم الا لتحقيق مآرب سياسية لا علاقة لها بالدين أو بالإيمان.

لكن اللافت للانتباه هو تلك المقالات التي يطرزها عدد من الكتاب العرب والمسلمين-خصوصا أولئك الذين يعيشون في بعض الدول الأوروبية وأمريكا- ويهاجمون فيها الدين الاسلامي والنبي محمد عليه الصلاة والسلام. فهل يندرج هذا تحت باب "حرية الرأي وحرية المعتقد والحريات الفكرية"؟ خصوصا وأنهم ينشرون ما يكتبونه على صفحات مواقع الكترونية تقدمية، وتعنى بحرية الرأي، وتدعو الى مقاومة الاستعمار، وتدافع عن حقوق الانسان وحقوق المرأة والطفل، والديموقراطية....وبعض هذه المواقع ممولة ومدعومة من أحزاب تقدمية تناضل في سبيل تمكين الشعوب من تقرير مصيرها ونيل حرياتها....فهناك مقالات وحتى أبحاث تجانب الحقائق ولا احترام لعقل الانسان فيها، مثل ذلك"المثلي الجنسي" الذي كتب بحثا مطولا عن"المثلية الجنسية في القرآن"يحاول من خلاله اثبات أن القرآن يدعو الى المثلية الجنسية، ويستشهد بآيات قرآنية ويفسرها على هواه وكيفما يشاء....ومثل بعض المقالات والأبحاث التي تسيء الى الرسول محمد صلوات الله عليه، والى زوجاته والى أهل بيته، والى صحابته، والى رموز دينية كثيرة، وعندما يتكلمون عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام فانهم يتكلمون بلغة حاقدة بعيدة عن الحقيقة وبعيدة عن العلم الذي يدعونه....وهم يتناسون أن اتباع الديانة الاسلامية يصل عددهم الى أكثر من ربع عدد البشر، فهل هذه الأمور بريئة وتأتي لخدمة البحث العلمي مثلا؟ أم أنها تخدم سياسات وأجندة معينة؟...وهل هي دلالة عن جهل في الدين وفي التاريخ؟ أم ماذا؟....وقد سبق للمفكر منير شفيق وهو ذو تاريخ نضالي حافل أن تطرق لبعض هذه القضايا في مقابلة تلفزيونية.

ومن يهاجمون الديانة الاسلامية تحديدا والديانات الأخرى عامة، ويهاجمون النبي محمد عليه الصلاة والسلام بشكل خاص وبقية الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بشكل عام، هم أنفسهم يخاطبون بعضهم البعض، ويخاطبون غيرهم بألقاب لائقة مثل:السيد....وصاحب المعالي...وفخامة الرئيس....وجلالة الملك.... والمفكر....والشاعر...والأديب....والفنان...والمطرب...الخ ولا احتجاج على ذلك، فهل يستطيع أحد ما على سبيل أن ينكر أن الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش كان رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية-رغم الجرائم العظمى التي ارتكبها-؟ فلماذا ينكرون لقب نبي أو رسول على الأنبياء والرسل؟ ولماذا يستعملون كلمة"المحترم" عندما يخاطبون شخصا ما قد يكون عاديا،؟ ويدعون بالرحمة لموتاهم؟ لكنهم يتبرأون من عبارة"صلى الله عليه وسلم" عند ذكر اسم نبي؟!...وهل يسمحون لأحد بشتم آبائهم وأجدادهم كما يشتمون الرموز الدينية؟ وهل يستطيع أحد ما أن ينكر دور الأنبياء في النهوض بالبشرية وتقدمها آلاف السنين، ما كانت لتحصل لو لم يبعث الأنبياء.؟ وهم يغضبون وقد يرتكبون جرائم قتل اذا ما مسّ أحدهم بعرضه، فلماذا يتعرضون الى أعراض الأنبياء؟ وبما أنهم يدعون الى حرية الرأي وحرية التفكير والمعتقد فلماذا لا يحترمون آراء الآخرين ومعتقدهم وتفكيرهم وقناعاتهم الإيمانية؟ وهل هم معنيون باستعداء شعوبهم؟ وماذا يريدون من ذلك؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى