الثلاثاء ٦ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١١
بقلم سعيد بلمبخوت

خيال امرأة رائعة الجمال

بمجرد إلقاء نظرة ولو خاطفة على المرآة، تلوح صورة أمام أعينك. الصورة الذي أمامك، ليست لشخص أخر سواك، بل هي انعكاس بالتمام للشخص المتواجد ألان من وراء الزجاج. فإنها صورة تبدو مألوفة لغيرك الذي لا يحتاج لمرآة لكي يراك، وتبدو تلك الصورة غريبة بالنسبة إليك لو تأملت مليا في الخطوط والملامح التي تكون اكتشفتها للتو من وراء المرايا. الصورة التي أمامك في المرآة لشخص تعرفه و تعرف أحاسيسه بالغ المعرفة أكثر ما يعرفه غيرك.
ولانعكاس الصورة، سواء على كانت سطح الماء أو على المرأة حكايات. منها ما يحكى جحا أو ما يسمونه في الغرب نصر الدين حدجا والدي يحكي ما يلي:

في احد الأيام، لقي جحا في طريقه مرآة مكسرة ومرمية على الأرض. جمع الشظايا ودخل إلى داره من اجل ترميمها. أخد يلصق الأطراف بعناية. في غاية من الفرح ينتظر من انتهاء تركيب المرآة التي طالما تمنى واحدة في داره. أخيرا ها هو جحا أمام المرآة ويصيح غاضبا ويرمي بالمرآة من النافدة ويقول:

 الآن عرفت السبب الذي جعل صاحبك القديم يكسرك ويستغني عنك لأنك لا تعكسي إلا ما هو قبيح ودميم...

ومن الأساطير المتداولة كذلك ما سمعناه عن أجدادنا والتي تذكرتها بمناسبة قراءتي لنصوص باولو كويلو "كالنهر الذي يجري" حيث تروي الأسطورة:

كانت حواء تتنزه في جنات عدن، لما رأت الحية التي قالت لها:

 خدي هده التفاحة وكليها.

رفضت حواء لأنها تعرف مكر الحية وتخاف خالقها. ألحت الحية وهي تقول:
 كلي التفاحة، عليك أن تبدي اكثر جمالا لزوجك.

تبتسم حواء وترد:

لا داعي لدلك، لا توجد أية امرأة هنا سواي.

الحية تضحك، وترد:

 أنت لا تعرفين، بل توجد.

لم تصدقها حواء، واستدرجتها إلى قمة الجبل، حيث يوجد البئر.

 هاهي انظري إنها في قاع البئر، هنا خبأها ادم.

انحنت حواء، وترى خيال امرأة رائعة الجمال، فسارعت إلى أكل التفاحة التي قدمتها لها الحية.
ويرى أجدادنا مند دلك الوقت أن من يرى صورته منعكسة في مياه البئر ولا يخاف منها يعود إلى الجنة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى