الثلاثاء ١٣ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١١
بقلم لطيفة اغبارية

وثيقة تصور حول مستقبل اللغة العربية

تقوم شخصيات أكاديمية عربية داخل الخط الأخضر، بمبادرة كل من«دراسات»، «لجنة متابعة قضايا التعليم»، «المجلس التربوي
العربيّ»، بإعداد وثيقة تصور مستقبلي حول مصير اللغة العربيّة داخل الخط الأخضر. وقد قام بكتابة هذه الوثيقة البروفيسور في علم اللغة الاجتماعي، محمد أمارة، والذي قال: (انّ اللغة العربية بالنسبة لنا،نحن العرب الفلسطينيين في إسرائيل، هي لغة أم حاملة لثقافتنا وهويتنا وانتمائنا، وهي فضاؤنا العربي الذي يُتيح لنا تحقيق خصوصيتنا الثقافية والانتماء للأمة العربية وسط شروط وجودية معيقة نشأت غداة النكبة وتتمثّل في الغربة في الوطن والحيز اللغوي وانحسار مكانة لغتنا فيه).

وعن هدف هذه الوثيقة قال:" الهدف من هذه الوثيقة هو أن تكون لنا رؤية واضحة،نريد لهذه اللغة عدم التآكل، سواء كان ذلك في الشارع،البيت، وحتى اللافتات التجارية وغيرها، وهذا ينسحب على كل مؤسسات الدولة، نحن نريد لهذه اللغة أن تكون نابضة وحيّة، ونخاف أن يأتي يوم وتنحسر فيه هذه اللغة إلى البيت فقط". وأضاف: (في عالمنا العربي تُكتب الأبحاث الجديّة في اللغة الإنجليزية والفرنسية، وفي بلادنا تُكتب في اللغة الإنجليزية والعبريّة،وأعتقد أنّ ذلك يشكل خطراً على مصير اللغة العربيّة). وتابع: (نحن كمجتمع يواجه تحديات كثيرة،نريد ونسعى إلى تحديد البوصلة، وكيف نرتبط مع عالمنا العربيّ، وإلى أين نتجّه في مصير هذه اللغة، فهي لغة الذاكرة، التاريخ، الثقافة، لكن هذا لا يعني أنّنا نريد الانغلاق على الآخر، ولا الانفتاح على حساب لغتنا، ففي المغرب العربي يوجد مصطلح ما يسّمى «عرنسيّة»، أي عربية فرنسية، ولا نريد للغتنا العربية أن تصبح «عربربية» أي لغة مُهجنة من العربية والعبرية).

البروفيسور أمارة يضيف" لا خوف على العربية ولكن نخشى من الوهن الذي سيصيب هذا الكائن الحي". وعن التقصير من قبل القيادات والمسؤولين في المجتمع العربيّ، قال:" هناك ما يُسّمى " العبرنة الداخليّة"، وهي جزء من عمليّة الأسرلة، فالبقاء للأقوى، فلو كانت قياداتنا أقوى وأوعى لماذا يقبلون وضع لافتات بالعبرية في بعض مدننا وقرانا، وإذا كان لا بد من ذلك، فلماذا لا تكون اللغة العربية هي الأولى، وأتساءل لماذا لا تقوم قياداتنا بأخذ دورها في المكان الذي يمكن أن تؤثر فيه، مثل الكنيست، فلهم حق التحدث والخطاب بالعربية فلماذا لا يستغلون هذا الحق". وعن سبل المحافظة على اللغة، قال: "نتحدث عن نضال في حقوق الإنسان ،والحكم المحلي، واستعمال اللغة في المراسلات، وما يتعلق بمفهوم اللغة العربية في المدارس على مستوى البلاد كلها".


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى