الثلاثاء ٢٠ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١١
انتفاضة الحجارة ابداع فلسطيني

مستلهم من واقع الشعب

عبد الناصر صالح

عقدت وزارة التربية والتعليم، بالتعاون مع وزارة الثقافة في طول كرم، أمس، ندوة فكرية ثقافية في مدرسة ابراهيم الخواجة الثنوية للبنات، وذلك لمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لانتفاضة الحجارة، بحضور السيدة ختام بركات والهيئتين التدريسية والإدارية وحشد كبير من الطالبات، ومشاركة الشعراء عبد الناصر صالح، عضوالمجلس الوطني الفلسطيني مدير عام وزارة الثقافة، والشاعر د. فياض الفياض، والشاعر مفلح طبعوني.

وقالت مديرة المدرسة السيدة ختام بركات: أن انتفاضة عام 1987 م اشتملت على أوسع مشاركة شعبية فلسطينية، حيث قامت على قاعدة التنظيم الإجتماعي الفلسطيني المستقل، والطابع الديمقراطي العميق، حيث المبادرة الجماهيرية والمشاركة الشعبية في تحديد أهدافها، وفي برامجها واليات عملها، بحيث وفرت تناغما كبيرا بين قيادتها وجماهيرها، بما يحقق الشعور بالانتماء والحرص على المصلحة العامة.

الشاعر عبد الناصر صالح: الانتفاضة طرحت هدف جلاء قوات الاحتلال عن الاراضي الفلسطينية
وأكد الشاعر عبد الناصر صالح أن انتفاضة الحجارة، ومنذ لحظة تفجّرها، طرحت تحقيق هدف جلاء قوات الاحتلال الإسرائيلي من أرض فلسطين، وتمكين الشعب الفلسطيني من بناء دولته، وفق اختياره الحر للنظام الذي يريده فيها، وذلك من خلال اساليبها النضالية التي استلهمتها من واقع شعبها وموقعة، وما تسمح ب امكانيات هذا الشعب وطبيعة هذا الموقع، بعيدا عن تقليد أومحاكاة ثورات غيرها من الشعوب، وأن تستخدم الجماهير من امتلاكاتها الذاتية كل ما تعتقد أنه بالإمكان استخدامه سلاحا ً ضد الاحتلال الإسرائيلي مهما كان مستوى بدائيته، إضافة ً إلى التعبير الأصيل عن حالة النهوض الكفاحي الجماهيري والمضمون الحقيقي لفلسفة المقاومة الشعبية، بأنه يجد القدرة على توسيع المشاركة الفعّالة من خلال توزيع المنشور السياسي وكتابة الشعارات الوطنبية على الجدران، والمظاهرات والاعتصامات والاضرابات، وإقامة الحواجز ورمي الحجارة، وإحراق الإطارات، ورفع العلم الفلسطيني فوق أسطح المنازل، وعلى أعمدة الكهرباء، وإجادة الهتاف والنشيد ورفع صور الشهداء.

وأضاف: لقد سُمّيت بانتفاضة الحجارة، كون الحجارة كانت الأداة الرئيسية فيها، كما عرف الصغار من رماة الحجارة بأطفال الحجارة، وأنها اعتبرت شكلا ً من أشكال الاحتجاج العفوي الشعبي الفلسطيني على الوضع العام المزري بالمدن والمخيمات والقرى، وعلى انتشار البطالة وإهانة الشعور القومي، والقمع اليومي الذي مارسته سلطات الاحتلال ضد المواطنين الفلسطينيين.

وشدّد الشاعر عبد الناصر صالح على ضرورة تجنيد كل الطاقات، على مختلف المستويات السياسية والنقابية والشبابية والمجتمعية، للانخراط في فعاليات المقاومة الشعبية ضد ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، من استيطان وبناء جدار الفصل العنصري ومصادرة الأراضي وتهويد القدس، وضرورة الصمود والثبات على أرضنا ومقاطعة البضائع الإسرائيلية، وتمكين المواطنين، خاصة في الريف الفلسطيني ومناطق التماس مع الاحتلال ومستوطنيه من البقاء في أرضهم وممارسة حقهم في الزراعة، وذلك ضمن مسؤولية تقع على عاتق القيادة السياسية والفصائل الوطنية.

نصوح بدران: الانتفاضة اجبرت حكومة الاحتلال على التفاوض مع القيادة الفلسطينية
وبيّن د. نصوح بدران أن انتفاضة الحجارة دحضت المزاعم الإسرائيلية التي تدّعي أن الشعب الفلسطيني شعب صامت، ولا يحقّ له التعبير عن ذاته، كون المنظمات الفلسطينية تمنعه من ممارسة ذلك، موضّحا أن الإنتفاضة أكدت مدى فعالية أسلوب المقاومة الشعبية المدنية، حيث استخدمت إسرائيل، في حينه، كافة الوسائل المتاحة أمامها لوقف الانتفاضة، لكنها لم تتمكن، فذهبت إلى مدريد ومن ثمّ لمفاوضات أوسلو، ورغم أن اسرائيل راوغت، إلا أنها اضطرت للتعامل مع القيادة الفلسطينية مباشرة ً والاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية، الأمر الذي مهّد لمرحلة أوسلووما بعدها. وأوضح أن انتفاضة الأقصى التي اندلعت في العام 2000 م لم يكن منظما ً لها كما يجب، ما أدى إلى تحولها إلى ردّة فعل لما يطرأ على الساحة، مشيرا ً إلى أن انتفاضة الأقصى تعاطت مع أشكال جديدة من المقاومة في ظل تضييق الخناق عل الشعب الفلسطيني، من خلال بناء جدار الفصل العنصري، وتقسيم الضفة وغزّة إلى " كنتونات " وفرض الحصار على مدينة القدس.

مفلح طبعوني: الانتفاضة تطورت مع حركات العمل التطوعي الاجتماعي والثقافي
وقال الشاعر مفلح طبعوني أن بوادر انتفاضة الحجارة انطلقت عام 1976 م، مع انطلاق انتفاضة يوم الأرض في الجليل والمثلث والنقب والتي رسخت الهوية القومية والوطنية والتشبّث بالأرض لدى أبناء شعبنا الفلسطيني في الداخل، وتطورت مع حركات العمل التطوري والاجتماعي والثقافي داخل فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، واشتعلت بشكل أساسي في العام 1987 م في ظل التعبئة الوطنية والثورية للجماهير، وانضوائها تحت قيادة موحّدة، الأمر الذي شكّل ميّزة كبيرة لها، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني أثبت للعالم أجمع أنه شعب مؤهل لممارسة حقوقه وإنجاز دولته المستقلة على أرضه بعاصمتها القدس.

وأكد الشاعر مفلح طبعوني على ضرورة توسيع قاعدة النضال الشعبي والسلمي وتطويره، في ظل انعدام فرص المفاوضات مع إسرائيل وتعنّتها، كونها تعتبر نفسها دولة فوق القانون، معتبرا ً أن انتفاضة عام 1987 م جاءت في سياق سياسي محدّد، ردّا ً على محاولات اقصاء منظمة التحرير الفلسطينية وتمثيلها للشعب الفلسطيني من ناحية، إضافة إلى أن الشعب الفلسطيني لم يعد يحتمل التناقض في ما يعيشه تحت سلطة الاحتلال وممارساته من ناحية أخرى.

وأضاف أن انتفاضة الحجارة كانت ذات طابع وبعد ديمقراطي ومجتمعي أثمر عل المستوى المحلي، بتوحيد الشعب الفلسطيني خلف منظمة التحرير، والتأكيد على شرعيتها، إضافة ً إلى أنها شكلت رسالة لإسرائيل بعدم احتمال استمرار الوضع القائم في ظل الظلم والإستيطان ومصادرة حقوق الشعب الفلسطيني.

وقرأ الشعراء عبد الناصر صالح ومفلح طبعوني ونصوح بدران قصائد من وحي انتفاضة الحجارة، اكدت على اهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية وانهاء ملف الانقسام الداخلي الفلسطيني وتصليب الجبهة الداخلية لمواجهة التحديات التي تفرضها حكومة الاحتلال الاسرائيلي، وتمكين الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه الوطنية وتحقيق ثوابته التي أقرها المجلس الوطني الفلسطيني وهي حق العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف. كما تحدثت قصائد الشعراء عن الوقفات البطولية لابناء شعبنا خلال انتفاضة الحجارة حيث اكدت ان الحجر الفلسطيني انتصر على رصاص الاحتلال وقنابله وغازه المسيل للدموع، كما مجدت شهداء الانتفاضة الذين قدموا ارواحهم قرابين على مذبح الحرية والاستقلال واستعادة الحقوق المسلوبة.

عبد الناصر صالح

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى