الثلاثاء ٣ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٢
بقلم محمد أبو الفتوح غنيم

الوساوس!

صدر -إلكترونيا- في هذا الشهر كتاب «الوساوس!»، وهو كتاب -كما يوحي عنوانه- يحمل وسوسات خاصة من خاطرة وشعر ورؤية، وجاء الكتاب في 154 صفحة من القطع المتوسط،

الوساوس!

وساوس النَّفْسِ أمرٌ لا نملك إيقافه ولا تحجيمه ولا نعلم حقيقة ما الذي يمكن أن تصل بنا إليه، وهذه الوساوس لابد لها من سبب أو نقطة تنطلق منها.

والشعور هو عماد تلك الوساوس مهما تعددت أسبابها الذاتية أو الخارجية، وهي متعلقة بكل ما قد يُوِلِّدُ فينا شعورا ما، فهي متعلقة بكل أمرٍ من أمور حياتنا.

لذا لا تتوقع أن تجدها منظمة أو متخصصة أو ذات طبيعة موحدة أو حتى ذات قضية مهمة -في نظرك-، ولا أن ترتبط بمكان أو زمان، ولا تتوقع منها نتيجة معينة واضحة سواء كانت نافعة أو ضارة.

وهي تعبر أكثر ما تعبر عن حالة معينة ووضع مميز حتى لَيَصعُبُ أن تتشابه وساوسك في موقفين متشابهين لأن هذه الوساوس يُغذّيها النُّضجُ العقلي والتجربة الحياتية فهي أشبهُ بالبصمة على المستوى الشخصي والعام.

ستجدُ هنا وساوس من خاطرة وشعر ومقال وفكرة وسؤال واعتراض، يجمعها تصنيف لا هو علميٌ ولا أدبي، بل تصنيف نفسيٌ فلسفيٌ منفرد، ويوحدها أنها وساوس عبثت برأس شخص واحد.

ومهما ترنَّـحت هذه الوساوس بين الحق والباطل فإنها ستظل تجربة لا يمكن أن يعود صاحبها إلى حاله قبلها، فهي نهاية ومبدأ في ذات الوقت، وقد تكون أَفضَت إليها وسوسة وقد تفضي هي إلى وسوسة أخرى، لذا فإن مشاركتنا وساوسنا قد توفر علينا وقت وطاقة عقلية بحيث نتناول السلم من الدرجة التي بناها أو هندسها لنا غيرنا، وقد نكمل بناء تلك الدرجة لكننا قد نأبى –رغم ذلك- أن نصعدها، أو نَنقُضُها ثم نبني درجتنا على أنقاضها.

وقد تشعل وسوسة أحدهم في عقلك فتيل الفكر سواء بما يؤيدها ويزيد عليها أو بما يعارضها ويصوب منها، لذا كانت وساوسنا تكافلية تكاملية، لا يمكن أن تنفصل عن بعضها بحال من الأحوال إلا إذا كانت لنا عوالم خاصة لا نفيد غيرنا فيها ولا نستفيد منهم ومحال لهذا أن يكون، ولهذا طُرِحَت هذه الوساس!.

بقي أن أنوه إلى أن كل ما ورد في هذه الوساوس هو نتاج تَقافُزُ مُهرِ الفِكرِ في عقلي ولما يبلغ مبلغ الجواد، وقد عنونت أكثرها وتركت بعض المقطوعات الشعرية بغير عنوان ربما لأنها لم تبلغ مقام القصيد، أو لأنني لم أستسغ عنونتها.

لكنَّ كل ما تجدونه هنا من تخاريف هي وليدة عقلي إلا ما أشير إليه أنه مقتبس ونسب لقائله أو إلى مجهول أو تجدونه قد خُطَّ برسم مائل تمييزا له عن غيره.

— -

يمكنك تحميل الكتاب من خلال صفحته على موقع جودريدز..
http://www.goodreads.com/book/show/12913027

صالة العرض


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى