الأربعاء ٧ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١١
بقلم أم البنين مرزي

محمود حسن إسماعیل

حیاته وأدبه

أم البنین مرزی :طالبة فی مرحلة الماجستیر بجامعة آزاد الإسلامیة بکرج.

بحث مستخرج من رسالة الماجستیر بإشراف الأستاذ الدکتور یوسف هادی پور.

الملخّص

یعد محمود حسن إسماعیل من کبار الشعراء المعاصرین المصریین.اتجه إلی النزعة الرومانسیة و الرمزیة فی أدبه وفی قول الشعر ، و لجأ إلی الطبیعة فی حیاته الشخصیة والأدبیة.إنه کبر فی أحضان الثقافة الإسلامیة من خلال رحلاته المتعددة إلی بلدان العالم الإسلامی ،و قد اکتسب ثقافة واسعة إثر هذه الرحلات و أتیح له من التجارب ما لم یتح لزملائه و اطلع علی تراث أمته وثقافة عصره. فقد کان وعاء طیباً لمفاهیم عصره بالذات و لما کان قبله من معارف وآداب وثقافات.وأما الملامح الواضحة فی کل دواوینه فهو تلک الروح المصریة الخالصة والتی تعددت صورها وإن کانت تنبثق من بوتقة واحدة والتی أعطت دواوین الشاعر هویة وطنیة وشعریة فی الوقت نفسه.المقال الذی بین أیدیکم یتناول حیاته من شتّی النواحی ثم ینتقل إلی معالجة أدبه لإیضاح خصائصه الشعریة وملامحها.

حياته الشخصية:

«ولد محمود حسن إسماعيل بقرية النخیلة في أبوتيج بمحافظة أسيوط في 2/7/1910م. و التي غذت حاسة الجمال و الانفعال داخله و تلقی تعلیمه الابتدائي و الثانوي بين مدارس أسيوط و القاهرة ، شبّ علی حفظ القرآن الكريم ،ثم انتقل من قريته إلی القاهرة و التحق بكلية دارالعلوم التي كانت حينذاك تسمی " دارالعلوم و الأدب " و تخرج منها عام 1936 م. حيث حصل علی الليسانس في العلوم العلیا. و قد اكتسب ثقافة واسعة و أتيح له من التجارب ما لم يتح لزملائه.كان محمود حسن إسماعيل مدرسة متيمزة من مدارس الشعر. تخرج منها العديد من الأسماء اللامعة في عالم الشعر، فعمل أول ما عمل محرراً بالمجمع اللغوي و لم يلبث أن انتقل مستشاراً ثقافياً بالإذاعة المصرية و عمل فيها عدة سنوات . سافر بعدها في أواخر السبعينات إلی الكويت بعد أن أحيل إلی التقاعد حيث عمل مدة سنتين أو ثلاثاً .إنه شاعر كبير متميز له لونه الشعري الخاص به، و قد أثار شعره الكثير من الجدل .» [1]

فأشاد به بعض النقاد باعتباره شاعراً ذا أبعاد عميقة ، و هاجمه آخرون باعتباره شاعراً غامضاً بعيداً عن أرض الواقع. يجسد أخيلة مغرقة في رمزية و قد تشكل وجدان محمود حسن إسماعيل بكل صور الطبيعة الجميلة التي شاهدها في قريته النخیلة و بكل أحزان الفلاحين البسطاء ومعاناتهم، أولئك الذين نشأ بينهم و عاشرهم و تأثر بهم فتشرب كل هذه الصور التي عكسها في شعره طوال حياته.کما يقول الشاعر نفسه

متحدثاً عن نشأته:

« نشأت في قرية صغيرة في أعماق الصعيد اسمها ( النخیلة ) و لها من اسمها نصيب فيكثر فيها النخيل و البساتين المطلة علی حافة نهر النيل من الجانب الغربي. و لم أولد في بيت علم و لم أواجه في طفولتي مكتبة تشكل ثقافة مبكرة تعين علی أي معرفة ، و أول ما سمعت من اللغة العربية لغة القرآن ، و قد حفظته في سن التاسعة و أول ما سمعت من الشعر الأنغام الجنائزية التي كان يتصايح بها المنشدون أمام النعوش، و كنت أضيق بها و أفزع منها. و لهذا هربت إلی معیشة كاملة في الحقل، حيث سمعت من أنغام الطبيعة لغة الطيور ألتي كانت أول إيقاع موسيقي لم تتدخل فيه صنعة الإنسان، يحرك نفسي إلی الإصغاء لعالم الطبيعة، بكل ما فيه ،حتی الجذوع الصامتة و الليل الأخرس ، و الوجود المستعبدة البكماء التي تتحرك حولي تحت وطأة القهر و الرق و الحرمان و الطمأنينة الزائفة و بؤس العيش و ذلك في العشرينيات الأولی من هذا القرن و لم أكن في معظم الوقت مع أهلي في " الكوخ " بل كنت أعيش في " الغيط‌ " علی مشارف نهر النيل جنوب " أبوتيج " و قد طال مقامي كجزء من الطبيعة و أبذر الحب و أتابع البذرة منذ غرسها حتی الحصاد. و لا أزال أذكر الغناء البشري الذائب من حناجر الكادحين في مراسم الزرع و الحصاد و كانت كل هذه العوالم أشبه بمرجل انصهرت في داخله كل العناصر الترابية التي انفصلت عنها بإضاءة الشعر عندما بدأت أتنفس به، عقب فراقي لعالم القرية و الطبيعة إلی عالم المدينة .» [2]

ثم يصف كيفية تعلمه في المدينة و يقول : «تعلمت في الخص و درست فيه و تقدمت إلی امتحان شهادة " البكالوريا " من الخارج ، و حصلت علیها – نظام دارالعلوم – ثم رحلت إلی القاهرة لأدخل دار العلوم. كنت أقرأ في " الخص " الصحف و خاصة " البلاغ الأسبوعي " و هوالملحق الأدبي الذي كانت تصدره أسبوعيا جريدة البلاغ.كانت هذه الصحف تأتي إلی " الباشا " صاحب الضيعة المجاورة لحقلنا، كان واحد يعمل عند الباشا اسمه " فريد " يذهب كل يوم إلی مكتب البريد لإحضار بريد الباشا و فيه الجرائد و المجلات ، و كان " فريد " يمر بي فأتصفح بعض ما يحمل ، آخذ منه البلاغ الاسبوعي لأقرأه في يوم أو يومين قبل أن يوصل إلی الباشا. لم تكن لدي في الخص أية كتب غير الكتب المدرسیة ،و لم أقرأ شعراً غیر المحفوظات المقررة ، و من هذه المحفوظات بدأ رفضي لكل مكرر و تعبير زائف .» [3]

وهكذا يقول الشاعر عن بزوغ ميزته الشعریة:

« و لم تترك طفولتي في الصعيد بصمات علی حياتي كشاعر فحسب بل كانت هي السر الذي اندلعت منه حياتي الشعرية . فهي لم تكن طفولة فقط بل كانت امتداداً منذ مولدي بالقرية إلی أن نزلت المدينة و قهرني فن الشعر علی التفجر قبل انتهاء مدة الدراسة العلیا بصدور ديواني الأول ( أغاني الكوخ ). ذلك أني عشت القرية بروحي و جسدي متوغلاً في دخانها و ترابها و في جميع أجزائها و رأيت الإنسان فيها أذل من سائمته كما يقودها يقاد و كما يطعمها يطعم و رأيت المجتمع كله يتعاور علی أعتاب حفنة من السادة و لا أستطيع تفسير شحنة العذاب و القلق و الرفض التي كنت أحملها كما فسرتها (أنغام الكوخ)، و (هكذا أغني)، و( أين المفر) و سائر الدواوين والأشعار التي نشرت بعد ذلك. و كان ديواني الأول ( أغاني الكوخ ) يمثل إحساسي بالرفض لعالم القرية الذي يخيم علیه الرق و المسكنة و التجبر و المغايرة الشنيعة بين إنسان و آخر في كل شيء و التناقض بين طرفي الإنسان: إنسان في الهلاك من الذل و الحرمان والآخر يكاد يهلك من البطنة و الترف و الاستعلاء الجائر،و من خلال هذا المناخ تولدت أحاسيسي الأولی نحو فلسفة الوجود و موقفي الملتزم بالطبيعة بفلسفتي الخاصة ، ترفض هذه الفلسفة أول ما ترفض رق الوجود و المسافات المضروبة بين الناس بدون عدل و تقدس الحرية التي لاتشكل قيداً علی نفسها .» [4].

إن شاعرنا محمود حسن إسماعيل يصف الشاعر بأسلوب رائع و يعد له عدداً من الميزات الشاعرية حیث يقول:

« الشاعر هو الذي يحمل البعد السابع من النفس بمعنی أن هناك بعداً أبعد من الحواس الخمس التي تتعامل مع الوجود تعاملاً مباشراً ، و أيضاً أبعد من الحاسة السادسة التي أضافها علم النفس الحديث في تفسيره للنفس البشرية أمام معطيات الكون. و هذا البعد هو الذي تترسب فيه آثار المعارك و الصراعات بين الحواس الخمس و الحاسة السادسة التي قال بها علماء النفس، لأن البعد السابع يتلقی آثار هذا الصراع فقط دون أن يحرص علی الإفضاء بها أو التعبير عنها و إنما تأتي فجاة كلما امتلا و ضاق كيانه عن حمل مذخوراته من كافة ألوان التجارب أو العواطف التي شكلتها الحواس الخمس أو تصورتها الحاسة السادسة، و في البعد السابع تخترق التجارب الزائده في وجود الإنسان و تختلط و تتصارع و تتعانق و تذوب و تأخذ شكلا جديداً ، يختلف كل الاختلاف عن أصولها الأولی و حين تمتلئ تفور كما يفور البركان الذي ضاق بمحتواه.. هناك ضراوة من العداء بيني و بين النفس، بيني كإنسان و بيني كشاعر. لأن الشاعر فيما أتصور هو الأصل و الإنسان هو المضاف إلیه بشرياً. و قد أوقعني هذا المضاف في كل ما من شأنه أن يشكل عقبة أمام تيار الشعر و تدفقه الذي كنت أتمنی أن لايرتفع أي سد أو أي حاجز أمام انهماره من نفسي في أية لحظة ،و هذا يشكل جمهرة القلق الدائمة في نفسي و التي تطرح و هجها علی وجودي كله سواء كان وجود شاعر أو وجود إنسان و بالرغم من إحساسي الواضح بهذا الصراع فإني لم أضق به ذرعاً، بل احتملته بشعور خفي أتمنی فيه أن ينتصر الشاعر علی الإنسان كجسد و وجود متحرك .»

 [5]

وبعد أن عرف للقارئ ميزات الشاعر یذكر له عيوب الشعر المعاصر قائلاً :
« الشعر المعاصر ابتلي بمصيبتين : الأولی : هي مصيبة التوابيت فالتعبير الذي كان يستخدم من ألف سنة لغرض من أغراض عصره لاينبغي أن يساق كما هو في عصرنا. و الثانية هي مصيبة الغش الذي انتشر كالهشيم تحت إطار الشعر الحر ، لم يقل أحد أن الشعر في أعلی حدود التطور و التحرر و الإبداع يكون متخلياً عن خصائص أساسية تلازمه ملازمة الشئ لذاته فالتحرر من الموسيقی إسقاط نهائي لصفة الشعر. »
 [6].

و بعد أن عرف القارئ ميزات الشاعر و عيوب الشعر المعاصر يحب أن يفهم كيف يكتب الشعر. فالشاعر محمود حسن إسماعيل يصف كيفية كتابة الشعر علی لسانه ويقول:

« كيف أكتب شعري؟ تتكون القصيدة في نفسي دون أن أعلم و القصيدة هنا هي النغم الإنساني الحقيقي الذي يخامر وجود الشاعر النفسي ، ثم ينطلق منه في لحظة ما، مكوناً تكويناً كامل الرؤيا من كافة الأبعاد الفنية و هذا يعني أن النغم يعيش في أعماق النفس عمراً لا حد له و لا أعرف مبتداه..و انسكاب القصيدة علی الورقة يمثل نهاية جزء منها ، أو أحد مراحل المرحلة التي اكتمل تخليقها في الوجدان العميق ، و لهذا تندفع الحياة الشعرية للتجربة في فترة زمينة واحدة متواصلة و انقطاعها الزمني و يمثل انقطاعاً موازياً تماماً في كيان القصيدة » [7].

و أخيراً يتحدث الشاعر عن دواوينه الشعرية ويقول:

« لا فرق بين ديواني الأول و ديواني الأخیر في الجوهر، الشاعر في أغاني الكوخ هو الشاعر في موسيقی من السر قد تتجدد الرؤيا في الأعماق بين كل ديوان و ما بعده، بل بعد كل قصيدة و ما بعدها فالحركة الشعرية سبح هائل في بحار مجهولة الآماد و الأبعاد و ما لم تتجدد رؤی الشاعر و انطباعاته مع كل دقيقة من حركة الوجود فهو عازف وجود و موت و انتهاء و ما خلق الله الشعراء ليجترأوا ما يعزفونه للحياة فيحولونها إلی معازف سمر و لغو و تكرار و تسلية ممجوجة لأسماع الناس ...» [8]

حياته السياسية:

غني عن البحث أن الباحث الأدبي إذا أراد أن يعالج أديباً أو شاعراً أو غیره فيجب علیه أن يتناول حياته في شتی المسائل خاصة في المسألة السياسية التي لها دور هام في نضوج فكرة الأديب أو الشاعر. لأن السياسة تؤثر علی جميع مراحل حياة كل شخص و لأجل هذا يجب علینا أن ننظر ماذا حدث للمصريين خلال خمسين عاماً ماضیاً. بعد مطالعة كتب التاريخ حول مصر يظهر لنا قد وقعت تغييرات عميقة خلال السنوات المنصرمة في المجتمع المصري و هذه التغييرات أثرت علی حياة الناس سياسية و اقتصادية و غیرهما. و بما أن شاعرنا محمود حسن إسماعيل كان عنصراً من المجتمع المصري و كان شاعراً ذا إحساس مرهف و عاش ككثير من الفلاحين في فقر وبؤس شديد.« هذا الشاعر الفلاح كان يحمل تراثه فوق ظهره ، و أرضه بين أحاسيسه.لأجل هذا لم يقبل أن يكون مستسلماً أمام أيادي الجور و قوی الشر،بل إن روح الثورة كانت تحرضه علی الحرية لكي يثبت وجوده لأنه إنسان مصري و قد سيطر علیه في هذه الفتره شعور جارف بضرورة استثمار الشخصية المصرية و توق إلی الحرية و تشبع مستغرق بروح الثورة فإنه قد شارك في قضايا المجتمع الأخری، و دفعه لذلك " فساد السياسة و تأزم الاقتصاد و اضطهاد الحرية، مما كان نتيجة مباشرة لتعدد العدوان علی الدستور و تكرر إغلاق البرلمان و تآمر قوی الشر علی كان ما حققه الشعب من مكاسب بثورة1919م ، و كانت الملكية الباغية و الاستعمار الطاغي، و الأقطاع المستغل أهم أطراف التآمر الذي وصل إلی ذروته في عهد إسماعيل صدقي 1930 م .» [9]

«ولم يبك الشاعر الفلاح وحده محاولاً إثبات وجوده ، بل كان الشعور بالمجتمع الذي تكونت ملامحه وسط هذه الظروف السياسية و الاقتصادية والنفسیةوالاجتماعية و الفكريةمتبلوراً في مفهومه الشمولي عن الإنسان باعتباره الکائن الذي خلقت الطبیعة من أجله،وعلیه فلابد أن یمنح کل حقوقه المکفولة. و لهذا يناضل الإنسان الحر مع أعداء الطبيعة،و أن الصراع بين الحرية و الرق أمر مشهود دائماً و لأجل هذا يجسم محمود حسن إسماعيل أوضاعه السياسية كعهد الذئاب. لأن الغاصب يخاتل في عهده و يعمن في كيده و الحزبية تفُتّ في وحدة النضال و الشعب يتنزی علی الأصفاد، و يصلي سعیر الاستبداد و جاء عيد التضحية و الفداء،کما یقول:

سبعون عاماً يدوخ الدهر في يدها
و النيل يزأر في القضبان كالأسد
و أنتم في خضم لاضفاف له
من التنابذ و التفريق و اللدد
و بينكم غاصبٌ ، يرجي المحال ، و لا
يرجی له بوفاء العهد أي غد...
عاهدتموه، و من يا قوم ضللكم "؟
عهد الذئاب زمان كاذب الأمد!
ذبيحة بخلافات يكاد لها
حديد "داود" يلقي العهن في الزرد!
فانقذوها بنور من تضافركم
يدب فيها دبيب الروح في الجسد
فإن فعلتم ... فعيد الدهر يرقبكم
و إن تخاذلتم ... يا ضيعة البلد »
 [10]

یدعو الشاعر شعبه إلی الاتحاد،لأن الوحدة طريق النجاة، و التقرق سبب الفشل ،و الحزبية لاتؤدي إلی تحريرالأرض.لأن المستعمر يشعل الخلافات الحزبية. فالشاعر يستنكر علی المصريين خلافهم في عيد الأضحی الذي يحمل رمزاً قديماً له أبعاده الدينية ، و ينعي علیهم كيف يتركون " حيلة الأحقاد " في جسد يهودي لاخلاف به في لجة الأبد. و لأجل الاتحاد يدعو الشاعر شعبه للكفاح ضد الاستعمار الفرنسي الغاشم عام 1951 م. و يقول :

لا تسل عنا و لا أين حمانا؟
وحّد القيد علی الدرب خطانا!!
كلما حلت بنا أصفاده
فجّرت للبعث صبحاً و أذانا...
هذه الأيام تتری حولنا
كلما زمّت بنا زادت قوانا
شابت الأغلال في أرواحنا
و غدت في الشرق ريحاً و دخانا
فامض لاتسأل علی الهول سوانا
و اسأل التاريخ عنا و الزمانا.
عربي ساجل الشمس الخطی
و توارت و هو يجتاب الرعانا
يلطم الأرض فما تدري له
من بعيد الشأو ،‌أفقاً أومكانا
تركت خيمته فوق الثری
سيرة يروي بها النجم علانا
همة الأبطال و البأس الذي
كان للأبطال خمراً و دنانا
ضاق أفق الشرق عن أعلامه
فطوی الغرب و لم يغمد سنانا
لم يزل " طارق " في أجناده
يخطب الدهر و يسقيه البيانا
ذاك أرض السين فاسأل نهرها
كيف لبّاه سهولاً و جنانا
و اسأل الحمراء عن تاريخها
أو فدعها تتحدی الحدثانا ..
لاذت الدنيا إلی أعتابها
ثم دالت : رب ما أعلاك شأنا
قلت للماضي : أفق ... فاندفعت
ناره في الشرق روحاً و كيانا
شنها حرباً علی أعدائه
أينما ظِلِّهمو في الأرض كانا
من شِعاب النيل هَبّت يقظةٌ
نورها لم يبق لليل مكانا
بارك الله خُطاها فغدت
كالهوی المشبوب تجري في دمانا
أيُ جُرح طاف بالشرق و لم
تسكب النور علیه و الأمانا
أي فجر لم يلح في أفقها
لبني الشرق ضياء و أذانا
أي هول مر بالشرق ، و لم
تنفض التبريح عنه و الهوانا
في فلسطين مضی أحرارها
بدماهم يتحدون الزمانا
عرب نحن !!‌و هذا شرعنا ....
نحن لا نترك في الروع أخانا
 [11]

فالشاعر بعواطفه الإنسانية يدعو أبناء شعبه إلی الوحدة، لأن الوحدة رمز الانتصار و يفتخر الشاعر بشجاعة أبطال شعبه العرب الذين يبذلون أموالهم و دمائهم للدفاع عن مجدهم و شرفهم لتسجيل الحرية. ينادي الشاعر شعبه العرب بهتاف حماسي إلی الاستيقاظ و الوعي و المقاومة أمام الأعداء المستكبرين لتثبيت العدالة و الاجتناب عن التفرق و التنابذ.

حياته الاقتصادية:

كما أشير مسبقاً أن السياسة أثرت علی جميع أبعاد حياة الشاعر و حياة المصريين، و أن المجتمع المصري كان يشكو عن أزمة سياسية دائماً و هذه الأزمة أثرت تاثيراً سلبياً علی الاقتصاد و الاجتماع و الثقافة و نتيجتها هي مشكلة الفقر و أزمة اقتصادية و دخول المستعمر في مصر،و صارت مصر مدينة للأجانب ، « و أصبحت مصر حتی ثورة 1919م. بقرة حلوباً لهم، لا تدري من أمر اقتصادياتها شيئاً ، و ظلت مصر تعاني من عنات الشركات الأجنبية الشي ء الكثير، و كان نفوذها في البلاد قوياً ، علی الرغم من الوثبات الاقتصادية العظيمة التي نشات بعد ثورة 23 يوليو سنة 1952م . و كان الضرر كامناً في كثرة الامتيازات التي تتمتع بها هذه الشركات الأجنبية و أعفائها من الضرائب ، و عدم عنايتها بتدريب المصريين ، و حرصها علی إرسال أرباحها إلی خارج مصر. »
 [12]

و نظم بعض هذه الأمور بعد الثورة و نهضت شركات مصرية كثيرة يسهم فيها الأجانب بأموالهم. « و قد تبين لرجال الثورة المباركة أن رؤوس الأموال الأجنبية بمصر تحارب الإصلاح و السير بالوطن قدماً إلی الأمام و تتعاون مع الاستعمار و تتخذ مؤسساتها أوكاراً للجاسوسية و الخيانة و الغدر فعمدت حكومة الثورة بعد الاعتداء الثلاثي علی قناة السويس إلی تأميم كثير من الموسسات و المصارف الأجنبية و اشترتها الحكومة حتی تتخلص من نیر الاقتصاد الأجنبي » [13]

« و بعد ما تخلصت الحكومة من نیر المستعمرين اهتمت حكومة الثورة بتصنيع مصرحتی تستقل بشؤونها الاقتصادية. و رأت أن الاستقلال الاقتصادي أكبر دعامة للاقتصاد السياسي.و أن الصناعة بمصر في أشد الحاجات إلی توجيه نحو ما تحتاج إلیه الأمة في نهضتها ، فلاتترك مرتجلة أو خاضعة لنزوات رؤوس الأموال ،‌ و لذلك أنشات الجمهورية العربية المتحدة في الصناعة و أممت كثيراً من المنشآت الصناعية الكبری ،‌ و أسهمت بالنصف في بعضها حتی تضمن التوجيه و الإشراف. قامت حكومة الثورة بعدة إجراءات ثورية قوية حاولت بها أن تحقق الرخاء للمجموع و أن يعيش المواطنون حياة ليس فيها التفاوت المرزي بين الطبقات فسنت القوانين الاشتراكية في يوليو 1961 م، لتقريب هذه الفوارق ، و إنعاش أكبر عدد من الأمة. و في ديسمبر 1961 م .حرمت ملكية الأرض بالجمهورية العربية علی غير المصريين و وزعت الأرض التي كان يملكها الأجانب علی صغار الفلاحين ، و بذلك أنقذت الثروة الوطنية في مجالات الزراعة و الصناعة و التجارة من أيدي المتحركين و المرتزقة من الأجانب و المستغلين من المصريين. و هو إجراء حاسم كان عرب مصر يحملون به من زمن طويل حتی يستطيعوا أن يعيشوا أحراراً في بلادهم غير خاضعين لهذه الأغلال الاقتصادية و غير مقيدين في تصرفاتهـــم الوطنيــة .»
 [14].

فنری أن الاستقلال الاقتصادي أثر علی الشعراء و فاضت بهم العاطفة فقالوا حول مظاهر النهضة الاقتصادية التي كانت من أكبر دعائم الاستقلال، فقد كان هذه الحقبة مليئة بعوامل الیقظة و الرقي في كل ميدان من ميادين الحياة في السياسة، والاجتماع و القومية بمظاهرها العديدة. قد سجل شعراء هذا العصر كل هذه المظاهر في شعرهم يترجمون به عما يختلج في صدور الأمة و يطلبون المزيد منها لأنهم نصبوا أنفسهم في مقام الهداة و المرشدين‌ و قادة الفكر المصلحين، يصدرون فيه من عاطفة غالباً و عن تكلف أحياناً. و قد تعدوا الكلام في هذه المظاهر إلی رثاء عظماء الأمة في كل نواحي نشاطها، سواء‌ كانوا رجال سياسة ، أو دين ، أو صحافة ، أو صلاح ، أو اقتصاد ، حتی صار شعرهم وثيقة تاريخية و صورة لعصرهم الذي عاشوا فيه. و شاعرنا محمود حسن إسماعيل اشترك في عواطف الأمة و بأشعاره الوطنية دعا شعبه إلی الصمود أمام الاستعمار ليتخلص من نیره وليصل إلی الاستقلال الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي. و حاول أن ينبه المصريين إلی أن الواجب يقتضي منهم أن ينهضوا باستقلال البلاد اقتصادياً.

حياته الاجتماعية‌ و الثقافية:

ليس هناك في مصر من لايتكلم عن "الأزمة" أو " المحنة " فسواء كان الموضوع هو الاقتصاد ،أو المجتمع ،أو السياسة ،أو الثقافة. ما أسرع أن ترد عبارات مثل محنة الاقتصاد المصري ، أو تدهور الأخلاق و القيم ،‌ أو مأزق السياسة في مصر ، أو انحطاط الثقافة المصرية و ...
و « علماء الاجتماع يشكون شيوع ما يسمی بالفساد أو التسيب و عدم الانضباط ، و من ازدياد حوادث العنف ، و ظهور أنواع جديدة من الجرائم ، و تفكك الأسرة،‌ و انتشار قيم مادية تعلی من قيمة الكسب السريع علی حساب العمل المنتج ، و ضعف روح التعاون و التضامن الاجتماعي ،‌ و تدهور نمط الحياة في المدينة و القرية علی السواء :‌المدينة تزداد تلوثاً و ازدحاماً و ضوضاءً و قبحاً ، و القرية تتحول من قرية منتجة إلی قرية مستهلكة. فالمباني السكينة تزحف علی الأرض الزراعية ، و الأراضي الزراعية يجري تجريفها و تفقد خصوبتها لإشباع حاجات استهلاكية بحتة. كما يشكون ازدياد تغريب الحياة الاجتماعية ، سواءً انعكس ذلك في أنماط السلوك الیومية ، أو في اللغة المتداولة ، و انتشار تقديس كل ما هو أجنبي و تحقير كل ما هو وطني »
 [15]

کان الشاعریعیش في القرية فكان إحساسه بالفلاح عميقاً مرهفاً.
« كأنه بطل القرية المهزوم أمام الفعل اللاإنساني البشع في قصائده المبكرة و وعي قضية الفلاح بالدرجة الأولی و حمل تراثه فوق ظهره و أرضه بين أحاسيسه و لم يستسلم أمام الاستعمار . بل شارك في قضايا مجتمعه و عانی من فساد السياسة وتأزم الاقتصاد و اضطهاد الحرية ،‌ مما كان نتيجة مباشرة لتعدد العدوان علی الدستور ، و تكرر إغلاق البرلمان ، و تآمر قوی الشر علی كل ما حققه الشعب من مكاسب بثورة 1919م.، و كانت الملكية الباغية و الاستعمار الطاغي ،‌ و الإقطاع المستغل أهم اطراف التآمر الذي وصل إلی ذروته في عهد إسماعيل صدقي 1930م .و كان يكافح مع التسلط و الاستبداد ثم اتسعت دائرة العلاقة بين الشاعر و الإنسان في مجتمعه و تطور مفهوم المجتمع لديه. » [16].

عانی الشاعر من أزمة مصر الاجتماعية كثيراً لأنه ظهرت أنواع جديدة من الجرائم في مجتمعه و شاع الفساد أو عدم الانظباط فيه ، « و كان قيام ثورة 23 يوليو سنة 1952 م .تعبيراً عن البعدين الاجتماعي و السياسي إذ بعدهما أصبحت قضية الفلاح هي قضية المجتمع الكادح الذي قامت من أجله الثورة ، قاضية علی الإقطاع و علی الرأسمالیة، و الاستغلال ، بعد إنهاء عهد الملكية الفاسد و طرد المستعمر الغاصب ، فتحدث الشاعر عن الاشتراكية أو العدالة الاجتماعية‌ و العلم و التعلیم ، و أشاد بجهود الثورة و الثوريين في كل مكان » [17].

عندما ننظر إلی حياة الشاعر الأدبية و نتأمل في دواوينه الشعرية التي تبلغ حوالی 14 ديواناً نتأثر جداً و نتعجب كثيراً كيف استطاع الشاعر أن يسردها طوال حياته الملئية بالفقر و المعاناة بهذه الكمية و الكيفية الأدبية و الذي صور أحزان الفلاحين البسطاء و معاناتهم ، أولئك الذين نشأ بينهم و عاشرهم و تأثر بهم فتشرب كل هذه الصور التي عكسها في شعره طوال حياته و هذه الدواوين الشعرية تحمل عبير حيا ته و عمق تجربته التي عايش من خلالها تجربة الأمة العربية.

دواوينه الشعرية:

1) أغاني الكوخ ، 1935 م.
2) هكذا أغني ، 1937م.
3) الملك ، 1946م.
4) أين المفر، 1947م.
5) نار و أصفاد ، 1959م.
6) قاب قوسين ، 1964م.
7) لابد ، 1966م.
8)التائهون ، 1967م.
9) صلاة و رفض ، 1970م.
10) هدير البرزخ ، 1972م.
11) صوت من الله ، 1980م.
12) نهر الحقيقة ، 1972م.
) موسيقی من السر ، 1978م.
14) رياح المغيب ، 1993م.

من قصائده الشعرية المغناة:

 " النهر الخالد " التي شدا بها الموسيقار محمد عبدالوهاب .
 " دعاء الشرق " التي شدا بها الموسيقار محمد عبدالوهاب.
 أنشودة " يدالله " للمطربة نجاح سلام.

وأغان اخری مختلفة.

وظائف تقلدها الشاعر:

أختیر عضواً بلجنة الشعر بالمجلس الأعلی للفنون و الآداب منذ تكوينها . و اختير عضواً بلجنة النشر و الدراسات الأدبية‌ بالمجلس الأعلی أيضاً .عمل بمجمع اللغة العربية محرراً قبل التحاقه للعمل بالإذاعة المصرية عام 1944 م. حيث تدرج بالعمل علی الثقافة بالإذاعة حتی عين مستشاراً و حقق قامة متوازنة إبداعياً و علمياً ليصبح اسماً و علماً و رمزاً من رموز مصر.

جوائز تقديرية و أوسمة :

 وسام الجمهورية من الطبقة الثانية عام 1963م.
 وسام الجمهورية من الطبقة الثانية عام 1965م.
 جائزة الدولة التشجيعية عام 1964 م .عن ديوانه ( قاب قوسين ).
 وسام تقدير من الرئيس التونسي ،حبيب بورقيبة.

أعماله الأديبة :

له كتاب " الشعر في المعركة " الذي صدر الجزء الأول منه عام 1957م. ، و الجزء الثاني عام 1967 م.
و له دراسات أدبية و مقالات و قصائد نشرت في المجلات و الصحف:
مثل : السياسة الأسبوعية ،‌أبوللو ، النهضة الفكرية ، الرسالة ، الهلال ، المصور ، الإذاغة ، الأقلام العراقية ، المسلمون ، الأديب اللبناني ، مجلة المجلة ، مجلة الشعر ، مع الإشراف علی تحريرها. و في الصحف مثل : الأهرام ، البلاغ ، المصري ، الدستور، الأخبار ، الجمهورية.

ندوات و محاضرات:

الاشتراك في موتمرات الأدباء و الشعر العربي ، و المحافل الأدبية في مصر و البلاد العربية منذ عام 1935 م.
الاشتراك في الندوة العالمية لموضوع الالتزام في الأدب بيوغسلافيا عام 1969م .
تمثيل مصر في مهرجان الشعر العالمي بيوغسلافيا عام 1969 م .
الاشتراك في مهرجان الكواكب بمدينة " حلب " » [18].

«وفي السابع و العشرين من إبريل سنة 1977 م .شيع عشاق الشعر و الأدب محمود حسن إسماعيل بعد أن نقل جثمانه من الكويت إلی القاهرة و كان فيهم كثير ممن عرفوا صباه و شبابه و استمعوا لشعره قبل أن يلقي في المحافل و الندوات و قبل أن يطبع دواوينه. و الذين عاشوا معه تطلعاته فشيعوا عالما ًمن الشعر الرفيع و المنهج البديع و الريادة المبكرة و دفنوه في ثراء مصر و كانت مصر في وجدانه طوال فترة غربته عنها » [19].

« و يقع محمود حسن إسماعيل موقعا وسطاً بين القديم و الحديث و يصعب علی قارئ شعره أن يسلكه في مذهب معين كالرومانسي و الواقعي و الرمزي ،لأنه يجمع من أبرز سمات التجديد لديه – عدا محاولاته المبكرة عام 1932 م. في شعر التفعیلیة – ذلك القاموس الشعري المتفرد سواءً في معجمه اللغوي أو في صوره الفنية ، و كلها تشكل نسيجاً جديداً أصيلاً في لغة القصيدة الشعرية الحديثة و صورها و قد عد بعض النقاد في أصحاب المذهب البرناسي إشارة إلی جبل البرناس الشهير ببلاد يونان و هو مذهب يعتبر الشعر غاية في ذاته لا وسيلة‌ التعبير عن الذات ، و هو مذهب يقول بالفن للفن و نظم أبياته الشعرية » [20].
و شعره بصورة عامة يجنح به إلی التيار العاطفي الرومانسي ، و يغلب علیه ظلال الرمز مع عناته خاصة بتصوير أجواء الريف و معاناة أهله ، ما وسم شعره بطابع مستقل عن مدرسة الشاعر خليل مطران الذي سعی لتجديد القصيدة العربية و تخليصها من الترهلات اللغوية.
و للشاعر الراحل قصائد قومية خالدة استمدها من صميم الأحداث الكبری وهج المعارك التي شهدها الوطن العربي في القرن الماضی.

فهو يقول إبان الاعتداء‌ الثلاثي الغادر علی مصر عام 1956 م :

« أنا النيل مقبرة الغزاة ،
أنا الشعب ناري تبيد الطغاة،
سنمضي رعوداً . و نمضي أسوداً،
نردد أنشودة الظافرين،
لنا النصر ..... و الموت للمعتدين،
لنا النصر ..... و الموت للغاصبين .»

 [21]

هنا يشير الشاعر إلی شجاعته و شجاعة شعبه و يقول : لو نكن متحدين نظفر علی الأعداء و باتحادنا ، ينصرنا الله و بنصره نصمد و نثبت حتی نلاقي الظفر و نخرج الأعداء الغاصبين من أرضنا ثم نردد أناشيد الفائزين في بلدنا و في أنحاء العالم الإسلامي كله ، و نحن لا نخاف من الموت بل نضحي أنفسنا للدفاع عن عرضنا و شعبنا و وطننا و بنار غضبنا نبيد الطغاة و نهلك الذين يعتدون علینا و نجعل وطننا جحيم الفناء للمعتدين.

النتیجة:

قد تمخضت النتائج التالیة من هذه الدراسة :
أ) إنه لم یکن أدیبا مصریاً فحسب،بل کان أدیباً عربیاً مسلماً تغلغل شعره فی وجدان کل عربي و شاع صیته فی البلدان العربیة.

ب)اتخذ موقفاً وسطاً بین القدیم والجدید وقد جمع عناصر شتّی من المدارس الأدبیة کالرومنسیة والرمزیة فی شعره بحیث یمثل صوتاً فنیاً عمیق التمیّز والتفرّد فی الشعر العربي.

ج)یکون شعره وصفاً للطبیعة وتصویراً للحرمان ودعوة إلی الاعتصام بالإیمان.إنه کان متأثراً بالطبیعة شدید التأثر.

د)إنه یعد من رواد الشعراء المبدعین و کان بطلاً من أبطال الکلمة المعبرة عن الإنسان فی قضایا الحیاة والحریة.

ه)یهتم الشاعر فی ملامحه التصویریة إلی التشخیص وتجسید المعنویات والربط بین المعنی المغیب والحسی المشهود.

و)إنه شاعر ریفي جعل شعره فی خدمة الریف، ولهذا سمّی دیوانه الأول أغانی الکوخ الذی یعدّ أول ثورة فی الشعر العربی علی الاستعمار والإقطاع فی وقت لم یستطع أحد أن یعبر عن الظلم الفادح الذی یکابده الفلاح المسکین.

المصادر والمراجع :

1)الأعمال الکاملة : محمود حسن إسماعیل، دار سعاد الصباح، القاهرة،2006م.
2) التصویر الفني في شعر محمود حسن إسماعیل : د. مصطفی السعدنی،منشآة المعارف، الإسکندریة ،لا تا.
3)في الأدب الحدیث : عمر الدسوقي ، دار الفکر ، بیروت ،لا تا.
4)محمود حسن إسماعیل :سلوان محمود وعزت سعد الدین، الهیأة المصریة العامة للکتاب، القاهرة، 2005م.

المواقع الإلکترونیة:

1)http://www.ibtesam.com

2) http://www.wiipedia.org

3)http;//www.samaey.net

Ommolbanin marzi

Department Of Arabic Language And Literature,Karaj Branch,Islamic

Azad University,Karaj,Iran.

Dr.Yousof Hadipour

Assistant Professor

Department Of Arabic Language And Literature,Karaj Branch,Islamic
Azad University,Karaj,Iran.

حیاته وأدبه

[1الموقع الكتروني http://www.Ibtesam.com

[2محمود حسن إسماعيل : سلوان محمود و عزت سعد الدين،ص20

[3التصوير الفني في شعر محمود حسن إسماعيل : الدكتور مصطفي السعدني،ص17و18

[4محمود حسن إسماعيل : سلوان محمود و عزت سعدالدین،ص22

[5محمود حسن اسماعيل : سلوان محمود و عزت سعد الدين،ص22

[6نفس المصدر ،ص24

[7نفس المصدر ، ص24

[8نفس المصدر، ص24

[9د. مصطفی السعدني :التصوير الفني في شعر محمود حسن اسماعيل ، ص 29

[10محمود حسن اسماعيل : الأعمال الکاملة،دیوان نار و أصفاد ، صص956-957.

[11محمود حسن إسماعیل : الأعمال الكاملة، ديوان نار و أصفاد، صص 954 – 953

[12عمر الدسوقي : في الأدب الحديث، ص211

[13المصدر نفسه، ص211.

[14المصدر نفسه، ص212.

[15د. أمين جلال : ماذا حدث للمصريين ، ص 9

[16د. مصطفی السعدني: التصوير الفني في شعر محمود حسن اسماعيل، ص 29

[17المصدر نفسه، ص30.

[18http : // Wikipedia. Org

[19الموقع الإنترنتی . Htm نبذة عن حياة محمود حسن إسماعيل HYPERLINK "http://file:/f:/"http://file://f:/.

[20الموقع الإنترنتي http ://www.samaEy. Net

[21محمود حسن إسماعیل :الأعمال الكاملة ، ديوان نار و أصفاد ، ص 1072.


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى