الأحد ٨ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٢
بقلم سعيد بلمبخوت

الوسائل البديلة لمحاربة ظاهرة التسول

كلنا نسال الله تعالى طمعا في نعمه في هده الدنيا كما في الآخرة، لكن إن يستجدي الإنسان لأخيه الإنسان وبإذلال وإثارة الشفقة في نفسه من اجل الحاجة، فان دلك يتنافى مع طبيعة إنسانيته واضعا أغلى شيء في المحك إلا وهو الكرامة.

ظاهرة التسول، أصبحت بحكم تعايشنا معها يوميا من المشاهد المألوفة في مجتمعنا، فانتشار المتسولين في الأماكن العامة واستغلال تعاطف الناس معهم زكى انتشار الظاهرة بشكل كبير. ففي كل مكان يعرف رواجا بشريا لا بد من ملاقاة أشخاص يثيرون بكل الوسائل، شفقة المارة من اجل درهم أو أكثر. لهم من الذكاء ما يكفي لاقتناص الوجوه التي تبدو عليها النعمة لإحراجها وابتزازها أحيانا، ومنهم من له دراية وحنكة أكثر في اختيار ألاماكن الإستراتيجية. إنها خبرة عدة سنوات في احتراف التسول.

فمن المؤكد إن للفقر دوره في انتشار الظاهرة كما يجب الاعتراف للمجتمع بدوره في تفشي ظاهرة التسول. وكل من له غيرة على وطنه لا بد أن يحس بنوع من الإحراج وهو يرى ابن بلده يستجدي السياح الأجانب. لقد أصبحت مهنة تدر الكثير على أصحابها في غياب الدور السلبي للمسئولين عن الشأن العام في محاربتها.

التسول كظاهرة انتبه إليه المشرع في القانون الجنائي واعتبرها جنحة يعاقب عليها القانون. إنها الإغراءات المادية التي أصبحت لا تقاوم من طرف تلك الفئة التي وضعت جانبا كرامتها من اجل التوسل إلى الناس. و السبب في الغالب هو دلك المدخول يتعدى بكثير اجر العامل أو الموظف العادي والدي يحصل علية دون عناء باستثناء العبث بكرامته. نحن لا نتكلم عن دوي الحاجة الدين تضرهم الظروف في فترات ويلجئون إلى المعارف والأهل، أنها فئة بمر السنوات كدست ثروة من مال وعقارات.

إنها بالتأكيد ظاهرة اجتماعية لم نعطيها لحد ألان ما يكفي من الاهتمام، لقد آن الأوان للبحث بكل جدية عن الحلول ووضع الآليات للحد منها في الوقت الراهن، باعتبار مجتمعنا وعلى مر العصور بطبعه مجتمع متضامن.

في ظل التحولات الاجتماعية التي يمر بها بلدنا، أرى أن التأمل في ظاهرة التسول، و البحث عن صيغة لتنظيم الصدقات أو العطايا، ثم توجيهها بحكامة في إطار مشروع نحو الفئة المستهدفة سيحد بالتأكيد من هده الظاهرة المخجلة في بلدان غنية بثرواتها الطبيعية.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى