الاثنين ٩ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٢
سهرة مع الجواهري

في ليلة رأس السنة الجديدة

عدنان الاعسم

في نص أدبي أنيق، وتحت عنوان «سهرة مع الجواهري» كتب الشاعر

المعاصر، والمبدع بامتياز: عوّاد ناصر، في صحيفة «الزمان»

بتاريخ الجمعة 2011.1.6:-

«هو أبو فرات الذي جعل من الشعر قوت الناس من دون أن يتنازل عن سلطة الشاعر وفن الشعر... وإذ امتدت يدي لألتقط ديوانه وتقليبه، كلما انتابتني وحشة واستبد بي قلق، أخذتني قصائده، وهي تدفع إحداها الأخرى، فاستغرقت وتماهيت ولم أشأ ترك الكتاب، والليلة ليلة رأس السنة، وأنا وحيد، فقلت: لأسهر مع الجواهري... إذن! يطل من قصيدته ويخرج لنا لسانه. يحدق فينا، وجهاً وجهاً، ويغتصب هدوءنا المريب ويدس فيه شحنة التوتر والشك والتحريض.
الجواهري، فتي الفتيان، بمناسبة ومن دونها، صالح للتداول والحوار والنميمة أيضاً!...»

وسهرة عواد ناصر المتخيلة هذه المرة، ليست الاولى له مع الجواهري، كما ينوه الى ذلك العارفون. فثمة لقاءات اخرى عديدة بين الشيخ ومريده، في دمشق الشام،
خلال الثمانينات الماضية....

وتستمر السهرة مع الجواهري، وينقل الينا «عواد» بعض فحواها – وربما ما خفي أعظم- فيقول " يحدق أبو فرات بنا وهو ينفض رماد سيجارته بعيون من لم يروا.. ويرتشف كأسه بصحة المحتفلين بالسنة الجديدة ويشير بسبابته الطويلة إلي المستقبل عبر قصائد رسمت هذا المستقبل منذ أن كان ماضياً ملتبساً، خؤوناً، تعلوه الغيوم بينما ثمة شمس صغيرة، خجولة، شمس عراقية تلوح في أفق الشعر.

قال: "ولم أرَ فيما ندعي من حضارةٍ/ وما يعتري أوضاعنا من تلاؤمِ.

وها إن هذا الشعب يطوي جناحه/ علي خطرٍ من سورة اليأس داهمِ.

غداً يستفيق الحالمون إذا مشتْ/ رواعدُ من غضباته كالزمازمِ.

... وهي من قصيدته بعنوان (الإقطاع عام 1939)...."

... ثم يتخيل عواد ناصر، الجواهري " متظاهراً في ساحة التحرير، اليوم، يرفع يافطة غاضبة توازي نصب الحرية، ليأخذ بيد جواد سليم إلي حانة قريبة ويُسرّه بما يراه في النصب، وما قبل النصب وما بعده:

"فأحسن من هذي التماثيل ثلةُ/ تقوم علي هذا البناء المرممِّ.

فقد لعبت كف التذبذب دورها/ بهِ واستباحت منه كلّ محرّمِ.

وقد ظهرت فيه المخازي جليّةً/ يضيق بها حتي مجال التكلّمِ.

وقد صيح نهباً بالبلاد ومُزقتْ/ بظفرٍ و داسوها بخفٍّ ومنسمِ...."

... وهكذا تتداخل الاجواء والمكانات في كتابة عواد ناصر، ويحدو بنا بكل أناقة، معهودة منه،الى بعض المواضى والحواضر والمستقبل... وكم كان بودنا ان ننقل المزيد من النص، ولكنا نحذر" حقوق النشر " المعروفة والمستترة...

اخيرا، وعلى ذمة اهل التوثيق، ثمة ذكريات ومحطات"جواهرية" شيقة عديدة، كم حبذا لو كتب عنها عواد ناصر، وهو شاهد عليها ومعني بها ، بل وفي صميمها احيانا، في دمشق الثمانينات، والعهدة على رواة....

عدنان الاعسم

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى