الجمعة ١٣ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٢
بقلم عيسى حموتي أور

مصيــــر

عطلة آخر الأسبوع، الجو ربيعي، لبست الطبيعة حلة مزركشة، مزهوة بأمير الفصول وعزيزها ترفل في زي طاووس.خرج الناس إلى ضاحية المدينة، جلسوا جماعات في حلقات أغلبهم شباب مختلط فتيان وفتيات، ينعمون بطعام وافر، وشراب سائل وغازات، وموسيقى وآلات.

دنا رجل في العقد الخامس من عمره من إحدى الجماعات، يرتدي زيا أفغانيا، ينتعل حذاء يكبر رجليه بمقاسات، وله لحية كالمخلاة. ما إن وقف وأخذ يتهيأ للكلام، ماكاد ينبس حتى مد أحدهم يده
 أمسك يا عم ,والله إنك لماسك

حاصره بالقسم
 من غير اللائق أن أجعلك تصوم ثلاثة أيام

وهو يحاول استجماع قواه
 أنا لست لا أريد...

مده أخر بورقة نقدية
 خذ يا عم أنت في حاجة إلى مال ونحن لدينا ما يزيد عن حاجتنا

تدخل ثالث
 اقبل الهدية ولا تردها وحبذا لو شرفتنا وشاركتنا جلستنا

تشاغلت عنه الجماعة، همس أحدهم لآخر وهمس ثالث في أذن فتاة واستمرت سلسلة الهمسات ولاح على محيا الرجل ارتباك، فأدركت الجماعة أن الرجل أجوف لا زاد لديه وجعبته أفرغ من فؤاد أم موسى
 حدثنا أيها الشيخ ,ماذا تحمل لنا؟
 في الحقيقة لست إلا...

لم يترك له احدهم فرصة الكلام
 خذ شاركنا الطعام

وبطنه يهمس ليده، ينظر من حوله وكأنه ينتظر تأكيدا من أحدهم
 كل يا عمي" متحشمش و الدار دارك"

ما كاد يرتاح للأكل ويستطيب الطعام حتى ألقمه احدهم لقمة ’’مبرشمة’’
عن قصد تشاغلت عنه الجماعة يمرحون، يشربون، يتبارون في رسم دوائر بدخان السجائر في الفضاء ويتابعون تلاشيها وتارة تنقبض أساريره وتارة تعلو محياه ابتسامة شاحبة تعبر قسمات وجهه عن دواخله...أخذ المخاض ينتابه ودرجة الحرارة ترتفع في جسمه حتى نسي الخطاب الذي جاء يلقيه

علا صخب الموسيقى وقامت فتاة ترقص على إيقاع محلي، وتحلق الناس يصفقون ويصيحون والشيخ يتابع حركات جسمها وقد جردتها عيناه من لباسها ليسهل التهامها. دون أن يلتفت أمسك من يد أحدهم كأسا
 اشرب بسرعة!

صوت أنثوي رقيق جعله يصبه دفعة واحدة مباشرة نحو المعدة ليطفئ النار بالجمار. انسابت الحرارة تغزو جسمه إلى أن بلغت رأسه فأصبح فردا كامل العضوية يتصرف بلا حرج
نادته فتاة
 تعالى بجانبيألق نظرة على هذه الصورة المتحركة
 هذه صورتي!!! كيف حصلت عليها؟
 هذه البداية فقط يا وقور!

جاء أحدهم بمقص ورفعه إلى الأعلى ليراه الجميع والصورة تتحرك أمام أعين الرجل في بث مباشر. امسك صاحب المقص بطرف اللحية جزه والصورة تتحرك
 يا عم نريد حقولك!
 نرغب في آبارك!
 نزرع ابنا لنا في جسمك!
 لكم كل ما تريدون وزيادة فقط احفظوا الصورة رجــــــــــــــــــاء
 إنا لها لحافظون، سنحتاج إليها دائما
 نريد مفاتيح بيتك
 بعد أن أصنع منها نسخة
 لن نرضى إلا بالأصلية...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى