الجمعة ٢٠ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٢
بقلم فداء جربان

أيقظتني رياح الشتاء

بدأتْ الأرض تتعطر بقطرات المياه القادمة من سقف السماء وفاحت رائحتها لتروي أنفاسي برائحة تنسيني رائحة الدماء التي رافقت تجاعيد وجهي وكسرت كبرياء دربي، استوقفني صوت المطر وبدأت أنسج منه أنغام تتراقص على صخور الوطن، نسجت عالم جميل ودخلته دون تأشيرة كما في الواقع اللعين، لم يمنعني احد لأدخل عالمي الخاص وأتخطى حدوده دون أي انتقاص، لم تكن هناك حواجز موضوعة ولا أناس من حقها ممنوعة، لم يكن سوى عالم نسجته الطبيعة وطبقته أفكار من زنزانة العقل مخلوعة، سرت والدهشة على وجهي بالخوف متبوعة، هل سأبقى في عالمي لأصنع منه وطن يحميني من الوهن ؟! يا ليت أبقى هنا ولا أعود هناك فليس لدي أي وعود بنصر أو تفائل مشهود، تسائلت كثيرا وتحاورت مع نفسي قليلا وقررت أخيرا أن لا رجعة لي هناك، جلست مسترخية بأنفاس الطبيعة وفجأة غردتْ أصوات ليست بالبريئة إنها رياح الطبيعة، رياح الشتاء الصقيعة، صفعتني على وجهي وقادتني رغم أنفي لأخرج من عالمي الجميل وقبل خروجي نادتني بالصفير مرددة: إذا انقطع الأمل مات العمل وانتهك الوطن فهيا لبي النداء وسيري رغم سفك الدماء.

هكذا استيقظت من عالمي الجميل لم أكن شاعرة بالحزن الأليم فقد علمت أن الطبيعة تحاورني بسر عظيم لم تفشيه إلا للقليل القليل، علمت أن الوطن رغم جرحه الأليم يحتاج لقلب مؤمن سليم يسابق الزمان لاسترجاع المكان.

لن احلم بعد الآن ولن أنسج عالم من الخيال بل سأبقى متيقظة لأعيد وطن يبلور للذات ألاحلام ونعيش معا بسلام.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى