السبت ٢١ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٢
بقلم محمد حسام الدين العوادي

إلى ذات العيون الزرقاء

يا حَرَّ قلبي ووِجدانِي لَوَلهانُ   يا ويح مهجتنا والحُسْنُ فتّانُ
 تمكّن العشق من قلبي فأرّقهُ   فالعينُ ساهرةٌ والعقلُ حيرانُ
رأيتُها بالعُيون الزرقِ ترمُقُنِي   فأغرقتني وما للبحرِ شُطئانُ
 ألا فجودي على عيني بمبتسِمٍ   ونظرةُ العين هذي منك إحسانُ
تبسَّمَتْ فَسَقَتنِي بابتِسَامَتِهَا   خمرًا لذيذًا ومنهُ القلبُ سَكرانُ
تبسّمتْ لي فصارَ الكونُ يبسُمُ لِي   وخاطبتني فذاكَ الكَلْمُ ألحانُ
فلم ترَ العينُ عَينِي مثلهَا أبدًا   كأنْ عُيونِيَ في الجناتِ قد كانُوا
أحببتُهَا مُذْ رأيتُ العينَ والشَّفَةَ   أحببتُهَا مُذْ رَأيتُ الشَّعرَ يزدانُ
شقراءُ بيضاءُ مثلَ العاجِ قامَتُهَا   مثلَ الرُّخاَمِ وسَاقَاهَا لَأَغْصَانُ
لَهَا عُيُونٌ كمثلِ البحرِ تُغْرِقُنِي   خَدٌّ أسيلٌ وساقٌ مِثلُهَا البانُ
يا ليتَ شِعْرِيَ هلْ أنتِ الملائِكَةُ   يا ويحَ قلبِي أَإنسٌ أنتِ أمْ جانُ
إنّ العيونَ التي شافتكِ عاشقةٌ   وإنّ قلبِي لرؤياكُمْ لولهانُ
عطرتِ غُرْفَتَنَا يَا وَرْدَةً عَبَقَتْ   كَأَنَّ رِيحَكِ إكْليلٌ وَرَيْحَانُ
مَا كَانَ وَصْلُكِ الّا مِثْلَمَا الحُلُمِ   لكلِّ شَيْءٍ إذا مَا تَمَّ نُقْصَانُ
أيا ابنَةَ الرّومِ سُبْحَانَ الذِي خَلَقَكْ   بَرَاكِ سبحَانَهُ باري و منانُ
كمثلِ حُورِيَّةٍ للأرضِ قدْ نَزَلَتْ   لِلُبّنَا خَلَبَتْ فَالعَقْلُ حَيْرَانُ
يا ذات زُرْقِ العيونِ العِشقُ يخنُقُنِي   ويلدغُ القلبَ .. بعضُ العشق ثعبانُ
وحبّكُمْ في شراييني .. كذلكَ في   قلبي تجمَّعَ أفراحٌ وأحزانُ
إنْ أكتُمِ الحبَّ فالأجفانُ تُعْلِنُهُ  فيستوي فيَّ اسرارٌ وإعلانُ 

مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى