الجمعة ٣ شباط (فبراير) ٢٠١٢

الشيء الخامس!

عـادل عطيـة

استيقظت أفكاري على روزنامة الأول من مايو، مرحة، نشطة، وكأنها تشارك العمال عيدهم المجيد.. وقد استدعت من الذاكرة، ما يناسب هذا الشهر الخامس من الشهور الميلادية، فكانت هذه السطور:

• العصفور الخامس: منذ أكثر من ألفي عام، كان يباع في أسواق أورشليم، طيور كثيرة، وكانت العصافير، هي أصغرها، وأرخصها، فكان العصفوران يُباعان بفلس، الذي كان في ذلك الوقت من أقل العملات المتداولة.. ومع ذلك، فإن الناس لم تكن تُقبل على شرائها، مما جعل التجار يتحايلون على المشترين، بأن يبيعوا لهم الخمسة عصافير بفلسين. لهذا فإن الناس كانوا يفضلون شراء أربعة عصافير؛ حتى يحصلون على عصفور خامس بدون مقابل!

هذا العصفور، النكرة، الذي بدون قيمة، ولا ثمن، المنسي من البال والخاطر، لم ينسه الخالق، وجعله مثالاً على عنايته بالبشر؛ لأننا في نظره أفضل من عصافير كثيرة!

• الطابور الخامس: هذا التعبير، أطلقه الجنرال اميليو مولا، أحد قادة القوات الوطنية الزاحفة على مدريد، اثناء الحرب الأهلية الاسبانية، التي نشبت عام 1936، واستمرت ثلاث سنوات، فعندما سُئل عن سبب نجاحه، رغم جيشه الصغير المكوّن من أربعة طوابير من الثوار، قال: كان هناك طابور خامس، قاصداً بذلك، مؤيدي فرانكو من الشعب.

المؤسف، أن هذا التعبير الوطني، قد تم تسويده بالخيانة، ككثير من اشيائنا الجميله، عندما ترسخ هذا التعبير، للدلالة على الاعتماد على الجواسيس في الحرب الباردة بين المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي!

• الصوت الخامس: يمكننا أن نتبنى هذه الفكرة، التي نستنتجها من نغمات: "مقامات الحلاق الرباعيًة"، فالصوت الخامس، هنا، هو التناغم الناشيء عن الأصوات الأربعة متحدة في توافق، أي أنّ الصوت الموحدّ، صار كأنه "صوت خامس"!، وهذا يعلمنا أن في تناغمنا وتعاونا، نستطيع أن نخلق شيئاً أكثر مما يفعله كل منا بمفرده. وعندما نعيش نحن المواطنون معاً في محبّة، يسمع العالم صوتاً هو في حاجة لأن يسمعه: إنه يسمع الصوت الخامس الذي يعلن عن حضور الإنسانية!

،...،...،...

شكراً للشهر الخامس، على أفكاره، وكل أول مايو وأنتم بخير!

عـادل عطيـة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى