الاثنين ١٣ شباط (فبراير) ٢٠١٢
بقلم بوعزة التايك

الصمت والتواطؤ حكمة

أنت مواطن عادي رأيت منتخبا يقبض رشوة من مواطن عادي أكثر منك وسكت؟ خيرا فعلت لأنك بسلوكك هذا تكرس فكرة الإجماع الوطني.

أنت حارس عام كنت شاهدا عما حصل بين أستاذ وتلميذة رائعة الجمال ولم تكتب تقريرا مفصلا عن هذا الحدث الجلل؟ سلوكك هذا ينم عن وطنية صادقة ونظرة ثاقبة لطبيعة الأمور.

أعطيت رشوة لطبيب محترم رغم أنك منخرط في التعاضدية منذ ثلاثين عاما ولم تفضحه؟ "برافو" عليك فحكمة الأجداد لا مهرب منها.

أنت موظف صغير جدا تعمل بالليل والنهار ولم تفضح أخت الوزير التي تعمل في ديوان سيادته والتي تحصل على تعويضات خيالية؟ رأيت كل هذا ولم تفعل شيئا؟ خيرا فعلت لأن ما قمت به عمل جبار لا يقدر عليه إلا المواطن القح.

وأنت أيها التلميذ، أيها الطالب، أيها العاطل، أيها المناضل الحقوقي، أيها المواطن العادي المظلوم..استعملت كل طرق الغش ونجحت في كل الامتحانات مستعملا كل وسائل الكذب والتزوير مرددا أن هذا من حقك لأن الجميع راش ومرتش في ربوع الوطن.. قمت بكل هذا ولم تخجل ولم تعترف أمام مرآة ضميرك ودينك أنك مواطن لا أخلاق لك؟ خيرا فعلت يا أخي في الصمت والتواطؤ. فالصمت حكمة ويا لها من حكمة.

وهل من حكمة أحسن من حكمة النفاق والكذب على النفس أيها المواطن؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى