الأحد ١٩ شباط (فبراير) ٢٠١٢
ســن القــلم

بعد السواد سواد!

عـادل عطيـة

بالأمس، بينما كنت أواصل قراءة أحد كتب التراجم، قرأت هذا المثل الفارسي: «ليس بعد السواد سواد»!

لم أكد اتجاوز هذه الكلمات، حتى لمسني روح «كولمبسيّة» استكشافيّة، فأخذت على عاتقي مهمة البحث عن السواد فيما وراء السواد!

وجاءتني خواطري، تتبختر بالاسود في اسود، تذكرني:

بعبارة: «يا خبر أسود»، التي يطلقها من اتاه نبأ سيء!

وبعبارة: «سأجعل نهارك أسود من قرن الخروب»، التي يصرخ بها كل غاضب موتور!

وإذ بدأت أفكر في كيف يرى هؤلاء: الخبر أسوداً، والنهار أسوداً، بل وكيف يصنعون سواداً أكثر من لون الخروب، حتى ادركتني ذات الرداء الاسود، قائلة: هذا ليس موضوعنا!

نعم، أنه هو:

كيس الاعدام الاسود، الذي طوح برؤوس كثير من ابناء الوطن الشرفاء؛ لتستقر اجسادهم في سواد ظلام القبر!

والجزء الأسود في علم بلادي، الذي وُضع اساساً؛ للتذكير بما وصفوه بالعهد البائد السيء قبل يوليو1952، فاذا بهذا السواد جاء بعده سواداً أكثر من سواده!

وآه من الكيس الأسود، الذي يستخدمه التاجر بحرفيّة؛ فيضع لي فيه الكثير من الثمر الرديء مع القليل من الثمر الجيد، فيسوّد وجهي أمام أهل بيتي!

ألا يكفي هذا؛ لصناعة مثل جديد، يقول: «ان بعد السواد سواد»؟!...

عـادل عطيـة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى