الثلاثاء ٢٠ آذار (مارس) ٢٠١٢
بقلم بوعزة التايك

الدرس القيم للفقيه الزمزمي

أنا فقيه معروف بالورع ونكران الذات وحب الدين وإعطاء الدروس في المساجد لوجه الله نجحت والحمد لله نجاحا باهرا في هداية كثير من الناس إلى الأخلاق الحميدة وكل ما أحلم به هو العيش مستورا. فلم نشر اسمي في لائحة المستفيدين من المأذونية؟

أنا فقيه جليل لا غرض لي ولا مصلحة في هذه الحياة إلا مساعدة الناس لفهم الدين الإسلامي بشكل صحيح كي لا يتسرب المنافقون والكفار إلى صفوفنا ويعيثوا فسادا في بلدنا وديننا ولا عيب أن يكون لي دخل محترم. لذا تقدمت بطلب للحصول على مأذونية، يعني "لاكريمة" بلغتنا الدارجة، لأتمكن من العيش بلا مشاكل والتفرغ لهداية الناس خاصة وأني تقدمت في السن و لم أنجح في الانتخابات الأخيرة.

أنا فقيه ولي الحق في الحصول على امتيازات كالرياضيين والفنانين والفنانات والراقصين والراقصات ومن واجب الدولة أن توفر لي بيتا وسيارة وباخرة وطائرة نفاثة لأجوب العالم وأنفذ إلى قلوب الناس لأنظفها من الطمع وحب المال والسلطة والوجه الحسن.

هناك وزراء ومدراء وسفراء حاصلون على "لاكريمة" وامتيازات لا حصر لها فلماذا تنتقدونني أنا الفقيه الفقير إلى الله؟ لماذا هذا التهجم على عالم لا يدخر جهدا في توجيه المجتمع وقول الحقيقة؟ ألم أقل إن المهدي بنبركة لم يمت شهيدا؟ ألم أقل بجواز ممارسة الجنس مع جثة امرأة ميتة؟ ألم أكن برلمانيا مثاليا لا أثير الشغب وأحصل على أجرة محترمة من عرق جبيني؟

أنا عالم أصلي بالليل والنهار ولا تهمني الدنيا و"لا كريما" هي فقط لمساعدتي على العيش الكريم والإفتاء في شروط مريحة ونشر اسمي في اللائحة هو دليل على أن لوبيات الفساد وجيوب المقاومة لن يرتاح لها بال حتى تفسد الود بين العلماء والأمة. وها كم سر نشرها في هذا التوقيت.

كنت أستعد، في إطار اجتهادي وحب الخير لديني وبلادي، لإصدار فتوى لرجم العاطلين وقطع يد كل من يرفع صوته للدفاع عن حقوقه وسحل من يطالب بسقوط الفساد ومحاكمة المفسدين. فجأة خرجت اللائحة للوجود.

هل اقتنعتم يا أحبتي في الله أن أعداء الأمة يتربصون بي وبكم؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى