الأحد ٨ نيسان (أبريل) ٢٠١٢
بقلم رقية عبوش الجميلي

الإيحاء الاجتماعي. وتأثيره على سلوك الفرد

يقع كل فرد منا تحت تأثير الإيحاءات الاجتماعية المحيطة به. وكأننا لا نستطيع العيش من دون تلك الايحاءات. وخير مثال على ذلك إذا رأى أحدنا إعلاناً تلفزيونياً عن سلعة معينة. انقاد إليها. حتى وإن كانت ليست بذات أهمية في استعماله اليومي؛ ويأتي هذا من جرّاء ما أصابه من تأثير الإيحاء الإعلاني. أما الايحاء الذي يشكل جزءً من حياتنا اليومية. ويسيطر على عقولنا. فهو ما يدور في المجتمع من حولنا. ان كان صواباً أو خطاً. فقد وقعنا تحت تأثيره. وقد نكون وقعنا تحت تأثير إيحاءات أجدادنا ومن سبقونا. وما زالت تلك المعتقدات تسيطر على عقولنا. إلى يومنا هذا.

فإذا رأى أحدنا سيدة ترتدي الزي الإسلامي. او ثياباً تغطي جسدها بالكامل. فقد أخذت - في نظره - طابع العفة والوقار. وقد يكون الأمر على عكس ذلك اذا ما كانت ثيابها غير محتشمة. وغير شرعية. فسيأخذ عنها طابع المرأة الفاسقة غير الوقورة المتحررة بدنياً. وقد تكون هي على عكس ذلك. وهذا كله يأتي من الإيحاء المسيطر على أفكارنا من جراء ما نسمع ونرى في المجتمع. دون ان نركز على الصواب. ونبحث عن منطق مقنع. ولا أعني - في قولي هذا - أن كل سافرةٍ هي وقورةٌ. ولا كل محتشمةٍ هي فاجرةٌ. وإنما أعني ما تحمله الأرواح. وما يتسم به المرء من عفة. ليس لها علاقة بظاهر الأمور.

حدثت قصة. ربما تكون ليست هي الأولى. لشخص تربطني به علاقة قربى. وكان لها وقع في عملية التأثير والسيطرة. شخص له مرتبة من العلم. وقد التزم بجانب من الدين. ودائماً ما يدور في حواراته حول العفة والاحتشام والسلوك. وخصوصاً لـ(بناتكم ونسائكم). وكان لذلك الشخص بنت وحيدة أرادت ان تبتاع بعض الثياب. وأول الشروط ان تكون مطابقة وملائمة للشرع. وبطبيعة الحال رفضت البنت الاستماع الى الاب. وما يمليه عليها من نصائح وإيحاءات محولة. وينبع رفض الابنة من التأثيرات المحيطة بها من الزميلات في الجامعة وخارجها. فهي تقع تحت تأثير إيحائهن اثناء الحوارات التي تدور في مجالات الموضة ومواكبتها.

ابتاعت ما شاء لها من ثياب. وعند وصولها البيت. ذهل الأب ورفض ان تلبس ما ابتاعت. وهنا جاء دور الام. المسيطر الأول. وبدأت بإيحاءاتها المعتادة. وبمجرد كلمات أقنعت الأب ان الابنة ليست على خطأ. وإنما هذا حال المجتمع. وعلينا ان نسايره لا أن يسايرنا! اقتنع الأب. وليس له سوى الصمت. فهو مسيطرٌ عليه من الأم والمجتمع. وما يقتنع به قد ركن على جنب. وهذه هي الكارثة... إننا لا نـُجهد أنفسنا في البحث عن الحقائق. وإنما نترك أنفسنا تتأثر بتيارات مجتمعية. ليس لها سوى ظاهر الأمور. وكأننا منومون مغناطيسياً. والمنوم هو المجتمع.


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

من هنا أوضح مسيرتي العملية في مختلف الميادين، على مدى خمسة عشر عاماً من العمل واكتساب الخبرة.

الكتابة والصحافة:
بدأت في ميدان الصحافة كمحررة في جريدة (العراق غداً)، مسوؤلة عن صفحة المرأة وكاتبة مقال أسبوعي لجريدة رسمية. كما قمت بتحرير وإعداد برنامج اجتماعي تناقَش خلاله قضايا المجتمع وكيفية حلها بطرح الأسئلة التي تصل عبر البريد على اختصاصيين في علم النفس الاجتماعي. ثم انتقلت إلى برنامج إذاعي كضيفة أسبوعية لمناقشة التحديات التي يواجهها المجتمع. كما استلمت منصب (مديرة مشروع) في مؤسسة إعلامية لـ(صناعة القلم النسوي) ومشروع المقال والصورة (رسالة السلام) ثم كنت من منظمي مسابقة (الكتاب بوابة السلام). كما كانت لي عدة كتابات قصصية ومقالات بحثية نشرت في مواقع رسمية مثل (ديوان العرب) جريدة (الزمان) اللندنية، موقع (ما وراء الطبيعة) جريدة (الصباح) الرسمية.

البحث الاجتماعي والمسرح:
كنت عاملاً مهماً في إنشاء وتأسيس الفرق المسرحية (مسرح المضطهدين) في العراق لأربع مدن عراقية، فتم تأسيس أربع فرق مسرحية، وكان لي دور في اختيار وتدريب الفنانين، وكنت المسوؤل الأول في كتابة النصوص المسرحية التي تعتمد على البحث الميداني ودراسة الحالة في المجتمع قبل كتابة النص أو عرضه كنص مسرحي جاهز، واستمر عملي لمدة أربع سنوات على البحث وكتابة النصوص المسرحية وتدريب الممثلين وتنسيق للعروض.

البحث الاجتماعي:
في هذه الميدان كان التركيز على الحالات الإنسانية ودراسة الحالة وتقييم الاحتياجات اللازمة بحسب التقييم مع المتابعة وكتابة التقارير التحليلية التي تعتمد على قاعة بيانات في التحليل، ومعظم تلك التقارير كانت تصدر بشكل بياني ورقمي مع تقرير سردي، واستمر عملي في هذا الميدان مع مختلف المنظمات الدولية لمدة سبع سنوات ممتالية شملت تدريب الموظفين على خطوات دراسة الحالة وكيفية حفظ البيانات وكيفية الإحالة بطريقة إلكترونية وبسرية عالية.

من نفس المؤلف
استراحة الديوان
الأعلى