الخميس ١٩ نيسان (أبريل) ٢٠١٢
مركز الجواهري...
بقلم رواء الجصاني

عشرة اعوام، والمغامرة تستمر

ها هنّ عشرة اعوام تمضي على تأسيس مركز الجواهري، للثقافة والتوثيق، وما برحت " المغامرة " مستمرة، بهذه الحال مرة، وبتلكم الاشكال مرات أخر، في مسعى جهودٍ للمساهمة في تأجيج وإشاعة مفاهيم وفلسفة الشاعر، والرمز العراقي والعربي الخالد، في رحاب ومدارات التنوير والارتقاء، وترسيخ الاحاسيس الانسانية...

نقول" مغامرة" ونقصد ما نقول. فمنذ البدء والقناعات تملؤنا بأننا سائرون في طريق بالغة التشابكات على اقل وصف، ولم نكن من الحالمين بغير ذلك، ومن هنا نشعر بالافتخار الاكبر، بل والتباهي، ولم لا؟... فالمركز الذي نتحدث عنه، ذو السمعة والمكانة والقول والفعل، انطلق وسار، وما زال، بجهود عصبة متطوعة محدودة العدة والعدد، بكل ما يعني الأمر من معنى... وعلى اية حال دعونا من "التكبر" وان كان "عبادةً" على المتكبر، ولنعد الى الفكرة واللبنات الاولى، والى بعض المحطات والوقفات، في نشاطات المركز، وما يتمناه، وان جرت السفن بما لا تشتهي الرياح، وليس العكس...

فبعد رحيل الجواهري الخالد (تموز / يوليو1997) لم يدر في الخلد، ولم يشغل البال، اياماً وليالي واسابيع متتاليات، سوى التفكير في اطلاق منبرٍ، وإن جاء متواضعاً، لذلك الذي شغل الدنيا واهلها طوال القرن العشرين، وعنه، فكرا وشعرا ومواقف ورؤى... وهكذا راحت المحاولات تترى، حتى جاءت فسحة "التمرين" الاول، خلال الاحتفاء المرموق بمئوية الجواهري في براغ وبمشاركة نخبة عراقية وعربية وتشيكية، في المشاركة والحضور والتنظيم والاداء ...

... ثم تحين مناسبة الاحتفاء الكوردي، الباهرة، في كل من اربيل والسليمانية، بمئوية شاعرالعرب الاكبر(خريف عام 2000) فتأخذنا الحماسة أزيد وأزيد لخطوات على تلكم الطريق، وحتى حلّ نيسان / ابريل 2002 ليطلق كاتب هذه التأرخة، مع الراحلين الاديبين، المثقفين، المتميزين: العراقي، محمد حسين الاعرجي، والتشيكي، يارومير هايسكى، "اعلان" البدء بنشاط مركز الجواهري في براغ، وذلك في حفل مهيب وسط العاصمة التشيكية، وفي السابع عشر من ذلكم الشهر، اي قبل عشرة اعوام بالتمام والكمال ...

كانت الخطوة العملية الاولى: موقع متواضع، ولكن بكل أناقة، على شبكة الانترنيت، بالعربية والتشيكية، لجمع وتنسيق وحفظ بعض الارث، والمنجز الابداعي والنهضوي – التنويري لإبن الرافدين، العربي والانساني. وها هو ذلكم الموقع اليوم مُتصفحاً من نحو مئة وستين الف زائر ومحب ومتابع. والرقم ذو دلالة، وقل دلالات ولا تخف، بالنسبة للمواقع المتخصصة، الادبية غير الاخبارية... ثم تترى الفعاليات: اصدارات وترجمات وندوات وانشطة متنوعة، خاصة بمركز الجواهري اولاً، ثم بالمشاركة مع منابر صديقة، وشقيقة، وتشيكية. ومن بين تلكم الفعاليات الأميز، بهدف التوثيق، كما وللتباهي مرة أخرى: حفل فخم، عام 2007 بمناسبة الذكرى العاشرة لرحيل صاحب "انا العراق" و" إنا امة خلقت لتبقى ..." و"حببت الناس كل الناس..."... ثم في الاحتفائية المتميزة بثمانينية الرائد الكبير، محمود صبري عام 2008... الى جانب مساهمات في احتفائيات بشعراء عرب بارزين، وعنهم، وفي المقدمة منهم:
الفلسطيني، محمود درويش، والسوري، نزار قباني، واليمني، محمد الشرفي...

ومما يفخر به مركز الجواهري ايضاً وايضاً، من نشاطات، وفي تعداد مباشر هذه المرة، وبكل ايجاز، برغم صعوبة ذلك :

 اقتراح مشروع لنشيد وطني، وطني، للعراق الجديد، بات مرشحاً اليوم للاعتماد الرسمي من الجهات المعنية في بغداد.

 تكريم رمزي لثلاثة عشر مستعرباً تشيكيا بارزاً، والاحتفاء بهم، بمشاركة سفارة العراق لدى براغ، عام 2007.

 اقتراح وتبني الدعوة لتحويل بيت الجواهري، الاول والاخير، والوحيد، في العراق، الى متحف يضم تراث الشاعر والرمز الوطني الخالد، وقد راح الامر منجزاً او يكاد اليوم، بعد ان تبنت الامر أمانة بغداد، منذ نحو عام.

 توثيق وبث 85 حلقة اذاعية من محطة "صوت العراق الحر" في براغ، للفترة 2009- 2011 عن محطات خاصة وعامة في فكر وشعر الجواهري، ومواقفه وتأريخه.

 الشروع قبل اشهر قليلة، مع سفارة العراق، في التباحث العملي مع الجهات التشيكية لإقامة، نصب للجواهري الكبير في احدى ساحات أو حدائق براغ، او تسمية احد شوارعها بأسمه.

 المشاركة المباشرة في متطلبات اتمام سباعية "الجواهري، كبرياء العراق" الذي بثته قناة "السومرية" عام 2011... وكذلك الشريط التوثيقي عن الشاعر الخالد، الذي عرضته فضائية "الجزيرة " وتستمر في عرضه منذ اسابيع.

ترى هل أوفينا ، وتوثيقنا هنا مجروح بالتأكيد؟؟؟.. ليس من المنطق ان نقول نعم، فمسيرة عشرة أعوام لا يمكن ان توجزها سطور معدودات... ولكن لنقل ان ما تقدم بعض مؤشرات وحسب، وحسبنا انا نثرنا البذرة الأولى، وأطلقنا العنان لمركب فاض بالابداع والتنوير على مدى عقود سبعة، وأزيد، وظل يمخر عباب الزمن غير آبه بالمخاطر... وذلكم هو الجواهري، السبوح الذي بقي، وما امتد به زمنه، يعانق الموجة مداً وانحسارا، في دارة الشمس او دوارة القمر ... اما الحديث ذو الآهات، فدعونا عنه مؤقتاً، خاصة وان من يعنيهم الأمر، بهم عوز الى مدد، إلى الآن على الأقل...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى