الخميس ٣ أيار (مايو) ٢٠١٢
بقلم بدعي محمد عبد الوهاب

ابنٌ لشهيد على باب الإنتخابات

ألسنا دولةٌ كُبرى كما قالوا
أليس العلم والعلماء في أرضى
_ كماء النيل ينسابوا..
أليس ترابنا ذهبٌ
وكلٌّ بلادنا نفطٌ ..ومعبرُنا
_ بخير اللهِ يا مصر لنا جادوا..
لماذا شهيدنا يبكى بمقبرته
وأبنائه بدرْب التيه قد ماتوا
...
علي بابٍ لإنتخابات دولتنا
وجدتُ امرأةً لنا حُبلى
تتعثَّر بمشيتها..
ويمسك طفلها يدها
ومنديلٌ يحمل ماءها المسكوب
من أعلي بجبْهتها..
فجالتْ نفسى فى صمتٍ
علام الله أشقاها..
وعين الطفل من وجعٍ تُعاتبنا
تحملُ كل بلْوانا وبلْواها
...
سألتُ الأمَّ في حزنٍ
لماذا جئتِ سيدتى
أما يكفى صوت الزوج اعلاناً
لمصرَ بألا ينساها..
أجاب الطفلُ يا أمِّى
ألا يعلم
أن الأبَّ قدَّمناهُ قرباناً
إلي مصرَ ليرعاها..
ألا يعلم
أن البرد ضيَّفناه في بيْتى
فصار الثلجُ أكواماً بأعلاها..
ألا يعلم
لهيب الأرض في صيْفى
فحرُّ النار في قدمى
يُعذّبها بمجْريها ومرساها..
ألم يسمع نداء أبي
علي أبواب جنته ِ
ألا يا ربي لى زوجه
فلا يارب تنساها..
ألا يعلم
أنَّ الزادَ يكرهنا
فلم يقرب لنا داراً
فصارت دارى أشباحاً وحرماناً..
ألا تنـْعيهِ يا أمي لغفلتهِ
فذاك الشخصُ ينعانا..
 
ألا يرحل
فكلَّ الناس قد رحلوا
ليلْحقهم وينسانا..
ألا يتركنا كىْ نسأل
فهانتْ نفسى أن تسأل
ونشكوا اللهَ ذلتنا
فيكفى اللهُ يا أمي
بأن يعلم بشكوانا..
ألا تنـْسيهِ كيْ يصمت
فمرُّ كلامه سهمٌ سيلْقانا..
 
قالت أُمُّه مهْلاً علي السائل
علَّ الله أرسله ملاكاً جاء إنسانا..
أليس الناس بالداخل
رجال الجيش قد جاءوا
بأدويةٍ لأبناءٍ لقتلانا..
بأطعمةٍ تزيحُ الجوع عن طفلى
فيلقى الله شبْعانا
...
أنا آسف
أنا آسف
سمعتُ الطفل ينْطقُها لدي أمِّه
ويشكو الله ما فيه..
أنا آسف
فلولا أننى أحْيا
فذلّ الناس يا أمى
أبداً لن تلاقيه..
أنا آسف
لن أُخطئ كما أبى أبدا
لن أفدى كما أبى أبدا
لن أصدق كما أبى أبدا
لن أرحم كما أبى أبدا
فبعد اليوم في وطنى
سأسرق كل ما فيه..
سأظلمُ كل من فيه
فلن أترك غداً طفلى
ليحيا ما أنا فيه
أنا آسف
أنا آسف

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى