حروف النون...

إذا سقط الإناء وتحطم.. حتماً سيظهر مكنونه، وتنكشف حقيقته!!

... الحقائق التي كنت بالأمس القريب أكذب نفسي، وأداهنها بمزاجية مفرطة..!!

فصدقت مقولة العرب قديماً وحديثاً.. حينما قالوا: "وكل إناء بالذي فيه ينضح"

هنا شددت حيازيمي بخيوط نسجتها من غبار هذا النقش

"الخط لسان اليد ورسول الفكر"

فتذكرت والدي - رحمه الله - حينما أسداني نصيحته ونقشه:

بني عادل؛ عليك بالجوهر وإياك المظهر..!!

فأشكلت عليه أمه فاطمة؛ وجدتي أم علي - سلمها الله من كل مكروه - قائلة:

((ما عليك يا ولديه منه))

"لاتمشي على الدرب اليضحكك أمشي على الدرب اليبچيك "

فضحك أخي الأكبر توفيق وبانت نواجذه فقال: ((والله إنك يا أميه أم علي ترتيب...

وذكرتيني بكلام الأستاذ مؤيد أيام الثانويه بكل صبح ومسيه))

((بيا أبني)): " لاتربط الجرباء حول صحيحة...

خوفاً على تلك الصحيحة أن تجربُ"

حينها وخزني أخي الصغير أحمد في خاصرتي.. بلطف وغمزة عين بــ أقول:

(( يا بو الشباب.. ليكون يا خوك بتصير لنا شركة تضامن تنتهي بموت أحد الشركاء.. أقول خل عنك.. وخلك شركة مساهمة ))!!

وبعد حيص وبيص.. حارت كل حروفي سطور موقعها..

ولم تعرف وهجها من الإعراب...!!

فجنحتُ بأحداقي..؛ وأخذت أوزع أطرافي على..

مقولة جدتي سلمها الله..، و أبي رحمه الله..،

وأستاذي وفقه الله..، وقهقهة أخي توفيق حرسه الله..،

وكذلك وخزة أخي أحمد سامحه الله....

فالكُم الواسع يبقى ضيقاً.. ولايسعُ أيدي النفوس المقَنعة..!!