الخميس ٢٤ أيار (مايو) ٢٠١٢
حين تستعذب الذائقة البصرية
بقلم نضير الخزرجي

مشاهد القاهرة الفاطمية

للسفر طعم خاص لا يتذوقه كل مسافر، كما لا يجيد التعاطي مع الشواهد والآثار من يمر عليها مرور الكرام، فأينما حل المرء برحله، لابد وأن يجد الجديد، فلكل مجتمع شواهده ولكل بلد آثاره، وإن بدت أنها متشابهة مع غيرها، ولكن النظرة البحثية التواقة إلى الجديد ستكتشف ما لم تره العين العادية، فالشوارع الخارجية على سبيل المثال هي نفسها في كل البلدان، ولكن العين الثاقبة هي القادرة على التمتع بما يمتد به البصر عبر حافتي الطريق، ففي بلدان تحاصرك المناظر الخضراء من الجانبين، وبعضها تجد البحر من جانب ومن الآخر الخضار أو الجبال، وفي بلدان تحاصرك الصحراء من الجانبين وكلما أمعنت البصر زاغت العين عن السراب، والصحراء في عينها متعة أخرى إذا أراد الإنسان أن يتمتع بها فهي الأخرى تفتح لدى الناظر الفطن مدارك الذهن والتفكير الحسن.

وحيث ننتمي إلى بلدان عربية وإسلامية، فإنها تشترك بشواهد وآثار ومعالم يجدها المرء في بلده وفي غيرها، ومع هذا فإننا نتوق إلى رؤيتها لأن المعالم فيها من الروح ما لا يتحسسها إلا صاحب الذوق الرفيع، ومن تلك المعالم البارزة: المساجد والمراقد والمقامات، فهي منتشرة في كل مكان من أرض المسلمين، ولكن لكل واحدة مسحة خاصة، فالمساجد والمراقد في العراق لها ذائقة بصرية خاصة تختلف عن التي في الشام، وهذه لها طعم بصري يختلف عن التي في تركيا أو إيران، وهذه بدورها تختلف عن التي في مصر أو المغرب أو السنغال، والدول المذكورة هي التي أسعفني الزمان إلى زيارة معالمها الدينية، إلى جانب روما وباريس، وهكذا، فالبعض من المسافرين ينظر إليها على أنها مساجد ومراقد فحسب، ولكن المتذوق للسفر وإن قلّ يتعاطاها بشكل مختلف، يستمتع بها قدر الإمكان، يصورها في عدسة ذهنه ويحتفظ بها في حافظة فيلمه وعدسة تصويره، يستحضرها كلما اشتاقت نفسه إلى إعادة الذكريات مع رحلته هنا أو هناك.

وهذا ما أحاول أن أتلمسه في أي بلد أحلُّ فيه على قلة الرحلات المتكافئة أساساً مع الوضع الجيبي، وكانت لي لمصر رحلتان في العامين 2010م و2011م، في الأولى رحلة عائلية سهرنا الليالي مع القاهرة المستيقظة ليل نهار وتمتعنا بآثارها ومساجدها وتمسحنا عند أبواب مراقدها نطلب من الله تحقيق الأمنيات، وفي الثانية رحلة عمل لاستكشاف مقام رأس الحسين(ع) في خان الخليل كمعلم ولائي تُشد إليه الرحال من أقصى مصر إلى أقصاها ناهيك عن الزائرين والسائحين القادمين من خارجها الذين لا تكتمل رحلتهم إلا بزيارة مشهد الحسين(ع) والجلوس في مقاهي خان الخليل والتمتع برؤية منارة المقام الشريف المتسامقة والجدران الحاكية عن التاريخ الفاطمي، وجموع الوافدين الذين يفترشون الأرض الذين يأتيهم رزقهم كل حين من الخبر المحلي الأسمر الذي يوزع عليهم تبركاً، وغيره من المعجَّنات والثوابات، ولا تتعجب إذا تقاطعت في مسامعك الأصوات بين مغنية يأتي صوتها من قعر مقهى مقابل لباب السندرة أو الباب البحري في شرق المقام الشريف، وبين صوت ندي يأتي من منشد يقف على عتبة باب الفرج في الجهة الغربية من المقام الشريف أو الباب الأخضر من الجهة الجنوبية منه أو باب الست في الجهة الشمالية، أو من مسجلة محل أو عربة يعرض صاحبها أشرطة مداحين من صعيد مصر وغيرها وكلها في حب المصطفى (ص) وآله.

مشاهد لا تُنسى تشدّك إليها طبيعة المجتمع المصري المسالم الولائي الذي يجد راحته عند أعتاب الأولياء، وما شدّني أكثر في هذه الرحلة أنها رحلة عمل استكشافية دامت أسبوعا جمعتني والزميل المخرج التلفزيوني الأستاذ بحر الحلي، فكان مقام رأس الحسين وكل ما يتعلق به هو محور الرحلة، وحصيلتها من معلومات وصور تم وضعها تحت يد المحقق الدكتور محمد صادق الكرباسي صاحب دائرة المعارف الحسينية، فجاءت المعلومات الاستكشافية متوزعة هنا وهناك في الجزء السابع من كتاب "تاريخ المراقد .. الحسين وأهل بيته وأنصاره" الذي صدر حديثا (1433هـ - 2012م) عن المركز الحسيني للدراسات بلندن في 497 صفحة من القطع الوزيري.

ظفر علمي

في واقع الحال أن الرحلة البحثية بقدر ما هي متعبة لكنها ممتعة، خصوصاً إذا وجد الإنسان آثارها وتحسسها، والمحقق الكرباسي وهو يتابع إصدار أجزاء دائرة المعارف الحسينية، يحاول قدر الإمكان الوصول إلى المعلومة والوقوف عليها ومشاهدتها عياناً، لأن التأليف ووضع الكتاب إلى جانب نظيره ليس هو مقصده، فالأساس عنده هو التحقيق، وهو ما يميز الموسوعة الحسينية عن غيرها، ولاسيما في باب تاريخ المراقد الذي يشكل واحداً من ستين باباً طرقتها الموسوعة، ويقتضي البحث في هذا الباب التثبت من المعلومة نقلاً أو ميدانياً، ولما كان الجزء السابع من تاريخ المراقد كشقيقه الجزء السادس يتابع حركة رأس الإمام الحسين(ع) من كربلاء إلى الشام ومن ثم العودة إلى موضع الإستشهاد، فإن هذا الجزء يستأنف ما انتهى إليه سابقه حيث الرأس الشريف في دمشق.

وتدل خارطة عودة الرأس الشريف كما في تحقيقات الكرباسي إلى مناطق مختلفة وهي مقام الرأس في مدينة بالس (مسكنة) بين حلب والرقة في سوريا، ومقام الرأس بالرقة، ومقام الرأس في النجف الأشرف بالعراق، ثم الرأس في مقبرة البقيع في المدينة المنورة، والرأس في مدينة مرو في تركمنستان، ومقام الرأس في عسقلان بفلسطين، وأخيراً مقام الرأس الشريف في القاهرة، على أن حصيلة الآراء هو أن الرأس الشريف أُلحق بالجسد الشريف في كربلاء، ولكن المؤلف الذي تعهَّد على متابعة كل صغيرة وكبيرة لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالنهضة الحسينية، توقف عند هذه المشاهد والمقامات طويلاً يبحث في تفاصيلها مع قناعته التامة أن الرأس في كربلاء، فالهدف من الموسوعة هو التحقيق أولاً وآخراً، وفي مجال الولاء فإن المستحضر في كل المشاهد قول الشاعر (من مجزوء الكامل):

لا تطلبوا رأس الحسيــــ ... ـــــن بشرقِ أرضٍ أو بغربِ
ودعوا الجميع وعرِّجوا ... نحوي فمشهده بقلبي

وزيارتنا إلى القاهرة ونحن نسجل ملاحظاتنا ومشاهداتنا عن مقام رأس الحسين ومتعلقاته إنما هي مكملة لتحقيقات المؤلف، بل إنه رغم انشغاله بالكتاب وهو في لندن يرشدنا عبر الهاتف إلى مواضع وأماكن على علاقة بالرأس الشريف لاستكشافها نسمع عنها أول مرة، من قبيل صندوق مقام رأس الحسين الذي يعود تاريخ صنعه إلى عام 574 هجرية والذي نقل من المقام إلى متحف الفن الإسلامي عام 1321هـ يقع إلى يسار الداخل من البوابة الرئيسة، وفي أعلاه وضعوا آنية خزفية نصف دائرية على شكل قحف مطلي بمواد الميناء وعليه نقوش نباتية وربما كان هو الذي يُعبر عنه بالسفط الذي وضع فيه الرأس والذي حمل فيه الرأس من عسقلان إلى القاهرة سنة 548هـ، وكذلك اللوحة التي غُسل عليها رأس الإمام الحسين كما في الرواية المصرية وهي اليوم معلقة على واجهة الإيوان القبلي في مسجد الملك طلائع في باب زويلة في القاهرة، وهذه معلومات يقف عليها المؤلف ووقفنا عليها لأول مرة مذهولين، ولم يكن تصويرها بالأمر الهين، فقد تطلب منا استحصال الموافقة من مدير متحف الفن الإسلامي الدكتور محمد عباس الذي التقيت به في مكتبه ظهر الخميس 23/6/2011م وأظهر تفهما لمهمتنا العلمية وأعطى موافقته على التصوير الفوتوغرافي دون التصويري الفيديوي، ولكن الفضول المعرفي والحس المهني لم تمنع الأستاذ بحر الحلي من استراق النظر وتصوير الصندوق فيديويا وهو ما أفاد المؤلف كثيراً في إظهار ما على الصندوق من آيات قرآنية، وأـستطيع الجزم بأن المحقق الكرباسي يكون السباق إلى استنطاق الكتابات الكثيرة الموجودة على الصندوق والمحفورة بخطوط مختلفة، ولقد استفسرت حينها من المتحف ومن غيره إن كان في سجلاتهم وأرشيفهم ما يشير إلى كامل الآيات المنقوشة والمحفورة، فنفوا وجوده، وبهذا يكون الكرباسي قد قدّم خدمة كبيرة لمتحف الفن الإسلامي، ولم تكن عملية إنزال الكتابات المحفورة من الصندوق إلى الورق بالعمل الهين، وكنت أظن أن ساعتين قضيتها مع الصندوق كافية لاستخراج كل الكتابات القرآنية وغيرها، فقد تطلب الأمر عند العودة إلى لندن أكثر من ثلاثة أسابيع من الفحص والتدقيق ومعاينة الصورة والأفلام المرة تلو الأخرى.

ولا يتوقف التحقيق الميداني الوارد في الكتاب على القاهرة، فالأمر شمل مقام الرأس في عسقلان قرب مدينة غزة في فلسطين وهو الواقع في حديقة مستشفى برزيلاي في عسقلان أو "أشكلون" حسب التسمية العبرية، فلولا الحظر الشرعي من زيارة الأراضي المقدسة في فلسطين لكانت عدساتنا وصلت إلى مقام الرأس في عسقلان، لكن الدكتور الكرباسي لم تعجزه الحيلة عن المشاهدة العيانية فقد انتدب إليها الدكتور وهبي بن علي وهبي طبيب العيون في مستشفى برزيلاي الذي وفّر للموسوعة المعلومات المصورة التي احتلت من الكتاب 32 صفحة، على أن الحيز الذي أخذه مقام الرأس في القاهرة توزع على 212 صفحة من مجموع صفحات الكتاب أي أقل من النصف بقليل. كما لا تعجز المؤلف الحيلة عن الذهاب بنفسه لمعاينة المعلم الحسيني إذا وجد أن البحث غير مستوفٍ كما فعل في الجزء الخامس من تاريخ المراقد بزيارته الميدانية إلى مرقد السيدة خولة بنت الحسين(ع) في مدينة بعلبك اللبنانية، فضلاً عن الزيارة الميدانية لمرقد الإمام الحسين(ع) ومتعلقاته التي ظهرت في الأجزاء الأولى لباب تاريخ المراقد وفي الاستدراكات التي ظهرت في الأجزاء كلها.
بين عهدين

في الزيارة الأولى لمقام الرأس الشريف وكان الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك على رأس الحكم، استوقفني أحد رجالات الأمن عندما رآني مهتماً بمشهد رأس الحسين(ع) وبجدرانه وحيطانه مقيداً بعض الملاحظات، فكانت أسئلته تصب في خانة بعيدة عن التوجهات البحثية التي تقلقل جعبتي العلمية، وفي آخرها سألني عن رأي دائرة المعارف الحسينية بمقام الرأس الشريف ومرقد السيدة زينب الكبرى في القاهرة، فكانت الإجابة واضحة، أن الرأس الشريف على ما عليه المؤلف هو في كربلاء المقدسة وأما السيدة زينب الكبرى فمرقدها في القاهرة.

وبعد عام من تلك الزيارة والرئيس المصري المخلوع في مستشفاه أو محبسه، كان رجل الشرطة الحارس على أمن الزائرين في المقام الشريف يسهل لنا مهمتنا البحثية، ووجدت المصريين من مسؤولين وموالين أكثر اهتماماً بالمراقد المقدسة من ذي قبل، بخاصة بعد الإنفلات الأمني الذي فتح الباب على مصراعيه أمام الحركات الدينية المتطرفة وتهديدهم بهدِّ المراقد والمقامات وهدمها وتدميرها، فهم يعتقدون راسخين أن رأس الحسين(ع) عندهم وهذا يزيدهم فخراً، بل أن الولاء لأهل البيت(ع) الذي عليه شعب مصر يجعلك تقف مبهوراً وأنا القادم من كربلاء المقدسة حيث مسقط رأسي وفيها مرقد الإمام الحسين(ع)، ولديهم في ذلك عرفانيات وكرامات استدلوا بها على وجود الرأس الشريف في القاهرة، لكن المؤلف وهو يُكبر في أهل مصر اعتقادهم الراسخ في النبي(ص) وأهل بيته(ع) وعندهم مرقد جده مالك بن الأشتر النخعي المستشهد عام 37 للهجرة في مدينة الخانكه عند مدخل محافظة القليوبية لا يرى في الكرامات دليلاً مادياً موضوعياً لأنَّ: (مثل هذه الكرامات أو البركات يمكن أن تظهر لمجرد ذكر هذا الإمام العظيم أو غيره من المعصومين(ع) وبما أن المشهد الحسيني كان محط الصوفية فإنهم يجدون للرؤيا ولبعض الكرامات أسساً يربطونها بالحقائق التي لا يمكن قبولها إلا بالنقل الموثوق).

وهذا الإيمان بموجودية الرأس في القاهرة يظهر في قصائد الموالين، من ذلك ما أنشده الفقيه ابن الست محمد شلبي (1115- 1198هـ) الذي لازم زيارة مقام الرأس الشريف القاهرة، من بحر الكامل:

هل ثَمَّ باب للنبي سواكمُ ... من غيركم من ذي الورى ريحانَتُهْ؟

تبّاً لطرف لا يشاهد مشهداً ... يحوي الحسينَ وتستَلِمْهُ سلامَتُهْ

فالزمْ رحاباً ضمَّ سِبطَ محمَّدٍ ... ما أمَّهُ راجٍ وعيقت حاجَتُهْ

وهذا الفقيه الشبراوي عبد الله بن محمد الشافعي (1091- 1172هـ) يقول من الخفيف ومطلعها:

يا نديمي قُمْ بي إلى الصهباءِ ... واسقنيها في الروضة الغنَّاءِ

إلى يصل موضع الشاهد:

وإلى المشهد الحسيني أسعى ... داعياً راجياً قبولَ دُعائي

يا بن بنتِ الرسولِ إنِّي مُحبٌّ ... فتعطَّف واجعل قَبولي جزائي

ورغم اختلاف الروايات بشأن الرأس الشريف، فإن المحب يجده حيث يهواه الفؤاد، ولذلك فإن زيارة المقام لها طعم متميز لا تتقاطع وجدانياً مع وجود الرأس في كربلاء، وكما أنشأ الأديب الكرباسي من مجزوء البسيط في تعدد مقامات رأس الحسين(ع):

إذا رُمتَ رأس الحسينِ عاشقاً ... فاقصُدْ فؤادي تجدهُ بارقاً

لا تبحثوا عنهُ منذُ فارقا ... طافوا بقلبي فظلَّ عالقا

قراءة من الداخل

على الرغم من التظاهرات المتقطعة في ميدان التحرير وسط القاهرة بين مؤيد ومعارض للوضع السياسي الجديد، فإن الأوضاع خارجه تبدو هادئة وأهلها في حركة دؤوبة، بل إن المشهد الحسيني والمرقد الزينبي شهدا حضورا مكثفاً وبخاصة في "الليلة الكبرى" في 26 رجب 1432هـ (28/6/2011م) احتفل بها مليونا مصري في مرقد السيدة زينب في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ مصر وبهذه الكثافة البشرية.

ورغم فترة العمل القصيرة والمكثفة التي استغرقت أسبوعا واحداً (19-25/6/2011م)، لكنها كشفت عن أمور كثيرة، ولعلّ واحدة منها هي رغبة المثقفين المصريين في التعاون المعرفي وتوفير المعلومة، وهذا ما لمسته من خلال لقاءات عدة مع أدباء وإعلاميين وسياسيين، وكشفته أكثر من خلال التعاون الميداني لشخصيات حكومية وغير حكومية، من قبيل: وكيل أول وزارة الإعلام الأديب أحمد جمال الدين سليم، والإعلامي ولاء مرسي صاحب امتياز جريدة أخبار العرب، والأديب والتربوي عادل بن سعد زغلول، وإمام مقام رأس الحسين(ع) السابق الدكتور الشيخ السعيد بن محمد بن محمد بن علي، ونجله البكر الشيخ عصام بن السعيد محمد علي، وغيرهم.

وكان لإمام المقام الحسيني الشريف وخطيبه الدكتور الشيخ محمد بن عبد المقصود حرز الله المولود في مدينة القليوبية سنة 1970م، حضور ودور مشهودان في هذا الجزء من مجلد تاريخ المراقد وذلك من خلال تسهيل عملنا أولاً، ومن خلال كتابته مقدمة له، وهي مقدمة بقلم من يقف خطيباً في مسجد الإمام الحسين(ع) فيكتب عن صاحب المقام الشريف فيرى أن مكانته في قلوب الناس لا تدانيها مكانة: (فغدا عليه السلام محبوب كل فرد ومثله الأعلى في الشجاعة والإيثار والتضحية والفداء)، فالإمام الحسين(ع) عنده محارب يحطم الفرسان تحطيماً، ولقد آثر الموت تحت ظلال السيوف: (قاتل مع قلّة من أنصاره جيوش يزيد وهو في العراء وفي غير حصن وعلى غير ماء، وقليل ممن عُرفوا بالشجاعة بل يكاد لا يوجد منهم من يقدم على ما أقدم عليه الحسين يوم كربلاء).

ووجد الدكتور محمد حرز الله أن هذا الجزء من الموسوعة جاء متكاملاً: (وقد أحسنت الموسوعة الحسينية بهذا الإخراج، العظيم الجهد الكبير، من التدقيق والتحقيق ورسم الصورة كاملة للإمام رضي الله عنه)، ولأن الدكتور محمد حرز الله قد لمس الجهد المعرفي للمؤلف ووقف عليه، ولذلك: (جاء الجزء السابع من كتاب تاريخ المراقد بالحديث الموضوعي والمنهجية العلمية في تتبع حركة الرأس الشريفة من كربلاء إلى دمشق ثم إلى عسقلان ثم إلى مثواه الأخير بالقاهرة بمصر وذلك على قوانين وقواعد البحث العلمي)، من هنا فإن: (المؤلف سماحة الفقيه الدكتور محمد صادق بن محمد الكرباسي، حفظه الله ورعاه، بهذا التدقيق والتحقيق العلمي يُكتب في ميزان حسناته، وأرجو الله أن يحشره مع الإمام الحسين(ع) وكل قارئ ينتفع بهذه الموسوعة الحسينية الطيبة الغاية الواسعة المعتبرة).

وفي تقديري أن قراءة الكتاب تُقدم للقارئ عالماً أو متعلماً، فوائد جمّة، ولعلَّ أهمها في مجال البحث العلمي، هو الصبر في التنقيب عن المعلومة، والبذل في استحصالها، والتواضع للعلم، وهي سمات ضرورية في الإنتاج المعرفي الرصين.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى