السبت ٢٦ أيار (مايو) ٢٠١٢
بقلم إيمان أحمد

قَرْح

كل هذا الهراء لم يكن له أيَّ داع. قمنا؛ أنا وأنت بإهانة بعضِنا وقام كلٌّ منا برفع صوتِه على الآخر؛ ولأول مرة يبدو أنّنا – للمرة الأولى – نفعل الشيء الصحيح!

كان ينبغي أن يكون هذا منذ زمن؛ ولذلك سأقول لك كلّ شيء، لأنّه لن يكون هناك بَـ/(بُـ)ـعدٌ مشتركٌ بيننا ثانيةً؛ أبدًا.

لا تُقسم لي أنَّك لن تعود لضربي مرة أخرى لأنَّك في كل مرة تقول ذلك وتعتذر؛ تقبِّل أقدامي كثيرًا فيتضاخم رصيد احتقاري لك؛ مع كلّ قبلة أرى ضربةً في المستقبل القريب؛ وأقرّرُ – جازمة هذه المرة - أنني سأبقى معك فقط بعض الوقت حتى تفعلَ خطأً آخر أكبر فأرحل دون عودة؛ أتخيل إخبارك بأمر ذهابي وأتخيّلُكَ تخبرني بكلّ الأشياء الجيدة التي قمتَ بعملها لأجلي، والتي كنتُ أتوسّل إليك غالبًا لتفعلها، وتتسلى بضربي وتذكيري بكلّ حسناتك وسيئاتي وجمالك وقبحي وحبّك وحقدي وسماحتك وحسدي وحلمك عليّ وسلاطة لساني وحملك لي على أكنّة السّحب وعدم إرسالي إلا لبيوت الأغنياء لخدمتهم.

لا تترك لي الفرصة لأخبرك أنَّني أكره رائحتك التي تبدأ كعرق خفيف يزداد لتصبح أشبه بمن يملك مسبحًا خاصًا بالعرق الخاصّ به ليتحمم به يوميًا لأنه لا يثق في ماء الصنبور؛ ولا تدع لي الفرصة لأبصق عليك لمرّة واحدة في حياتي كما فعلتها بي كثيرًا؛ ولا تترك لي فرصة لتكسير أي شيء لأنك تكون قد كسرت شيئين أو ثلاثة فتجعلني أبدو كبلهاء تعيد مسلسلا سخيفًا؛ حتى حنجرتي التي لا أذكر متى استخدمت قوّتها القصوى تأبى أن تفعل شيئًا في حضرة صوتك المزعج المتحشرج، أحاول أن أجعلك تتحدث أقلّ لأتجنب رائحة فمك الكريهة ورؤية أسنانك الصفراء، أحاول أن أسمعك أقلّ كي لا أصاب بالتقيؤ اللا إرادي الذي يصيبني كلّما تحاورنا، إن كان ما يحدث بيننا يسمى محاورة؛ وكأنّ أجهزتي الحيوية كلّها تتراجع أمام شيْطَنَةِ أجهزتِك. ولا أمَلُّ أطلب من الله أن أستيقظ فأجدك جثة هامدة لأنّني لا أعرف كيف سأتخلّص من جثّتك لو قتلتك، فليس لدينا سيارة ولم أجرؤ على خيانتك مع أحد أصدقائك الفاسدين رغم أنّ لهم – جميعًا – نظرات غير مريحة ورغبة دفينة في إيذائك عن طريقي، ربّما لأنّ نظراتهم غير مريحة؟ حتى صديقك الطيّب الوحيد، الذي كنتُ أرى في عينيه شفقة، أو عطف، لا أدري؛ عيناه تمسحانِ قلبي وتصقلانه فيعود لامعًا كالوقت الذي كنتُ عليه قبل أن أعرفك؛ أجزاء من الثانية هي النعيم الأسبوعي الذي أحصل عليه في الحياة معك!

وأخيرًا؛ أريد أن أقول لك؛ أنَّ الله سيقطعك أجزاء كثيرة صغيرة جدًا ويشعل منك نيران جهنّم، وأنّك ستتوسل إليّ أن أسكب فوقك الماء البارد لكنني سأنظر إليك، وأذهب؛ لن أقول شيئًا، لن أسمعك صوتي حتى، لن أسلّيك عمّا أنت فيه حتى بالحديث إليك.

فقط سأنظر إليك، بينما تتآكل؛ وأذهب!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى