الخميس ٧ حزيران (يونيو) ٢٠١٢
بقلم نادية بيروك

جرت العادة

جرت العادة أن نصمت، أن نساير الركب دون أن نسأل إلى أين يسير، دون أن نستفسر عن مصيرنا المظلم. جرت العادة أن نختبأ وراء الجدران كالجردان الجرباء، كأن وجودنا نكرة أو لعنة، خاصة نحن النساء.... جرت العادة أن نساند الوجيه ونحتقر الفقير. أن نسعى لتملق الأغبياء والأغنياء لأن لهم مناصب ومكاتب، لعلهم يجعلوننا يوما من أتباعهم ولربما يقلدوننا إحدى مناصبهم أو يمنون علينا بإحدى المكاتب وإن كان جلوسنا على هذا الكرسي أو ذاك لا يضمن لنا إلا حسابا بنكيا لم نستحق ولو فلسا منه. جرت العادة أن نساند الظالم ونؤازره ونحن نرى دموع المقهور والمظلوم. جرت العادة أن نستغل حاجة تلك وفقرالأخرى. أن ننعت الأولى بالعاهرة والثانية بالحقيرة... جرت العادة أن نصفق حين يصفقون، دون أن نفقه ما يقولون... جرت العادة أن نمجد عملا تافها لأنه لفلان إبن فلان وأن نقبر عملا هادفا لأنه لفلان إبن فلان... جرت العادة أن نتأوه لسماع شعر تافه أو قصة فارغة من محتواها وأن نلجم ألسنتنا عند سماع مبدع ناشئ يصدح كالطائر الجريح... جرت العادة أن نحتكر الأدب والشهرة والألقاب والمناصب والأموال، أن ندوس كل من سولت له نفسه دخول زمام المنافسة أو خوض غمار التباري... جرت العادة أن نلبس الحق بالباطل، أن نأكل زورا وأن نشرب زورا.... جرت العادة أن نبني للفقراء بيوتا من الزنك وأن نشتري أراضيهم بثمن بخس... جرت العادة أن نتاجر بأحلام الناس وطموحاتهم... جرت العادة أن نبيعهم الوهم وأن نسلبهم حقوقهم وإنسانيتهم............


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى