الخميس ٧ حزيران (يونيو) ٢٠١٢
بقلم إبراهيم جوهر

أم خمسة وأربعين تسخر منا

يمد لي يومي لسانه ساخرا، مستهزئا. من الصباح الأول بدأ سخريته بجرحي المفتوح على الشاشات. تحضر الذكرى الأليمة وهي تغتال الأحلام الصغيرة. تحضر الخطوات الساذجة وتفتح النوافذ لتراجع وتحاسب وتتألم وتتعلم. الخامس من حزيران يستهزئ بجرحي، ويشمت بي؛ (لا شماتة في الموت)! شمس البدايات بدت هازئة! وحدها صفحة الذاكرة كانت واضحة بلونها الأسود. لم تمنعها السنوات المتطاولة في الفراغ، والسواد، والضياع من الحضور، فكانت ناصعة الوضوح، استحضرت التفاصيل جميعها ؛ بألمها، ووهجها، ولغتها، وشعاراتها، وناسها. بأحلامها وكل الذي فيها...(يقطعنا ويقطع ها "الكتبة"؛ كانت زوجة عمّي تردد في السادس من حزيران وهي تبكي. هل سأنسى جملتها الموجوعة؟ لماذا لم أنسها حتى اللحظة؟!!)(هل غادرنا أحمد سعيد؟ هل غادرنا؟) لغة إعلام وخواء وخداع. تقطف البلح من شوك أمامك وتبتسم! اللغة الفارغة تطعم (جوزا) فارغا. الجعجعة والدخان بلا طحن خداع وتسويف ومماطلة...(هل غادرنا لغتنا العاجزة بلا طحن، بسوادها، ودخانها، وخوائها، وجوزها الفارغ؟) اليوم تأتي أنباء القاهرة المتعلقة بحكومة (الكفاءات) الفلسطينية ؛ الحمد لله. بدأت (خطوات) عملية في طريق الترميم، الحمد لله، أقول ليقصر لسان اليوم الساخر الممدود على صفحة النهار...!المشاورات التي بدأت اليوم – لأنها مشاورات! – ستتواصل حتى العشرين من الشهر الحالي!!!حتى العشرين؟؟؟؟ خمسة عشر يوما من المشاورات للاتفاق على أسماء ليست من (فتح) وليست من (حماس)!! لسان اليوم (الخامس من حزيران) يطول أمام ناظريّ، فأحاول الابتعاد....هل تكفي خمسة عشر يوما بحثا عن أناس من الفضاء الخارجي!! ليسوا من،،، وليسوا من،،، ما أتعسنا!! الخامس من حزيران يمد لسانه، ونحن نبحث عن جنس الملائكة... قال الكاتب (إميل حبيبي) ذات لقاء في القدس: (نحن وإياكم حالنا كحال ذاك السجين الذي كان ينتظر ذويه ليحرروه من أسره...وذات صباح أفاق على صوت جلبة وضوضاء في باحة السجن. وحين بحث عن مصدر الحدث علم بألم وصدمة بأن من كان ينتظرهم ليحرروه قد شملهم السجن). لسان يومي هذا يمتد ساخرا، مستهزئا.ألسنتنا تطول وتستحضر ثقافة أحمد سعيد. (ذات مقالة، كتب أحد الزملاء قادحا مستخدما تعبيره – القنبلة ؛ " الذين يتحدثون بألسنة أحذيتهم "!!) لماذا حضر التعبير إلى يومي؟! ( قالت صديقتي " كاميليا: بغضبها الجميل: الأحذية لغة. ) للأحذية كعوب وألسنة ؛ الكعب يحكي الخواء، والتطاول الطاؤوسي الفارغ من المضمون،فماذا تحكي الألسنة؟!!!!! أين اختفت عصافير النهار؟ ماذا ستقول الأرض غدا لكوكب (الزهرة فينوس) حين يتوسط بين بلادنا والشمس عند الواحدة حتى ما بعد السابعة صباحا؟!هل سيتم الاتفاق على أسماء الوزراء لتنتهي مهزلتنا الدامية؟ في الخامس من أيار الفائت قلت: سأسأل بعد شهر من هذا اليوم: ما هي أم خمسة وأربعين؟ (في الخامس من حزيران الماضي سألت: ما هي أم أربعة وأربعين؟).هل سأسأل في العام القادم: ما هي أم ستة وأربعين؟!!!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى