الخميس ٧ حزيران (يونيو) ٢٠١٢
بقلم علي جمعة الكعــــود

بسّام الطعان واتحاد الكتّاب العــرب

بسام الطعان لمن يجهل هو قاص سوري يكتب القصة القصيرة بأسلوب سلس.. يختار موضوعاته بحذر ويقتنص اللقطة القصصية ويسطرها بدقة وحرص شديدين.. نشر قصصه في كبريات الصحف والمجلات في الوطن العربي وخارجه واختير كاتباً دائماً في صحيفة الحقائق الدولية.. كرّمه ديوان العرب الموقع الإلكتروني الهام كأفضل قاص عربي لعام ٢٠٠٧ كما كرّمتْه جمعية المؤلفين واللغويين العرب.. وإضافة لكتابة القصة القصيرة فإنه أجرى حواراتٍ مع أهم الأدباء والفنانين التشكيليين لصالح مجلات وصحف هامة أبرزها جريدة الزمان.. وبسام الطعان بشهادة الكثيرين أحدث ابتكارات جديدة في مسيرة تطور القصة السورية شكلاً وضموناً.. فمنذ صدور مجموعته الأولى (ورود سوداء)في عام 1995 مروراً بمجموعة (غرفة معبّأة بالنار) ومجموعته (غزالة الغابة) وحتى إصداره الأخير (نهر الدم) والدفق الإبداعي لا يتوقف وفي كل قصة جديدة يضيف نفَسَاً مغايراً عن سابقه.. وبسام الطعان هذا تقدم بمجاميعه القصصية المنشورة إلى اتحاد الكتاب العرب في سورية طالباً الحصول على عضويته وكانت النتيجة أن جوبه بالرفض مع الإشارة إلى عدم وجود أية مواقف سياسية له وموضوعات قصصه في غالبيتها اجتماعية تلامس هموم المواطن العادي. وكان للرفض وقعٌ سيئٌ على كاتبنا العزيز ولازمه الإحباط وهو الحامل رسالة الأدب بعد رحيل شقيقه الناقد صبحي الطعان على أثر حادث سيرٍ أليمٍ وهو في بداية مشواره الأدبي.. علماً أن هذا الأخير تنبّأ له نقّادٌ كبارٌ بمكانة نقدية رفيعة ومنهم الناقد الكبير الراحل نعيم اليافي ولكن يد القدر عجّلتْ في رحيله تاركاً كتاباً نقدياً يتيماً عن عالم عبد الرحمن منيف الروائي.. المهم أنّ شقيقه بسام حمل الرسالة كما أسلفت رغم اختلاف المجال الإبداعي عن إيمانٍ بأنّ الإبداع كله يصب في خانة واحدة

وعود على بدء فإنّ اتحاد الكتاب العرب..المؤسسة المرموقة التي تضم في أروقتها على الأغلب أدباءً سوريينَ وعربَ كباراً يقع القائمون عليها أحياناً في مطبات لا تخدم سير العملية الإبداعية وفق بروتوكولات خاصة وأجندات لا تليق بالمثقف السوري..فهناك عشرات المبدعين خارج مؤسسة الاتحاد وبالمقابل فإن البعض ممن لا تنطبق عليهم صفة الأديب الحقيقي يرفلون تحت ظلاله الوارفة.. فالروائية والقاصة توفيقة خضور مثلاً رُفض طلب انتسابها مراتٍ عديدةً إلى أن حصلت على جائزة الدكتور نبيل طعمة للرواية (الجائزة التي يرعاها اتحاد الكتاب العرب) وبعد هذا الفوز اعترف بها الاتحاد صاغراً وقبِلَها عضواً فيه0 وهذا يدعونا إلى التساؤل :هل يحتاج الأديب إلى معجزةٍ حتى ينال شرف العضوية ؟

ومن الجدير بالذكر أنّ بعض الأدباء من الأعضاء لم نرَ لهم نتاجاً إبداعياً منذ عقدين أو أكثر ورغم ذلك فهم يثرثرون ويشاركون في الندوات والأمسيات الأدبية بنتاجاتهم التي أكل الدهر عليها وتُحشَر أسماؤهم في قوائم الوفود التي يرسلها الاتحاد إلى الدول الأخرى.

فاتحاد الكتاب العرب كمؤسسة هامة تندرج في أولوياتها عملية استقطاب المبدعين على اختلاف مشاربهم لأنّ الإبداع هو السمة الأسمى للكاتب الحق وتيار الإبداع يطغى على التيارات الأخرى إن وجدتْ. والاتحاد كان منذ تأسيسه في عام 1969ومازال هو الملتقى الفاعل لكل صنوف الإبداع وتعتبر الدوريات الصادرة عنه في طليعة الدوريات العربية ولاسيما أنه يُصدر مجلة فصلية خاصة بالآداب الأجنبية وأخرى خاصة بالتراث العربي إضافة إلى مجلته الرائدة \الموقف الأدبي\ وجريدة الأسبوع الأدبي..تلك الدوريات التي يشرف عليها نخبة مميزة من الأدباء السوريين وتهتم بالإبداع بغض النظر عن الأسماء.

ومن باب الغيرة على الاتحاد أقول: إنّ الواجب الملقى على عاتقه هو أن يبقى محافظاً على مكانته الرائدة وأن يظل النافذة الحقيقية التي يطل منها المبدع السوري على عالمه العربي خصوصاً وأنه بدأ يستعيد اعتباره القويم بإعلانه عن الجوائز التقديرية والتشجيعية السنوية لتكريم المبدعين إضافة إلى مسابقاته الأدبية الأخرى ودوره الذي لا يستطيع أحدٌ نكرانه.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى