الاثنين ١١ حزيران (يونيو) ٢٠١٢
بقلم مرفت محرم

فى ظلال الحياة

هى الحياة مفرحة ومؤلمة، ضاحكة وعابسة، معاندة ومسالمة، مطيعة ومشاكسة، أتيناها لا لنشكو منها، ولا لنبكى عليها... أتيناها لنعيشها ونتعايش معها، نقطف من ثمارها حلوها، ولا يجزعنا مرها... نجنى من رحيق فيوضاتها العلم الحلال، ونهيم عشقاً بالجمال، نغوص نحو ماضينا العميق، وتراثنا العريق، فما حياتنا إلا امتدادٌ لحياة الآباء والأجداد، دون أن نغفل حقنا فى الانسجام الجاد مع واقعنا المعاش الآن، بكل معان الفضيلة والالتزام....

اٍن الحياة الحقة هى حياة شاقة، تتطلب منا أن نقابلها بعزيمة وإصرار، مع الوضع فى الاعتبار مرونة وليونة ورقة... فلا تثنينا عن الطريق المعوقات، ولا نلتفت كثيراً إلى ما فات، فمستقبلنا فى الحياة أهم وأجدى من العيش على أنقاض ما فات من مؤلم الذكريات...

إن علماء النفس يؤكدون، على أٍن من يملكون إيماناً وعزيمة وإصراراً على مواصلة الإبداع، رغم ما يسببه أعداء النجاح من أوجاع، وعراقيل وعوائق وأوضاع... تزداد ثقتهم ويزيد إنتاجهم بازدياد تحديهم وإصرارهم على إثبات موهبتهم على الساحة... فرغم ما يلاقونه من خصومهم نجدهم أكثر سماحه وصراحة من غيرهم...

فعليك وأنت زهرة يانعة فى روض الشباب الآن، واٍبتسامة لامعه فى ثغر التطلعات والآمال، وفجر مشرق فى سماء الحياة، أن تصعد و تتخطى العقبات، وأنت تبتسم فى وجه الصعوبات، فلا تلقى بنفسك فى أودية الغضب، أياً ما كان الدافع والسبب....

واجتهد فى الحياة بالعمل، واشحن قواك بطاقة التفاؤل والأمل... ولا تنظر لنصف الكوب الفارغ، فيصيبك اليأس، وانظر إلى النصف الملآن ولا بأس... عليك أن تستمتع بالخيال والجمال، مع تبحرك فى أوديه العلم الحلال، وإلا أصبحت آَله بلا روح ولا شعور، تدور فى رحى الأيام، وأنت بين شقيها مطحون مقهور....

تلك الدروس والعبر، والوصايا والفكر قد نفعتنى فى حياتى العملية خلال أعوام طوال، فاستطعت أن أمخر فى عباب بحار العلم المتخصص و دنيا الطبيعه والجمال... نعم لم أصل اٍلى كل ما أريده حتى الآن، فمهما نهلت من بحر العلم أجد أحتياجى إلى الارتواء منه يوماً بعد يوم يزداد... وكلما زادت معرفتى شعرت بالنقص الشديد، فالكمال لله وحده وهذا أمر أكيد...

ولكننى عاشقة للحياة بكل مكوناتها ومعانيها وتفاصيلها... فإن رضيت كفيت، وإن اٍشتد علىََّ الأمر يوماً من الأيام، فلا اٍستسلام، بل أحاول جاهدة التغلب على الصعاب والآلام، حتى تزول.. و ينقلب الهم اٍلى سرور، فبالإقدام والإصرار حققت أهدافى فى الحياة، بتوفيق من الله، الذى سدد خطاي على درب الحياة، و نُلت ما أصبوا اٍليه من نجاح فى حياتى العلمية و الأدبية و الأسرية، فالحمد لله تلك هى رحلتى مع الحياة......


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى