الأربعاء ١٣ حزيران (يونيو) ٢٠١٢
بقلم إبراهيم جوهر

نورنا ونورهم نور عن نور يفرق

حزيران ينبئ بالرحيل، وقلبي يرحل فيه ومعه، يرحل في المعنى والذاكرة. اليوم الأول من الثلث الثاني موعدي لمراجعة عيادة العيون في المشفى. وموعد افتتاح المعرض الأول للفنانة الشابة (نمير القاسم) في قاعة (محمود درويش) في مركز (يبوس الثقافي) بالقدس.

صباحا سأكون في المشفى، ومساء سأكون في (مشفى الروح)، أفكّر لنفسي في نفسي، وأسرح مع تخيلاتي وتهيؤاتي وأمنياتي وتوقعاتي...

مراجعة روتينية للعيادة الطبية. سيستمر العلاج بقليل من القطرة، وسيكون خيرا.

في المدرسة أناقش موضوعة أساتذة الجامعات عندنا.

طرحت الفكرة في سياق الحديث ذي الشجون، لا بحوث علمية، أو أدبية. لا إسهامات في الحركة الثقافية المحلية. عزوف واكتفاء بدور المعلم المدرسي، حتى أضحت جامعاتنا مدارس كبيرة. قتل لروح البحث والثقافة، واكتفاء بكتاب منهجي (!!). وظاهرة الاكتفاء باللقب الأكاديمي...

في معرض الفنانة (نمير القاسم) الذي عنوته بعنوان إحدى اللوحات (طابع عفوي) كانت حركة مشاهدة وتأمل ومتابعة. وكانت لقاءات ودردشات وشكوى وهموم.
هناك التقيت الفنان الشاب (حسام عويسات) الذي أوصلني دعوة للمشاركة في (مهرجان الإبداع المقدسي) يوم الأحد القادم في قاعة (كلية هند الحسيني) بجامعة القدس.

كانت مساحة للقاء ذوي الاهتمامات الثقافية، والرؤى من عشاق الحياة. ثلاث عشرة لوحة حكت حالة، ورسمت أفقا، ونقلت فكرا ورسالة انتماء. تقول الفنانة عن لوحاتها: (يغلب على هذه الأعمال الفنية الطابع التراثي الوطني والإنساني بأسلوب تجريدي عفوي، ممزوجة بالأرض والتراب والألوان النارية الدافئة، تستمد قوتها من حب الوطن وتنادي بحق العودة وتفتخر بتراثها الجميل وتعتز بأسوار مدينتها الشامخة).

... بعد أيام سيقام مهرجان (آخر)، (مهرجان نور القدس). النور هناك لن يحمل المعاني التي حملتها اللوحات الفلسطينية هنا.

(نور القدس) سيكون نارا في القلب.

(في عام 1992 م. أقيم "مهرجان القدس الأول للثقافة والفنون" في أرض ملعب المطران بالقدس. المهرجان المقدسي ترافق مع مهرجان آخر مقابل ومواز لفعالياته في "جورة العنّاب" وعرض التراث ذاته وادّعى أنه تراثه!. وقتها صحّت المقارنة بين "مهرجاننا ومهرجانهم" وهي افتتاحية صحيفة "الشعب" التي كتبها الصحفي "إبراهيم ملحم").

المهرجان الأول بقي وحيدا يتيما. (تآمر) بنو ثقافتنا من أصحاب الذوات المنتفخة وأوغروا صدر (الرجل) العملاق...وانتكست الفكرة، والمؤسسة، والمهرجان.

(طابع عفوي) لميرا القاسم جاء معرضا في إطار مشروع (المعرض الأول) الذي تقيمه (يبوس) للتعريف بفناني مدينة القدس، وإعلاء روحها الفنية الحضارية. المعرض جاء بتوقيت (عفوي) ولكنه يرد على (مهرجان النور) القريب.

يرد وهو يقام في قاعة (محمود درويش)، وينقل القدس بجمالها العفوي... ولكنه لا يحتمل ولا يتحمل مهمة (الرد) التي يجب أن تتضافر الجهود، والإبداعات للرد الثقافي عليه.

نورنا يغلب نورهم.

نور عن نور يفرق.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى