الأحد ١٧ حزيران (يونيو) ٢٠١٢
بقلم إبراهيم جوهر

اللهم اجعله خيرا

اللهم أعطنا خير هذا الفرح!! لم أقلها أمس، على عادة ثقافتنا الحزينة التي تستكثر الفرح والسرور فتطلب خير نتائجه بما يحمله خوفها الكامن من لحظات الفرح.

لا فرح حقيقيا في حياتنا الراهنة. منذ عقود من تراكم الأحزان نسينا الفرح وتقولبت نفسياتنا بقالب الحزن، النغمة الحزينة تشجينا وتداعب وترا خفيا في دواخلنا. القصيدة الحزينة، الكلمة الباكية، اللوحة الدامعة....عناوين لما تحملها نفسياتنا وتكويننا الثقافي العام.

إدوارد سعيد يرجع هذا كله إلى الاستشراق الذي (ثقّفنا) ليزرع فينا الضياع، والاكتفاء بال (آآآه...).

نزار قباني احتج على ( آهاتنا العربية الشرقية ومعدات الخدر التي تستجلب الآه...)
(اللهم إني أعوذ بك من فرح لا يدوم، ومن ضحك مسموم، ومن قلب لا يذكر حزن المنسيين...)

أصدقائي الطيبون فرحوا لفرحي. عرفت أنهم يطلبون فرحا عاما دائما لنا جميعا نحن الذين نسينا طعم الفرح...فرح لفرحي أصدقائي وصديقاتي الأنقياء ؛ أولئك الذين يعرفون أني لم أستطع مواصلة رسم البسمة على وجهي ليبتسم الزبون ! عاشوا بفرح لحظيّ لفرحي المسوّر بالخوف، مرفت مسك، حنين أحمد، رفعت زيتون، ابتسام عبيدات، عيسى القواسمي، صباح رشماوي، محمد ضمرة، إبراهيم عبيدات، عز الدين السعد،عادل عويسات، محمد سويلم،وجيه الشيخ... أشعروني بجمال أرواحهم التي زادت فرحي.

.... اللهم أعطنا خير هذا الفرح.

اليوم بدأت احتفالات (نور القدس)، ستعرض الألوان والإضاءة الفنية على سور القدس وبواباتها، ذاك النور الذي قلت فيه (نور عن نور يفرق).

(نور) التفاؤل المجزوء لمهرجان المصالحة كبا اليوم!!

(قالوا: لكل حصان كبوة...فكم كبا حصاننا الكابي؟!)

ترسيخ ذكرى الانقسام يوما للاحتفال ينكأ جراح النفس والذاكرة الدامية ويصيب الأهل في مقتل.

نشرت صديقتي (رفيف رستم) حكاية المقص والإبرة ؛ المقص يفرّق، والإبرة تجمع. لذا استحقت الاحترام.

صديقي الشاعر (محمد ضمرة) سألني عن (كان) التي كانت في يومية أمس.

استخدمتها متعمدا، هي كان التامة وليست الناقصة. أعجبت بسلامة إحساس صديقي اللغوي، ولم أقل له:

فينا كثير من النقص ! فلتكن (كان) تامة هنا!

يومي الحار بجفاف أدخل الضيق إلى صدري. انقلب الجو عصرا فتحرك الهواء المغبر. (قلت في سري: هل هي حركة احتجاج وغضب على " نور القدس" الذي يفرق عن نورنا المشتهى...)

بدأ صباح المدرسة بحديث حول الميراث و(الفهلوة) والاحتيال بما ينبئ بمزيد من الخلاف والانقسام والتفسخ والتناحر... ظاهرة تستدعي التوقف، والنظر إلى زوال الحياة بسرعة. نحتاج إعادة تربية...

حمل إعلان على لوحة إعلانات غرفة المعلمين فراغا يطلب من الراغبين والراغبات بالمشاركة في احتفال تكريم زميلنا (حسام وتد) تسجيل أسمائهم/هن.

فوجئت بالعدد القليل ممن دونوا أسماءهم!

نترك العمل كما نترك محطة حافلات كنا ننتظر فيها !! كل يغادر حيث وجهته...لا علاقات باقية، لا وفاء مفترض... تعمقت الأنانية، والفردانية فينا!

... آلاف الأخطاء اللغوية في الكتب المنهجية المعتمدة في بلادنا ؛ الهوية في خطر، والخطر مخطط له ومرسوم سلفا، كما الحزن في ثقافتنا !
(حزب كاديما) الذي أسسه (شارون الدموي) وقادته (ليفني الحربية!) سيصير (حمامة سلام)!

ما لونها؟ ما صوتها؟ ما شكلها؟

المهم سيهدل (الحمام الجديد) ليشاكس معاندا، نافضا رماد الخسارة المتوقعة، عائدا إلى جذوره المصلحية وهو يتوافق مع الطروحات المستساغة أوروبيا...

من قال إن السياسة لعبة مصالح؟!

الجغرافيا السياسية ترسمها القوة لا المنطق.

اشتدت حركة الرياح مساء،

الأخطاء في الكتب ليست عفوية،

المصالحة تعترضها مطبات وسوء نوايا،

نورنا يخبو، وأحلامنا تذوب في واقع مسدود الأفق.

...اللهم أعطنا خير هذا كله.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى