الأحد ١٧ حزيران (يونيو) ٢٠١٢
بقلم مرفت محرم

روح الذئاب

إن اختفاء الأمن والأمان، والراحة والاطمئنان فى بلد الإنسان، شىء يدعو إلى مشاعر الفزع المشوبة...بالهلع من تلك النفوس الذءوبة: التى تشعل الخطرفترة بعد فترة، فتلقى بنفسها فى ورطة، حاضر أصحابها ملهاة، ومستقبلهم مهواه، وحروف الحياة تعجز عن وصف أفكارهم اللئيمة، وأفعالهم المشينة

إمتلأت تلك النفوس بالعلل، وراحت تعوى عواء الضغاء، فالحادث جلل، وهو خطف وسرقة الأعضاء.... تلك العصابات العصباء، تمارس عمليات الخطف والإرهاب بدهاء حاد، يجانبه الصواب، فيقتلون الأحباب، ويقطعونهم أشلاءاً، ويعرضون الأجزاء لعمليات بيع وشراء، فى سوق يشبه البورصة، وهى فرصة لتلك المافيا اللعينة... للكسب الحرام، بمعاونة أباطرة وزعماء، هم أساس البلاء، يقودونهم قيادة عرجاء نحو التهلكة.... فأجساد الفقراء خلت عندهم من المهابة، فاستباحتها أضحت عبادة.!..

فالضحية يسلم جسده، لشدة عوزه، فيقضى ديونه التى تلومه.... وكل همه مواجهة المتطلبات اليومية مثل الدروس الخصوصية، التى تنهك قواه العقلية ، فيدفع الثمن من كبده أو قلبه أو كليته، ليكمل ابنه دراسته فى كليته..... ومن العجب العجاب، أن تتحول أصابع الرحمة إلى إلى سواطير عذاب، تمزق الأجساد، فيتخلون عن ضمائرهم وينسون يوم الحساب

فأين العقوبات الرادعة، ضد تلك النفوس الضائعة، فالمصيبة الفاجعة، تكمن فى وجود فريق من المتخصصين، فى القوانين، لتخليص المتهمين، فى تلك القضايا والتى تدين الجراحين، للحصول على البراءة أجمعين

وقد وصف كثير من العلماء القائم بسرقة الأعضاء أنه غاصب، وعارضوا بيعها وشرائها وعلى رأسهم الباسق: مفتى الجمهورية السابق، دكتور نصر فريد واصل، وانضم له وزير الصحة الهمام، د . سمير سلام، محذرا من أى تشريع أو قانون يبيح مستقبلاً أو الآن، هذا الفعل الحرام ....

إن الإنسان على أعضاءه مؤتمن، وليس من حقه أن يبيعها ليقبض الثمن، فالمتصرف فيها خالقها وباريها، وهى لدينا أمانة نُسأل عنها يوم القيامة

إن جريمة الاتجار بالأعضاء البشرية، جريمة قتل نفس وإزهاق روح برية، وهى تشبه جريمة الحرابة، لما فيها من فساد وحرب على أمن الأفراد وما شابه، وعقوبتها محددة تقع بين النفى والقتل، والقطع والصلب، وهى عقوبات مرتبة عند جمهور الفقهاء، واجبة التطبيق على كل من اشترك فى هذا البلاء

كما أن سرقة الأعضاء من الجثث شىء محرم شرعاً، وعقوبته التعزير، بما يراه الحاكم من تقدير، للقضاء على هذه الذئاب، التى تقضى على الأحباب، فتؤرق الألباب.... وتحولنا من عالم الروح والإنسانية، إلى عالم الثعالب الشيطانية، التى فيها منازع الدمار، ومطايا التبار؛ فدعاءنا للمولى الجبار، أن يقينا من مدارك الذلة والصغار، وأن يحمينا من هؤلاء الأشرار


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى