الأربعاء ٢٠ حزيران (يونيو) ٢٠١٢
بقلم مرفت محرم

وعاد الربيع

رأيت أشباحاً عارية تقف على مرمى بصرى، تجمع بين اللون البنى، والمائل اٍلى الاسوداد.......ما هذه؟؟!!!

اٍنها أشجار عاريه تماماً من الأوراق الخضراء، تخلت عنها نضرتها وحيويتها الحسناء، والتى كانت تضفى عليها البهاء والتألق والأناقة، تقف الآن بعد اختفاء تيجانها الملكية البراقة... شاحبة جرداء فلا نرى إٍلا (باقة) من سيقانٍ غليظة متهالكة، تخرج من أعلاها فروع كثيرة متشابكة، تنظر بتضرع اٍلى السماء، تجيبها بالبكاء فتتألم من قسوه الشتاء... فقد رحل عنها دفء الكساء، وتيجانها الخضراء فصارت جرداء كالذى فقد عرشه وعاوده بالرقاء.

ها هو وجه الطبيعه ينعى الانسان فى حاله، ويوائمه فى كينونته ومآله... فمن شروق الشباب إلى غروب المشيب حمل رأسه لون البياض العجيب كبشائر اقتراب الوداع والمغيب .

اما الأشجار و الزهور فقد هل عليها الآذان، وخفق الوجدان لمولود جديد، رزقه عديد، وعمره مديد، وشكله فريد... فهاهى الأوراق تتجدد، والظلال تتمدد، و تكسو الطبيعه بسرابيل خضراء يانعه، وتلبس الاشجار تيجانها المتألقه الرائعة... فقد جاء مولودها الجديد البديع الذى نطلق عليه اسم (الربيع).

تختال الزهور وتتمايل فى خمائلها، كالغاده الحسناء فى أبهى حللها وصورها وحليها، فتبوح بعطرها الفواح، ويشدو الطير كلما غدا أو راح، بأعذب الألحان التى تملأ الكون بالنغم الصداح، فتغرقه فى بحر الهوى والعشق المباح .

وها هى النسائم العليلة، تداعب الاوراق الجميلة برفق وحنان، فترفرف عليها بأحضان وتموجات، مؤدية بارتفاعها وهبوطها أجمل الرقصات... فتتمايل الطبيعة بإعجاب، معانقة ربيعها الذى عاد، فيهديها زهر الشعر وعطره الخلاب، ويرويها بكأس الحب و سحر الفتون، فتهنأ القلوب بهذا الشجون، وتسرح فى دنيا من ترانيم الخيال... تموج فى عزف أوتاره، وتغرق فى روعه أشعاره، وفى دفىء نهاره... لتجتلى فردوسها المنشود.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى